قبل عامٍ من استضافة مصر للقمة الإفريقية في 2019، شهدت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأحد، انعقادٍ مُصغر للقمة، في أحد الفنادق الكبرى، تَمَثَلَ في نموذج محاكاة للاتحاد الإفريقي، تنفيذًا لما أوصى به الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم، نوفمبر الماضي، بتفعيل الحوار بين الشباب المصري والعربي والإفريقي، وقد حضره ممثلو العديد من الدول العربية والإفريقية، من طلاب الدول الشقيقة، الدارسين في مصر، بجانب حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
نرشح لك: “السيسي”: مصر تُعد لدورها في رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال 2019
قدم الشباب المصري والإفريقي نموذج محاكاة ناجحًا، أظهروا من خلاله وجهًا أكثر تحضرًا وإشراقًا للقارة السمراء، ومستقبلًا مُطمئنًا للدول الإفريقية، ترسمه عقول شبابية ناضجة، استوعبت قضايا أمتها، وفهمت كافة جوانبها، فاستطاعت وضع توصياتٍ جادة، حازت على إعجاب الرئيس، الذي وعدهم بطرحها في القمة الإفريقية المقبلة، مطالبًا إياهم بالاستعداد للمشاركة فيها معه، لطرح أفكارهم في القمة التي تترأسها مصر، تنفيذًا لمساعيه في تمكين الشباب المصري والإفريقي.
نموذج المحاكاة بعث عن عدة رسائل يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
1- قدرة الشباب المصري على التنظيم، والحشد، والتنفيذ الدقيق للمهام الموكلة إليهم، حيث نجح شباب البرنامج الرئاسي، بعد 5 أشهر فقط من تنفيذ توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي بانعقاد نموذج المحاكاة، في نوفمبر الماضي، وظهر على قدرٍ كبيرٍ من الالتزام بالمواعيد، والجدول الزمني المعلن مسبقًا، وكذلك كانت الجلسات منظمة، وهادئة، ومفيدة.
2- إلمام شباب القارة السمراء، بالتحديات الكبرى التي تواجه بلدانهم، والتي يمكن إيجازها في عدة نقاط أهمها: الهجرة غير الشرعية، البطالة، الزواج المبكر للفتيات، التعليم السيء، والإرهاب والعنصرية.
3- ظهر الشباب الإفريقي والمصري، على قدرٍ كبيرٍ من الثقافة والوعي واللباقة والثقة، عكس الصورة النمطية التي يراها عنهم العالم الخارجي، بأنهم محاطون بمشاكل القارة منغمسون في الفقر والجهل والإرهاب.
4- حِرص المنظمون على حضور ممثل من أثيوبيا، أمر جيد، خاصة في ظل اشتداد الأزمة بين الجانبين المصري والإثيوبي بسبب مباحثات سد النهضة، ما أعطى انطباعًا بـ”احتضان” الشباب الإثيوبي، وتقبل مصر للحوار والتعاون معهم، دون أن تؤثر قرارات حكومتهم على العلاقات بين الشعبين.
5- اختيار السعودية والإمارات، كضيوف شرف القمة، وفلسطين كونها عضوًا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي، كان إشارة موفقة لهوية مصر العربية، بجانب الأخرى الإفريقية.
6- تمثيل الشباب المصري في نموذج المحاكاة لمنظمة الأمم المتحدة، – والتي تحدثت ممثلتها باللغة الإنجليزية- وجامعة الدول العربية، يؤكد قدرة الشباب المصري على “الزعامة” الدولية، في المحافل الكبرى، ما يفيد قضية “تمكين الشباب”، وزرع الثقة فيهم.
7- الحلم العربي بتحرير القدس، والتأكيد على هويتها العربية، وأحقية الشعب الفلسطيني في سيادة أرضه، كان أحد المعالم البارزة في كلمة ممثل دولة فلسطين في المحاكاة، وكان تعبيره عن أمنيته بأن يكون الطفل الشهيد محمد الدرة، أحد الحاضرين، لفتة ذكية، عبرت عما يكنه الشعب المصري لأبناء الأراضي المحتلة، وتأثرهم بالقضية، وعدم نسيانهم للتعديات الإسرائيلية المعادية للإنسانية على حقوقهم، ورسالة للعالم باستخدام “القوى الناعمة”، بأحقية شباب فلسطين في تمثيلها دوليًا بدلًا من الموت غدرًا.
8- كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تضمنت دعوة منه للشباب الإفريقي بتلقي التدريبات اللازمة في مؤسسة القادة، وكذلك طلبه من الحضور بوضع توصياتٍ وحلولٍ مدروسة لمشاكل القارة السمراء، لطرحها في القمة الإفريقية التي تترأسها مصر في 2019، ووعده باصطحاب مجموعة من المتواجدين للمشاركة فيها، كانت موفقة، حيث أوصلت رسالة باحتضان مصر لشباب القارة، وكذلك تأكيدًا منه على حرصه على “تمكين الشباب”.