محمد سقراط
لو بدأت بأن “مارينا بيديا” برنامجًا يوميًا يذاع على “راديو هيتس” من الأحد للخميس لمدة ساعتين في تمام الساعة الواحدة ظهرا… إلخ، فلن تكون البداية موضوعية، فهذا التحليل استثنائي بدرجة استثنائية كبيرة، على نفس الدرجة لاستثنائية البرنامج نفسه، واختلافه، بطريقةٍ استثنائية في حد ذاتها، تضايق كل الاستثنائيين…
نرشح لك: “السيرك”.. هل يـُشبع تطلعات المستمع “الطماع بطبعه”؟
عزيزي القارئ.. أعتذر عن تكرار كلمة “استثناء” في جملة واحدة، فأنا في الأساس مستمع استثنائي للبرنامج – أهي كلمة استثناء اتكررت تاني – ولأكثر من موسم، منذ انطلاق أولى حلقاته في 06 سبتمبر 2015، بحيث يمكنك بسهولة أن تطلق علىّ لقب ” أقدم واحد في عمارة مارينا بيديا”.
* عن “مارينا بيديا”..
– يدل اسمه على المحتوى الذي يقدمه، فبعيدا عن النصف الأول من اسم البرنامج “مارينا” – ومش بعيدًا قوي عشان هنتكلم عن “مارينا” –، يكشف النصف الثاني “بيديا” عن جانبه المعلوماتي، أو الموسوعي، ويقدم هذا المحتوى في قالب “ترفيهي” خفيف على مدار أيام الأسبوع، من خلال فقرات ثابتة.. ولنا هنا وقفة، لشيء من التوضيح.
– الفقرات ثابتة، ومتجددة، وغير ثابتة في نفس الوقت.. وأحتاج منك عزيزي القارئ قليلا من التركيز “عشان تزق معايا المقال، بصوت مارينا المصري”، وهي الجملة أو “الإفيه” الذي تقوله لو أرادت التحفظ أو الامتناع عن التعليق على إحدى رسائل المستمعين، والجملة الأصلية للـ”الإفيه”: “زق معايا اليوم”.
– الساعة الأولى تمثل الفقرة الثابتة والمتجددة يومياً، يجد المستمع نفسه متلقيًا ومتفاعلا مع الـ “Trend” اليومي أيا كان موضوعه، إخباري، ترفيهي، فني، ثقافي، رياضي..
– أما الساعة الثانية، فهي لموضوع الحلقة، الذي يختلف يوميا تحت عنوان رئيسي ثابت، تُناقٓش من خلاله Topics مرتبطة به، وذلك على النحو التالي:
الأحد مواضيع خفيفة تناسب بداية الأسبوع، يوم الاثنين تخصص الساعة الثانية لأخبار الميديا والفن تحت عنوان “في سياق الدراما”، أما يوم الثلاثاء يكون من نصيب طلاب الجامعات بـ “فقرة الجامعة”، ثم فقرة “كيفي كدة” يوم الأربعاء، وهي فقرة “ملهمة”، بما تقدمه من نماذجٍ لأشخاص قرروا أن يتخذوا طريقًا غير مألوف في حياتهم المهنية أوالعملية، وحققوا فيها نجاحاتٍ حقيقية ملموسة، على عكس ما توقعه لهم من حولهم، بينما تخصص ساعة البرنامج الثانية في يوم الخميس للترفيه، في شكل ألعاب خفيفة تفاعلية مع المستمعين، ملائمة لأجواء الـWeekend ونهاية الأسبوع، من خلال المداخلات التليفونية بشكل أساسي.
نرشح لك: هل يتابع شادي السرجاني برنامج “شوف شغلك”؟
– يحدث ذلك بشكل يتناغم مع اختيارات الأغاني، ولنا هنا وقفة أخرى، ولكن بشيء من التفصيل هذه المرة..
تتوافق اختيارات الأغاني مع أجواء أيام البرنامج المختلفة، ونجح البرنامج في أن يصنع لنفسه شخصية مستقلة من زاوية الموسيقى كبرنامج على الراديو بشكل عام في الوقت الحالي، وكذلك على مستوى البرامج التي تذاع على “راديو هيتس”، وعود المستمعين في كل يوم على mood أغاني مختلف، استغلت فيه “مارينا المصري” ذوقها الموسيقي المختلف والمتميز – وهي سمة مشتركة في أغلب مذيعي “راديو هيتس” بشكل عام – وخلقت جوا خاصا من الموسيقى جاذب لأغلب الأذواق على مدار الأيام الخمسة، ويرضي بذلك أغلب المستمعين، وينتظرون اليوم الذي يقدم فيه Mood الأغاني المفضل لهم، بشكل قد يجعلهم يتنازلون عن حقهم في طلب أغان معينة… – مش بيتنازلوا قوي يعني وأقصد أحيانا عشان محدش يمسك في الكلمة بس –
اتفقنا على أن هذا التحليل غير عادي، أي استثنائي – فعلاً حاولت أن أتجنب تكرار كلمة استثناء ولم أستطع إذن أنا آسف – ولذلك فعرض ما للبرنامج، وما عليه، سيكون غير تقليدي كذلك، ولن يتوقف فقط على ذكر المزايا والعيوب، وسيكون على الصورة التالية: مزايا – عيوب تمت معالجتها – مايؤخذ عليه
* المزايا:
– محتوى البرنامج، بناءا على الوصف السابق، يضعه في موقع خاص ومختلف بين برامج محطات الراديو حاليا، من حيث المواضيع، وتجددها لارتباطها بالـ Trend ، فضلا عن أن تعدد الفقرات بانتظام ليقدم وجبة دسمة مفيدة للمستمع بأسلوب جذاب، لا يقدمها أي برنامج آخر بهذا الشكل حتى الآن، فهو أول برنامج ترفيهي معلوماتي، يقدم في هذا الشكل، الذي تستطيع أن تلمس فيه بسهولة مجهودا محترما من ناحية “الإعداد”، وبشكل استمر على مدار ثلاث سنوات تقريبا.
ولكي أبدو منصفا، لن أعتبر الجزء الخاص بتعدد الفقرات الثابتة بانتظام ميزة خالصة، ويقتضي “ضميري التحليلي” أن تقتصر هذة الميزة على محتواه وتعدد فقراته فقط، فمن ناحية أولى، مسألة ثبات الفقرات وانتظامها بهذا الشكل في حد ذاتها “أسلوب” أو “مدرسة” من مدارس برامج الراديو، تقابلها “مدرسة” أخرى، إذا ما قدمت نفس المحتوى، ولكن في شكل فقرات مفتوحة أو في شكل “لا فقرات”، وقد ترتبط بأذواق “المتابعين” والمستمعين، من ناحية أخرى.
نرشح لك: 17سببًا تجعل أحمد عز “حصانًا رابحًا” في رمضان 2018
– “مارينا المصري”.. فهي كإعلامية ميزة، لها أسلوبها الخاص في التقديم شكلا ومضمونا.. ولن تكون هذه الفقرة – بالطبع – مخصصة لتقييمها كـ “مقدمة” للبرنامج، ولكن سأتناولها من خلال فيديو قديم لها منذ سنة، حددت فيه بنفسها – وباعترافتها – ما يجب أن يكون عليه مذيع الراديو، وحملت فيه المذيع وحده جزء المسؤولية الأكبر ليجعل “الراديو” مختلفا للمستمع…. شاهد.. “راديو هيتس محطة مارينا المصري للوصول للناس”.
عزيزي القارئ، إن لم يكن في باقتك ما يكفي لمشاهدة الفيديو، دعني أقدم لك هذه الصفات باختصار – مع إن فايتك كتير ولازم تشوفه -، فبحسب الفيديو يجب على مذيع الراديو أن يكون، حقيقيًا، يتعامل مع ما يقدمه بجدية، قريبًا من المستمع، ويحترم عقله.
ويتحقق ذلك في “مارينا بيديا” بنسبة كبيرة، وحققت بذلك رصيدا كبيرا لدى المستمعين، فهي قريبة من المستمعين جدا للدرجة التي تحفظ فيه أسماءهم، وأسلوبهم في كتابة الرسائل، وتلاحظ اختفاء أحدهم، ويرجع ذلك في الأساس لكونها تتعامل بشكل حقيقي، في غير تكلف أو تصنع، وفي غير “ابتذال” في نفس الوقت، أما عن الجدية واحترام عقل المستمع فهو متحقق في محتوى البرنامج وفقراته.
– لم يتوقف البرنامج في شهر رمضان، مواكبا أجواء المسلسلات، ويتحول إلى “دراما كوين” – كاسم حركي للبرنامج في رمضان – ويقدم وجبة مركزة ومتفردة على الراديو أيضا في تناول دراما رمضان، وإعلاناته.
مثلا.. ” أوفا ووالده في ضيافة مارينا المصري”.
نرشح لك: خريطة مسلسلات OSN يا هلا في رمضان 2018
واستمرار البرنامج في رمضان بهذا الشكل، يعتبر ميزة، وميزة مختلفة على الراديو، بنفس درجة اختلاف “الغلوشيات” ومكانتها الخاصة على مستوى “المقال النقدي”.
* عيوب تمت معالجتها:
– التراجع عن قرار أن يكون البرنامج ساعة مع بداية الشكل الجديد لـ “راديو هيتس” في أوائل العام الجاري، ولو لم تكن مطالبات المستمعين سببا من أسباب إعادة زمن إذاعته للساعتين، فلو- اتكلمنا كفنيين – وتخيلنا استمراره بزمن إذاعة لساعة واحدة، لتحولت المزايا السابقة ألى عيوب قضت على رصيده الذي اكتسبه منذ انطلاقه.
– لو بنينا على ميزة “القرب من المستمعين”، تتيح “مارينا المصري” مساحة مشروعة لمتابعيها، أو للـ “البيدياوية” يبدون من خلالها آراءهم في تفاصيل البرنامج، تمت من خلالها معالجة بعض الملاحظات السلبية، مثل:
(1) قراءة رقم الرسائل في الحلقات المسجلة، يتعارض مع “المصداقية”، الحلقات المسجلة منذ فترة كبيرة بدون قراءة لرقم الرسائل، وتم استبداله بتوجيه المستمعين للتواصل على الصفخة او على “هاشتاج” البرنامج.
(2) قراءة رسائل المستمعين – أحيانا – بشكل مختلف عن الشكل الذي أرسلت عليه، حتى وإن حملت القراءة المختلفة نفس معنى الرسالة، ولكنه يعد أمرا مستفزا للمستمع…. صدقوني والله.
(3) التنويه عن أسماء الأغاني، لم يعالج تماما للدقة، فيتم التنويه لعدد أكبر لأسماء الأغنيات على خلاف السابق ولكن من المهم للمستمع أن يعرف اسم الأغنية، خاصة وأن “مود الأغاني” في حد ذاته ميزة من مزايا البرنامج.
نرشح لك: ترددات مجموعة قنوات MBC #مسلسلات_رمضان_2018
* مايؤخذ عليه:
– فقرة “دوري الجامعات” التي أعلن عنها مؤخرا ولم تبدأ حتى الآن، ولم يعلن عنها فحسب، بل أعلن عنها وبشكلٍ مكثف، وبالرغم من أن فقرة الجامعة تطورت فعلا، وبالرغم من أن “مارينا بيديا ” أول برنامج على الراديو يهتم بشباب الجامعة ويجعلهم مراسلين، إلا أنه يبقى دائما في النفس شيء من هذه الحملة الإعلانية التي سبقت فقرة لم تنفذ، خاصة وأنها رفعت سقف التوقعات بشكل كبير.
– تسويق البرنامج فقير، بل فقيييير، رغم أنه يستحق الكثير سواء على مستوى الـ Social Media ، أو على مستوى إتاحة حلقاته على يوتيوب، في الوقت الذي تتاح فيه حلقات لبرامج أخرى على يوتيوب.
ولكن يبقى الجانب الأهم، إهمال التسويق على”Facebook” خاصة في الحلقات الاستثنائية، فتناول الـ Social Media – مثلا – لحفلة “ريدبول في الشارع” مؤخرا، لم يكن على مستوى الحدث نفسه، وهو أمر غير مفهوم، ومستغرب.
عزيزي القارئ، لو لاحظت، لم أستخدم كلمة “الاستثناء” خلال عدد غير قليل قي السطور السابقة، وأظن أنه من حقي أن أستخدمها الآن في وصفي للبرنامج إجمالًا بـ”الاستثنائي” في كل جوانبه، جانب التقديم، وعلى جانب محتواه، واستمراريته، ومستمعيه، حتى على جانب العيوب، إذا ما ذكرتك بالعيوب التي عولجت فعلاً، ونقطة القوة الأكبر في البرنامج هو الذكاء في التعامل مع المستمعين، والتفاعل معهم، بمحتوى محترم، وسياسة تخلق نوعا من الولاء للبرنامج، مختلفا عن ولاء المستمعين لـ “راديو هيتس” استمر على مدر ثلاثة مواسم.