21 تصريحًا لـ آدم ياسين.. أبرزها عن محاولة الاعتداء على طوني خليفة

أحمد شعبان
 

 قبل أكثر من عشر سنوات، بدأ آدم ياسين مشواره مع البرامج التليفزيونية، كتب برامج الأطفال لقناة الجزيرة للأطفال في عام 2006، ثم دخل بعد ذلك إلى عالم البرامج الحوارية الجريئة “الهارد توك”، مولعٌ بها وبصناعتها، أول حلقة أعدها كانت حلقة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم فى برنامج “ضد التيار”، وتم وقف إذاعتها بعد أول فاصل بسبب جرأة تعليقات “نجم”، توالت بعدها خطواته وأعدّ برامج تليفزيونية كثيرة، عمل مع إعلاميين من مشارب مختلفة، من وفاء الكيلاني إلى سمر يسري، ومن طوني خليفة إلى مفيد فوزي، وكثيرين غيرهم.

 
في رأي “ياسين”، بدأت البرامج الحوارية الجريئة “الهارد توك”، في مصر مع مفيد فوزي، هو رائد هذا النوع من البرامج، التي تقوم فكرتها على الاشتباك مع الضيف وتوجيه أسئلة صعبة وجريئة وشائكة له، اتبع “فوزي”، بحسب رأي ياسين، طريقة استفزاز الضيف، يسأله في أمور شخصية، “كان فيه جرأة مستغربة في المحتوى”. قبل “فوزي” كانت البرامج الحوارية التي قدمها طارق حبيب وليلى رستم وأماني ناشد، وآخرون، تقوم على الحوار الرصين مع الضيف دون الخوض في أمور شخصية قد لا يفضلها الضيف.
 
 

إعلام دوت أورج” أجرى حوارًا مطوّلًا مع آدم ياسين “صنايعي الهارد توك”، الذي ترأس تحرير عدد كبير من البرامج الحوارية الناجحة. عن هذه البرامج وكواليس صناعتها والإعداد لها، وعن تاريخها وبدايتها مصريًا وعربيًا، وعن مسيرته داخل مطبخ صناعة هذا البرامج، وعن أشهر مقدميها، وعن آرائه في طوني خليفة ووفاء الكيلاني وسمر يسري ومفيد فوزي وغيرهم، عن ذلك كله وغيره، تحدّث “ياسين”، وهذه أبرز تصريحاته.

آدم ياسين أثناء حواره مع محرر إعلام دوت أورج
 
1- أول حلقة قمت بإعدادها كانت حلقة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم فى برنامج “ضد التيار” الذي قدمته وفاء الكيلاني، التي تواصلت معي للعمل معها في الموسم الثاني من البرنامج، فهي تعرف حبي لكتابة البرامج التليفزيونية. وتم وقف إذاعة الحلقة بعد أول فاصل بسبب تعليقات “نجم” الجريئة وقتها. كانت هذه البداية في هذا النوع من البرامج، برامج الـone on one interview، أو “الهارد توك”، وأدخلت على البرنامج فكرة الشهادات والاستعانة بمداخلات لضيوف ينتقدون أو يعلقون على مواقف أو آراء لضيف الحلقة، وهو ما طوّرته بعد ذلك في برنامج “أنا وأنا” وأصبحت جزءًا أساسيًا من البرنامج.
 

 
2- تعاونت بعد ذلك مع وفاء الكيلاني في عدة برامج، منها “بدون رقابة”، والذي أرى أنه أنجح وأقوى برامج وفاء حتى الآن، وقدمنا فيه حلقات رائعة، ومن العجيب أننا سجلنا مع أحمد فؤاد نجم، ولم تذع الحلقة أيضًا، وسجّلت وفاء مع الفنانة صباح قبل وفاتها، لكن لم تذع الحلقة، بسبب سوء حالة صباح فقررت وفاء عدم إذاعة الحلقة وهو ما استجابت له إدارة قناة LBC. وأرى أن وفاء تحتاج أن تغير من أسلوبها في الحوار، أعتقد أنها حققت كل شيء في “الهارد توك”، والمناسب لها أن تقدّم برامج حوارية مع ملوك ورؤساء وشخصيات عامة أو سياسية، أو فنية ولكن من هم في نهاية مشوارهم ومسيرتهم، لابد أن تبتعد عن برامج الاشتباك مع الضيف، وتتجه إلى الحوارات الذكية الهادئة، التي لا تخلو من جرأة أيضًا ورصانة

 
3- تعاونت بعد ذلك مع طوني خليفة في برنامج “لماذا؟”، مع بدايات قناة “القاهرة والناس” عام 2009، والفارق بين عملي مع وفاء ومع طوني، أن مع الأولى كنت فرد داخل منظومة كبيرة، أما مع طوني فكنت أنا المسؤول تمامًا عن محتوى البرنامج، كتابةً وإعدادًا واختيار الضيوف، “كنت بطبخ الطبخة كاملة”. ثم عملت مع طوني أيضًا في برنامج “الشعب يريد” و”زمن الإخوان”، وصولًا إلى “أجرأ الكلام”، الذي كان يعد أول برنامج شبه يومي يقدمه طوني برئاسة تحريري.
 
 4- طوني خليفة مذيع ذكي جدًا، وهو من أكثر من تعاملت معهم حرفية، أحسده على أنه عند محاورة أي ضيف، يستطيع أن يتبنى أي وجهة نظر ويبدو كما لو أنه مقتنع بها، فيستفزّ الضيف للحوار، لديه قدرة على استشعار المناخ والسياق العام، ليس له قناعات أو انحيازات، أو أيديولوجية محددة، دينية أو سياسية، لذلك هو ليس عنده أي حسابات عندما يحاور أحدًا. وأحب برنامج “أجرأ الكلام”، وأعيد مشاهدة بعض حلقاته، عن الإسلام السياسي والعلمانية، واستضافة أبو إسلام وصفوت حجازي وكثيرين غيرهم، وأعتقد أن البرنامج كان كاشفًا لفكر الإسلامي الأصولي.
 
5- أرى أن طوني خليفة كان يجب أن يُهتمّ به في مصر أكثر من ذلك، يحتاج من يطرح عليه أفكار تلائمه، ووقت عملي معه في القاهرة والناس “لما طارق نور كان يلاقيني معاه كان بيبقى مطمئن ومكنش بيفكر لطوني”، لكن عندما قدّم طوني برنامج “حصلت قبل كده”، مرّ البرنامج مرور الكرام ولم يحقق نجاحًا لعدة أسباب، أولها أن ذلك ليس “ملعب” طوني، فهو يجيد الحوار بندية، وتقديم برامج الـone on one interview ، حتى طوني عندما يجد الشخص الذي يحاوره متفوقًا عليه، يبدأ تغيير تكنيكه ويستخدم طريقة جديدة، بحيث أنه يجعل الضيف يوجّه مدافعه وهجومه نحو الآخرين. على سبيل المثال في حلقة مرتضى منصور ببرنامج “الشعب يريد”، طوني كان ندًّا لمرتضى منصور لدرجة أن الأخير أوقف التصوير وحاول الاعتداء على طوني فعليًا، لولا تدخّل فريق عمل البرنامج، فالقصة أن طوني رأى نفسه يستطيع أن يواجه مرتضى بالأسئلة لأن الأخير يتكلم باللا منطق، و”لما يلاقيك بتمنطق الأمور يبتدي يشتمك، وفيه ناس تقولك أنا أتجنب مرتضى منصور في الحوار، وأتقي شره، لكن طوني متجنبوش فطلع الحوار بشكل أقوي، وأعتقد إنها كانت أقوى حلقة ظهر فيها مرتضى منصور، لم تعتمد على طريقة البرامج الاخرى في أنهم يلجأو إلى أن مرتضى يشتم الناس التانية، ومقدمي البرامج يلتزموا الصمت”.
 

 

6- حين استضافت سمر يسري، طوني خليفة في برنامج “أنا وأنا”، كان هدفنا الأساسي هو “فرهدة” طوني، وصورنا أكثر ساعتين ونصف حتى تخرج الحلقة بهذا الشكل، وطوني رجل يحب المعارك والنقاشات الساخنة، وهناك بعض الأمور الشخصية التي كنا نعرفها عن طوني، ونشرتها صحافة لبنان، تحفّظت سمر على ذكرها وسؤاله عنها، وسألناه عن هجوم الصحافة اللبنانية عليه بأنه يقدم “صحافة صفراء”، ونوع من البرامج القائمة على فتح بطن المجتمع، والمليئة بالعناوين الرخيصة، مثل الجن والعفاريت وغيرها، مثل برامج ريهام سعيد، لكن ريهام، ورغم أني اختلف مع محتوى برامجها، لكن في النهاية هي صحفية تحقيقات، وتُحترم. أما طوني فأنا “بستخسره” في هذا النوع من البرامج، و”لما بيعمل الحاجت دي بيعملها بسطحية”، وأراه محترفًا أكثر في البرامج الحوارية، أو برامج الإثارة لكن ليست التي تعتمد على تحقيق صحفي مثلًا، لأنه مذيع لديه قدرات وحضور وذكاء وتمكّن من اللغة، يتحدث في موضوعات جدلية وذات أبعاد كبيرة ويستطيع أن يُجلسك لتشاهده لأكثر من نصف ساعة دون الحاجة، لتقارير وخلافه. والإثارة عند طوني تتحقق في الضيف نفسه وغرابته وغرابة الموضوع واشتباك طوني معه، ويمكن القول أن طوني ليس صحفيًا أو استقصائيًا ولا معلوماتيًا، لكنه ترفيهيًا، قادر على صناعة ساعة من الترفيه وهو المطلوب.
 

 

7- قوة طوني خليفة في برامج الـone on one interview ، قوته في “الهارد توك”، في البرامج التي تجعل المذيع ندًّا للضيف من غير استعلاء، قوته في حوار عقلي لأن عقله دائمًا متّقد، وجريء لأبعد الحدود. وسر خلافي مع طوني أو أي ممن عملت معهم هو أن يكون المذيع مكتفيًا فقط بالجلوس على مقعد المحاور وتُقدّم له كل عناصر البرنامج من تقارير وضيوف وغيره، دون أن يشتبك ويناقش، المحاور يجب أن يشتبك مع القضايا التي يطرحها، ويشتبك مع ضيوفه، ويكون جزءًا من البرنامج، وإلا نكتفي بعرض التقارير وشهادات الضيوف فقط، دون الحاجة لمذيع. وأتمنى أن أعود إلى العمل معه فهو لا يصدأ أبدًا.

 
8- “الهارد توك” هو اسم برنامج لا يزال يُعرض حتى الآن، ولكنه مع الوقت أصبح فورمات، مثل “الكروس فاير”، الذي تقوم فكرته على وجود “خناقة” بين ضيفين، كلمة “هارد توك” معناها أن أواجه الضيف بمحتوى قاسٍ، صادم، حتى لو طريقتي الحوارية ومنهجي الحواري هادئ النبرة، أو زاعق، لكن في النهاية هو كلام جامد أو ثقيل. وأرى أن مفيد فوزي من رواد “الهارد توك” في مصر، برامجه القديمة قائمة على اشتباك مع الضيف، قبله كانت هناك مدرسة طارق حبيب وليلى رستم وأماني ناشد، وسلوى حجازي، وغيرهم ممن حاورا العقاد مثلًا وكه حسين، كانت كلها برامج تقوم على الحوار الرصين مع الضيف دون الخوض في أمور شخصية، مفيد فوزي نقل الحوار من كونه رصينًا فيه تعلية من شأن الضيف، إلى اشتباك مع الضيف، يستفزّ ضيوفه ويدخل معهم في مناطق ظل الكلام عنها ممنوعًا، فيضفي على الحوار والبرنامج نوعًا من السخونة والإثارة.
 
 
9- بعد “فوزي”، جاءت منى الحسيني ببرنامجها “حوار صريح جدًا”، وفريال صالح ببرنامجها “حق الجماهير”، قدمت هذه البرامج جرأة مستغربة في المحتوى، لكن كانت على مستوى الديكور والتصوير سيئة، وأذكر مثلًا حلقة شعبان عبد الرحيم مع منى الحسيني، حين تحدث عن ملابسه الغريبة، أو حوارها مع غادة عبد الرازق حين نطقت اسم المطربة “إليسيا” بدلًا من إليسا، “و الحاجات دي كانت بتمشي تاني يوم الناس تقولها في الشارع يعني من كتر تأثيرها”.
 

 
10- في البرامج الحوارية المصرية لم يكن عنصر الفرجة متحققًا على الإطلاق، كان التركيز كله على “الخناقة” بين الضيف أو المذيع أو الخناقة بين ضيفين، ثم بعد ذلك طبّقنا الشكل اللبناني من هذه البرامج، مع مجيء زاهي وهبي ببرنامجه “خليك بالبيت”، و”ساعة بقرب الحبيب” و”لمن يجرؤ” لطوني خليفة، حققت هذه البرامج فرجة بصرية عالية، وفي نفس الوقت كانت الحلقات “هارد توك”، ذات سخونة وإثارة، تحقق ذلك في برنامج “ساعة بقرب الحبيب” بالرغم من أنه كان هاديء النبرة، لكن “كان فيه فضائح برضه”، و”خليك بالبيت” بالرغم من رصانة “وهبي” إلا أنه تضمّن أسئلة شخصية واشتبك مع الضيوف.
 
11- يعجبني مفيد فوزي كـ”كاركتر”، شخصيته جذابة جدًا، هو من مدرسة مجلة “صباح الخير”، مدرسة إحسان عبد القدوس وصلاح حافظ وغيرهما، التي نُطلق عليها مدرسة رسامين الكلمة، ومفيد قادر باستمرار على صياغة كلمات وعبارات ذكية جدّا ومتجددة، لكن في حقيقة الأمر هو لا يقدّم محتوى، هو ليس قارئ جيد، لا ينفذ إلى قلب الموضوع، لكنه يجيد تجميل الموضوع، سريع البديهة. واتهم طوني خليفة بأنه “بيضغط علي ضيوفه ويستفزّهم، بالرغم من أن مفيد نفسه فعل ذلك وأكثر في حواره مع أحمد زكي، وكلمه في أمور شخصية” جعلت “زكي” يضجر منه ويتأفف لكنه أصر على ملاحقته وسؤاله، وهذا ضد أخلاقيات الإعلام. وأرى أن “فوزي” يستطيع العودة ببرنامج يحقق نجاحًا بشرط أن يتخلّى عن “لبسه العجيب اللي بيحسسك إنه قديم”، لكن مفيد ما زال عقله متقد، يشتبك مع الواقع الحالي حتى لو سبب ذلك هجومًا عليه، لكن في النهاية الناس “هتتفرج عليه لو قدم برنامج”. واختلفنا حين عملت معه في برنامج “اسمح لي”، وهو صرّح بأنه “تعب معايا، لأن طوال عمره معتاد على إعداد برامجه بنفسه، وقال إني كنت بفرض رؤيتي عليه، وهذا طبيعي لأن دي شغلتي، لكن في النهاية مفيد فوزي صنايعي في الشغلانة بتاعتنا، بغض النظر عن الاختلاف معاه اللي ممكن نتكلم فيه كتير”.
 

 

12- الإعداد لبرامج “الهارد توك” مدارس واتجاهات مختلفة، حسب كل إعلامي تعاملت معه، فمثلًا طوني سريع الاستجابة يقرأ اسكريبت الحلقة، ويتناقش معي عن الضيف والحلقة وماذا سنقول، وفي نفس الوقت أنا أتابعه عبر “الإيربيس”، أتدخل في الحوار، وأطلب منه أن يسأل في نقطة معينة ذكرها الضيف، هنا أنا أتحول إلى كاتب ورئيس تحرير ومحاور أيضًا، وطوني لديه القدرة على الفلترة الآنية، قد لا يستعمل المعلومة أو السؤال الذي تقوله، ومن هنا يبدأ الخلاف بين رئيس التحرير والمذيع، لأن “بيكون فيه عقلين بيديروا الحوار، دايمًا في حالة اشتباك وخناق، وممكن المذيع يستفزّ من كتر إصرارك على إنه يقول السؤال”، وهذا يحدث أيضًا مع سمر يسري لكن بشكل أبسط، لأن “سمر في بيني وبينها تجانس أكتر وفي النهاية احنا بنلعب على محتوى أخف شوية من اللي كنا بنلعب فيه مع طوني، بس برضه سمر بتفلتر أحيانا وأحيانا الاشتباك و الخناقة اللي بيني وبينها مش هيلحظها المشاهد بس هي موجودة في الكونترول”.

 
 
13- الجدل والاشتباك بيني وبين المذيع يحدث من أول اختيار الضيف، وهذا يكون بالاشتراك بيني وبين المذيع وجهة الإنتاج، ثم بعد ذلك نبدأ في تحديد محاور الحوار، والجدل والاختلاف بيني وبين المذيع طبيعي ومحمود، لأنه عندما يحدث قبل الحلقة، ينتج حلقة قوية، ثم بعد ذلك مرحلة المونتاج، قد يطلب الضيف أحيانًا عدم عرض شيء معين. أما بالنسبة للفورمات أو المحاور الثابتة في شكل البرنامج تكون مجهودًا ثنائيًا بيني وبين المذيع أو المذيعة، وأذكر أن سمر يسري في “سمر والرجال” كانت هي صاحبة اسم البرنامج، وأنا كنت صاحب فقرات البرنامج، في النهاية هو مجهود جماعي. والأهم في ذلك كله أن يكون هناك نقطة التقاء بين المذيع وبين رئيس التحرير أو الكاتب. والمهم أيضًا أن نناقش محتوى الحلقة قبل وأثناء وبعد التصوير، فمثلًا قد يقول الضيف فجأة جملة ما أو يهاجم أحدًا بشكل غير متوقع، هنا لابد أن أطلب من المذيع أن يتدخل.
 

14- عند استضافة شخصية سياسية فإن الحياة الشخصية تتوارى لصالح الاشتباك مع رأيه وأفكاره والتناقض في مواقفه وتحولاته مثلًا، تهتم أن تجعله يهاجم الآخرين ويعلق على مواقفهم، ، أما لو شخصية فنية فطبيعي أن تمتزج أخبار الفنان بحياته الشخصية، والفنان بطبيعته معتاد على الجرأة في الأسئلة عن حياته الشخصية، أما السياسي فجرأته تكون في الآراء العامة أكثر.

 

 
15- في برنامج “أنا وأنا” مع سمر يسري، أنا صانع لمحتوى البرنامج كاملًا، بدءًا من الاسكريبيت والكتابة، واختيار الضيوف والاتفاق معهم، واقترح النقاد الذي يهاجمون أو يؤيدون الضيف، أهتم بتصوير حلقات البرنامج وأنظر إلى الصورة وما يخدم إيقاع البرنامج ككل، أنا هنا لست كاتبًا أو رئيس تحرير تقليدي، يترك مسألة الإيقاع والصورة للمخرج وحده، أنا المنتج الفني، أو البروديوسر للبرنامج، وهذا ما أفعله في برنامج “مختلف عليه” مع إبراهيم عيسى، أنا منتج محتوى أنظر إلى المنتج ككل وكيف سيظهر للمشاهد. وأثناء عملي مع وفاء الكيلاني لم أكن موجودًا في كواليس صناعة البرنامج في لبنان، فلم أكن مسيطرًا على محتوى البرنامج بالشكل الكامل
 
16- “أنا وأنا” من أنجح البرامج التي عملت بها، لعدة أسباب أولها أن فريق الإنتاج على بليل وريما صويلحي، يفهمون جيدًا في الصورة التليفزيونية وصناعة البرامج، تانيًا أن محمد الوزيري مدير التحرير كاتب جيد جدًا، يستطيع إدارة الحوار عبر الإيربيس، ثالثًا سمر نفسها، أرى أنها في هذا البرنامج أكثر نضجًا وتفهمًا وجرأةً عن ذي قبل، لا تتحفظ على إثارة القضايا العامة مع الضيف، وتحافظ على هدوئها، ويزول ارتباكها سريعًا، لديها ذكاء في إدارة الحوار، عندها كاريزما، تعرف ماذا تفعل في كل موقف جيدًا، هناك مواقف أربكتها بالطبع، لكن في أغلب الأحيان كانت أداؤها كمذيعة جيدًا جدًا. وأنهينا الموسم الثاني من البرنامج، وكان من الصعب أن نستضيف نجمًا غير لامع، لأن البرنامج يعتمد على الإبهار البصري وحركة الكاميرا والموسيقى، فطبيعته تحتاج إلى نجم متوهج.
 

 
17- عُرض عليّا العمل في برامج توك شو يومي، لكني لا أفضّل ذلك، ممكن أن أعمل في برنامج يومي يخصص ضيوف أسبوعيين، أو يناقش ملف معين بشكل أسبوعي، مثل “أجرأ الكلام” مثلًا، أنا أتعامل مع برامجي كمجلة، أحب البرامج التي تعقّب على الحادث بعد انتهائه، “تغطية الحادث لحظة وقوعه دي شغلة الصحفي، مش شغلانتي، أنا أصف نفسي كإعلامي، بدأت العمل في التليفزيون عكس أغلب رؤوساء تحرير البرامج، الآتين من خلفية صحفية. أنا أحب صناعة الترفيه، صناعة الفُرجة الحلوة حتى لو كان الموضوع الذي نناقشه كبيرًا وجدليًا، لابد أن أمتع المشاهد وأضحكه أيضًا. والمهم في صنعة البرامج الحوارية أن تقدّم محتوى جيدًا، فيه حالة من الاشتباك والمناورة والملاحقة بين المذيع والضيف، يخدمه الشكل البصري والإخراج والإيقاع، لا تصيب المشاهد بالملل، مما يحقق الفرجة الجيدة. وللأسف هذا المفهوم غائب عن أغلب برامجنا، ويعتقدون أن نجاح البرامج يقوم على إحراج الضيف فقط. في حين أنه بدأ ظهور عدد من المنتجين الفنيين في برامج مثل snl، وأبلة فاهيتا، وقبلهم باسم يوسف، لديهم وعي بالمحتوى، هم همزة وصل بين فريق الكتابة والمخرج، ويظل الرأي الفني الأخير للمنتج الفني، لذلك تجد أنه هو نفسه رئيس التحرير في البرامج في فضائيات أجنبية مثلًا. ونحتاج مجموعة من الكُتّاب يفهمون جيدًا ماذا تعني الكتابة للصورة، وكيف يخدموها ويخدموا إيقاع البرنامج.
 
 
18- صعوبات صناعة البرامج الحوارية “الهارد توك” تتركّز بشكل رئيسي في سعر الضيوف، لابد أن تحاول موازنة الأمور، بين استضافة ضيوف أصحاب أجور عالية، وأيضًا أستضيف من يحصلون على أجر أقل، لأن النجم يتعامل مع البرنامج كأنه عمل فني. وأذكر أن ما ميّز برنامج “مصارحة حرة” لمنى عبد الوهاب هو الميزانية المفتوحة للضيوف، فاستضافت نجوم كبار أو “صف أول” كما نقول، أنا فوجئت أن منى زكي وأصالة وأنغام وغادة عبد الرازق، كل هؤلاء النجوم في برنامج واحد، مع أنهم نادرًا ما يجتمعون في برنامج واحد إلا برامج نيشان، ذات التكلفة الإنتاجية الضخمة. ومنى نفسها لم تستفيد من تواجد هؤلاء الضيوف معها سوى أنها حققت نوع من الاشتباك المنفّر والمزعج بنبرتها الاستعلائية.
 

 
19- مشكلة برامج راغدة شلهوب أنها تُسقط المشاهد في فخ الملل، لأن راغدة تسأل السؤال بنبرتها الهادئة، وتتفاعل مع إجابات ضيوفها بطريقة هادئة أيضًا كأنها “منوّم”، أحس أن برنامجيها “100 سؤال”، و”فحص شامل” هي برامج من التسعينات، سواء من ناحية الديكور أو حركة الكاميرا أو طريقة الحوار، لكن لا شك أنه كانت هناك حلقات جيدة، اعتمدت عليها كمرجع في إعدادي لـ”أنا وأنا”، وبرنامج “100 سؤال” رغم أن “تنفيذه قديم” إلا أنه كان “حلو وذكي من ناحية الحوار والإعداد”.
 
20- أتمنى أن أعمل على برنامج على غرار البرنامج الفرنسي “حديث البلد”، يدور حول قضية الأسبوع التي يتحدث عنها الناس، نستضيف أبطال الأسبوع أطراف القضية، يكون مبني على فكرة الحوار المجتمعي، نستضيف خمسة ضيوف مثلًا في نفس الوقت ونعمل مائدة حوارية. وأحب دائمًا الخلق والابتكار، لا أحب أن أعمل في برنامج “فورماته” ثابتة، لا إبداع فيه ولا تجديد، لذلك رفضت العمل في برنامج “إكس فاكتور” حين عُرض عليّ، لأنه في الآخر “إكليشيه” غير مسموح لك أن تغيّر فيه. وأحب عمرو أديب كمذيع، وأتمنى لو أعمل معه في برنامج حواري one on one interview ، هو مذيع ذكي جدًا، لديه قدرة على الإقناع.
 
21- أحب أن أطرق باب الكتابة الكوميدية من وقت لآخر، وكتبت برامج مثل “الفرنجة” و”لاسوستا” و”أبلة فاهيتا” وغيرهم، كلها برامج ترفيهية، فأنا أحب صناعة الترفيه، كما كتبت 3 حلقات في المسلسل الكوميدي “خلصانة بشياكة” لـ أحمد مكي. أيضًا أنا صاحب فكرة برنامج “صالون أنوشكا”، وكان مقررًا أن تقدمه الفنانة ليلى علوي، لكن لم يحدث، ولم يقدّروني أدبيًا بذكر اسمي على التتر كصاحب فكرة البرنامج.