نشر معهد “رويترز” لدراسة الصحافة، بحثًا بعنوان “اتجاهات وتوقعات التكنولوجيا، والإعلام، والصحافة لعام 2018″، للباحث “نيك نيومان”، لدراسة التوقعات والتغيرات الجديدة والخاصة بالتكنولوجيا والإعلام لهذا العام.
شارك فيه عدة رموز إعلامية، والذين استجابوا لدراسة استقصائية حول التحديات والفرص الرئيسية في عالم الإعلام والتكنولوجيا، متمثلين في 194 شخصًا من قادة الإعلام، وهم من 29 بلدًا، منهم: الولايات المتحدة، وأستراليا، وكينيا، وجزر الهند الغربية، وكوريا، واليابان، وجاء الأغلبية، الممثلة في (80٪) من دول أوروبية مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وفنلندا، شاملين 35 رئيسًا للتحرير و 22 مديرًا تنفيذيًا و 22 من رؤساء الإعلام الرقمي، والذين جاءوا من بعض مؤسسات الإعلام والصحافة التقليدية الرائدة في العالم، بالإضافة إلى مؤسسات وليدة في الإعلامي الرقمي.
نرشح لك: جمهور القنوات المصرية لن يشاهد هؤلاء النجوم #رمضان_2018
كان للمنصات الإلكترونية دورًا كبيرًا في حياة مستخدميها خلال عام 2017، سواء باستغلالها في سرعة وسهولة التواصل بين العديد من رموز المجتمع مثل تواصل قادة السياسة مع الشعب، بالإضافة إلى دورها المجتمعي في التوعية؛ مثلما حدث في تنبيه وإنقاذ الكثيرين من حالات الحريق التي تحدث فجأة، من خلال إرسال بعض الإشعارات للأشخاص المتواجدين في محيط الحادث، مثل حريق “غرينفيل
“Grenfell والذي حدث في غرب لندن، وأودى بحياة 71 شخصًا، وأوجدت فارقًا كبيرًا بين خدمة مواقع التواصل الاجتماعي لمستخدميها ودور وسائل الإعلام المحلية في هذا الحدث؛ حيث لم تهتم أي من الوسائل الإعلامية التقليدية بشأن مناشدات السكان لهذا قبل حدوث الحادث، وهو الأمر الذي نبه الإعلاميون والصحفيون في بريطانيا للحرص على التواصل فيما بعد مع سكان المجتمع بشكل أفضل.
وبالرغم من وجود عدة فوائد هامة لدور منصات المواقع الإلكترونية، إلا أن هناك عدة مخاوف من انتشار الأخبار والمعلومات غير الصحيحة عبر منصاتها، فضلاً عن إمدادها بتقنيات مختلفة، قد أدت لظهور بعض الاتجاهات والتنبؤات الرئيسية نحو تلك المواقع، وهو ما يرصده “إعلام دوت أورج”، وفقًا لما نُشر في هذا البحث على موقع “digital news report” خلال السطور التالية:
ثقة الناشرين في المنصات الإلكترونية
أشار حوالي نصف ناشري ورؤساء المؤسسات الصحفية، والذين يمثلون 44% قلقهم نحو قوة وتأثير المنصات الإلكترونية، أكثر من هذا الوقت في العام الماضي، بينما 7% فقط يعدون أقل قلقًا بشأن هذا الأمر، وبسؤالهم عن نسبة مشاركتهم وعلاقتهم بتلك المواقع، اتضح أنهم يشعرون بقدر من السلبية تجاه موقعي: facebook وsnapchat بينما هناك تفاعل أكثر إيجابية مع موقعي: twitter وgoogle.
أوضح البحث أن الشعور تجاه “فيس بوك” قد ازداد سوءًا بعد عدة عوامل، منها دوره المتصور في الترويج للأخبار المزيفة، ونقص الإيرادات المتوقعة من خاصية الفيديو، فضلاً عن الانخفاض المفاجئ في ربط “فيس بوك” بالعديد من المواقع الإخبارية.
يحاول “فيس بوك” زيادة الوقت المستغرق في موقعه وتطبيقاته الخاصة، وبيع هذا الاهتمام للمعلنين، حيث يزيد هذا التفاعل في زيادة قيمة الإعلانات المدفوعة، بينما يأمل أيضًا في الحصول على حصة من ميزانيات الإعلانات التلفزيونية باستخدام الفيديو، بينما يظل تركيز “جوجل” بدرجة كبيرة على بناء نشاط تجاري على الموقع المفتوح.
كما أن الميزة التي قام بها “فيس بوك” عندما قرر نقل جميع المحتويات المنشورة التي يراها المستخدمون افتراضيًا، إلى مكان خاص على الموقع، في ستة بلدان وهم: سلوفاكيا، وسريلانكا، وصربيا، وبوليفيا، غواتيمالا، وكمبوديا، فبالنسبة للمواقع الإخبارية السلوفاكية الرئيسية، فهذا أدى إلى خفض التفاعل بنسبة 400% وفقدان ثلثي الوصول إليها.
وفي العديد من البلدان النامية، مثل غواتيمالا وكمبوديا، هناك مخاوف من أن يؤدي فقدان حركة التفاعل في موقع “فيسبوك” إلى إعاقة نمو وسائل الإعلام المستقلة، وبالرغم مما قاله إدارة “فيس بوك” عن عدم وجود خطط حالية لتقييد محتوى الناشر بشكل أكبر في الخلاصة الإخبارية أو إطلاق هذه التجارب إلى بلدان أخرى، إلا أنه ما زال هناك عدة مخاوف من قِبل المستخدمين.
ووفقًا لاستطلاع الرأي، الذي أُجري في ديسمبر الماضي لعام 2017، فإن العديد من الناشرين لا يزالون يشعرون بأن شركات المنصات الإلكترونية، تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لمواجهة المسؤوليات الأوسع، حيث يطالب المعلنون بشفافية أكبر بشأن المقياس الخاص بإعلاناتهم، وتوفير مزيد من الحماية لعلاماتهم التجارية، هذا بالإضافة إلى ما سيضيفه السياسيون والمنظمون والمستخدمون العاديون في هذا الشأن أيضًا، فالمؤشرات جميعها تشير إلى أشياء جديدة خلال عام 2018.
إعادة الثقة في زمن الأخبار المزيفة
مع التطور التكنولوجي الدائم، والتطور التقني الذي يحدث بشكل سريع ومتتابع، أصبح من السهل جدًا فبركة الأخبار حتى المُصور منها؛ لذا يعمل الكثير من الرموز الإعلامية العالمية حاليًا لنشر الوعي، ليس فقط على الصحفيين فحسب، بل على المراهقين أيضًا، لإيجاد جيلاً مختلفًا من المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي في عام 2018، يعتمد على كيفية التعامل مع الأخبار بشكل صحيح، عن طريق قراءة الأخبار وتحليلها والتفاعل معها، بشكل يشير إلى إتمام عملية التواصل بشكل صحيح، ما بين التقاء المعلومة والتفاعل معها، ولا يعتمد فقط على تلقينها.
ومن بين تلك المبادرات والحملات والبرامج، التي تطلق في إطار التربية الإعلامية ومحاربة الأخبار المفبركة وبناء التفكير النقدي لدى أولئك الشباب، جاء قرار “جيمس هاردينغ”، مدير هيئة الإذاعة البريطانية BBC News والذي أعلن في ديسمبر الماضي، عن إطلاق موقع إلكتروني متخصص في هذا الشأن، للتعرف على كيفية تحديد الأخبار الحقيقية، وتصفية المعلومات المزيفة منها، بالإضافة إلى توجه بعض صحافي BBC لبعض المدارس لتعليم الطلبة ونشر الوعي ضد الأخبار المفبركة إلى جانب استخدامهم للمقاطع التعليمية المُصورة، ومن بين أولئك الإعلاميين والصحفيين، مذيعين النشرة الجيدين، وهما: “هو ادواردز” و” أمول راجان”.
تحديات بين المنصات الإلكترونية والتلفزيون التقليدي
لم يستطع مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي ومؤسس موقع “فيس بوك” أن يحقق ما يرجوه من استخدام خاصية الفيديو عبر منصة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقارنة بالمنصات الإلكترونية الأخرى، مثل “يوتيوب” و”نتفلكس”، واللذان استطاعا أن يثبتا مكانتهما عند المُشاهد، ما بين المواقع الترفيهية الأخرى.
فقد استطاع أن يدخل “فيس بوك”، خواص مختلفة لاستخدام الفيديو مثل استخدام “اللايف”، لزيادة التقنيات الخاصة بالموقع، وتواجد المستخدمين فيه وزيادة التفاعل بينهم، ولكنها لم تلقِ شعبية كما كان متوقعًا لها، فضلاً عن إنه لم ينجح في تحقيق شعبية خاصة لبرامج تُذاع بشكل حصري من خلال صفحاته فقط، ومن المرجح أن يكون عام 2018 عامًا محوريًا لطموحات “فيسبوك” في هذا المجال.
فإن أسرع طريقة لاكتساب مستخدمين جدد؛ هي الحصول على حقوق بث المحتوى الحصري الذي يستحق المشاهدة، مثلما فعل موقع “أمازون” في إطار سعيها لنشر محتوى رياضي بشكل حصري؛ من خلال منصتها الإلكترونية، لمساعدتها على بناء علامتها التجارية الخاصة بها عن بقية المواقع الترفيهية الأخرى.
اتجاهات زيادة الإيرادات
وبسؤال رؤساء منصات المواقع الإلكترونية، المشاركين في الاستطلاع، حول وجهة نظرهم في الإعلانات الإلكترونية، وجد 62% أن الإعلانات ستصبح أقل أهمية بمرور الوقت، ويقول واحد من كل عشرة (10%) إنهم يخططون لنشاطاتهم في المستقبل مع عرض إعلانات قليلة أو بدون إعلانات نهائيًا، بينما أظهر 22% إن مكانة الإعلانات ستظل كما هي، وأشار 16% إلى أن أهميتها ستزيد مع الوقت.
وهذا يرجع إلى بعض العوامل الاقتصادية والتي يلعب دور العرض والطلب بها دورًا رئيسيًا، والتي تساعد على خفض أو زيادة الأسعار في السوق، إلى جانب انتشار حظر الإعلانات على نطاق واسع، فضلاً عن انتشار احتيال الإعلانات.
كما أوضح “مارك تومبسون”، الرئيس التنفيذي لـ “نيويورك تايمز”، في وقت سابق، إن التراجع السريع المستمر في عائدات الإعلانات، سواء المطبوعة والرقمية، سيؤدي إلى تزايد الأزمة الاقتصادية.
لذا تبحث شركات الإعلام التجارية عن اتجاهات جديدة لتدفق الإيرادات، في عام 2018، خصوصًا ما يتعلق بمشاركة قراء الموقع معهم، فبحسب الاستطلاع الذي قام به البحث، وبسؤال الناشرين عن أهم مصدر لتدفق الإيرادات بشركتهم، أشار 44% من الناشرين إن الاشتراكات “Subscriptions ستكون بمثابة مصدر هام للدخل مقارنة بالاختيارات الأخرى، واعتبر 16% أن العضوية membership
التي تُحدد كرسوم منتظمة يدفعها المستخدمون الذين يداومون على استخدام المواقع بصفة مستمرة، كما يعتبر 7% من الناشرين أن التبرعات مهمة جدًا كمصدر جيد للإيرادات.
نجاح بعض المؤسسات الصحفية الكبرى، التي تميل إلى اختيار الاشتراكات Subscriptions، مثل: “نيويورك تايمز” والتي تمتلك 2.3 مليون مشترك رقمي، و “واشنطن بوست” والتي ضاعفت الاشتراكات الرقمية في عام 2017 إلى مليون مشترك، وصحف أخرى غيرهما، أدى إلى إلهام الاَخرين للتركيز على ما يدفعه المستخدم أو القارئ، ولكن هناك مخاوف من عدم إقبال عدد كبير من المستخدمين للدفع، وهو الأمر الذي يخلق المزيد من التحديات والتساؤلات حول مدى الإقبال على هذا المصدر، وبالتالي تحديد صحة دوام نجاحه من عدمه.
استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار
مع التطور التكنولوجي الملحوظ واهتمام شركات التكنولوجيا باستخدام الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم، يتطلع رؤساء المؤسسات الصحفية والناشرون أيضًا لتكثيف استخدامهم لتلك التقنيات المعقدة الحديثة من الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، فبحسب استطلاع الرأي، أوضح ثلاثة أرباع من المشاركين فيه أنهم بالفعل
يقومون باستخدام نوعًا من الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الإعلامية، مثل استخدامهم للكمبيوتر والذي يتطور خواصه وتقنياته بصفة دائمة من تلقاء نفسه؛ لتحسين النتائج، مشيرين إلى مشاريعهم المختلفة نحو تحسين التسويق، وفحص الحقائق بصورة أوتوماتكية، وتسريع وضع العلامات والبيانات الوصفية، موضحين أنهم في مرحلة البحث والتطوير حاليًا، ولكنهم يتوقعون أن ينتقل عدد كبير منها إلى مرحلة الإنتاج.
وبسؤال رؤساء تحرير منصات المواقع الإلكترونية، ضمن الاستطلاع عن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، أوضح 59% أنه يستخدم في تحسين ترشيحات المحتوى سواء من خلال المواقع أو التطبيقات، و39% أشاروا إلى استخدامه في سير العمل بصورة أوتوماتيكية، وأوضح 39% أنه يقوم بالتحسين التجاري، كما أوضح 35% أنه يساعد الصحفيين في الحصول على مواضيع وأخبار صحفية، وأوضح 19% أنهم لا ينظرون إلى أي مِن تلك الأشياء، بينما ذكر 10% أنهم لا يعرفون.