حمل الفيلم فرنسي “عذرا أنجيل” الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” هذه السنة، ملامح الفيلم الفرنسي المتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان كان السنة الماضية فيلم “120 خفقة في الدقيقة” للفرنسي روبين كامبيو.
توجه المخرج الفرنسي كريستوف أونوري، مع فيلمه الروائي الطويل “عذرا أنجيل” إلى عالم المثلية الجنسية، و يتوغل في آلم ومعاناة بطل الفيلم جاك الذي جسد دوره الممثل الشاب بيير ديلاونشامشام، وعلاقة الحب التي جمعته بآرثار وسط دومة من الأسئلة والمحطات الصعبة، مع لمسة كوميدية ونوستالجيا أواخر القرن العشرين.
نرشح لك.. ولاء مطاوع تكتب: في “أربعين” أحمد خالد توفيق
تدور حكاية الفيلم عام 1990، حيث تنشأ قصة حب بين كاتب شاب من باريس، وطالب بريطاني، ويسلط الفيلم الضوء على معاناة مرضى الإيدز، حيث يسعى العمل إلى تكريم ضحايا هذا الداء الخبيث، بنفس حجم المشاعر التي جاء بها فيلم روبين كامبيو، وألهب مهرجان كان وقتها، حتى بات حديث الجميع قبل أن يتوج بالجائزة الكبرى، وكانت التتوج الأكثر استحقاقا في الدورة الـ70 للمهرجان.
نلاحظ أن السينما الفرنسية خصوصا الحاضرة في مهرجان كان، بدأت تعيد نفسها بشكل واحد عبر التطرق إلى موضوع المثلية الجنسية بشكل أساسي، لهذا جاء فيلم” عذرا أنجيل” مغازلا لتفاصيل حكاية فيلم” 120 خفقة في الدقيقة” بل أكثر من ذلك فقد جاءت بعض مشاهده في المستشفى متشابهة إلى حد ما كبير، والمعاناة نفسها، والخاتمة التي ركزت على حزن الصديق على صديقه عندما راح ضحية المرض الخبيث، و هو أكثر شيء أحزن البطل الذي واجه المصير نفسه، غير أن الفيلم يذهب إلى محطة أبعد في معالجة هذا الجرح و يتوغل في نفسية البطل الذي ظل يصارع مشاعره و مويلاته للإجابة على سؤال واحد جوهري”من أكون؟”.
الملاحظ في خارطة الإنتاج السينمائي الفرنسي للمركز الوطني للسينما، الذي قام بإنتاج 300 فيلم في فرنسا العام الماضي إجمالي قدره 1.3 مليار يورو، بزيادة 6٪ عن عام 2016، يقدم دعم كبير للأفلام التي تتناول مواضيع المثلية، على الأقل في الخمسة سنوات الأخيرة، كما أن المهرجانات تفتح أبوابها لهذا النوع من الأفلام، ففي الدورة الحالية لمهرجان كان هناك 15 فيلما تحاور موضوع المثلية الجنسية، و هو أكبر رقم في تاريخ المهرجان، ففي السنوات الأخيرة، تحولت جوائز “كان” إلى مغازلة هذه المواضيع التي عادة ما تتناولها السينما الفرنسية، منذ أن تم منح جائزة السعفة الذهبية بالإجماع في عام 2013 إلى الفيلم الفرنسي “حياة أوديل” لعبد اللطيف كشيش.