25 تصريحًا لـ طارق الأكشر.. أبرزها عن إخراجه لـ برومو "أرض النفاق"

رباب طلعت
 
طبقًا للمثل القائل “الجواب بيبان من عنوانه” فإن القنوات الفضائية، والأعمال الفنية، تظهر من خلال “البروموهات”، “التترات”، أو “تنويهاتها الخاصة”، أي كل ما يخص الإخراج الإبداعي أو كما يُعرف بالـ”creative director”، أحد أهم الصناعات الإعلامية في الفضائيات، والتي يحدثنا عنها، طارق الأكشر، واحدًا ممن اشتهروا بذلك المجال في مصر.
كان لـ”إعلام دوت أورج” لقاءً مع “الأكشر”، والذي حدثنا عن الكثير من التفاصيل، عن حياته الشخصية، واختياره لمهنة الإخراج الإبداعي، والأعمال التي شارك فيها، وآخرها مسلسل “أرض النفاق” للفنان محمد هنيدي، وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز تصريحاته:
 

1- أنا طارق الأكشر، خريج كلية الإعلام جامعة القاهرة، تركت كلية الهندسة من أجل تلك المهنة، وقد كان ذلك القرار تحديًا كبيرًا لي، في مواجهة أسرتي حيث إن باقي إخوتي خريجي كليات الصيدلة والهندسة.


 

2- أعمل كمخرج، أو كـ creative director للإعلانات والبروموهات والفيديو كليب، كما تخصصت في إخراج البروموهات، و”identity” الخاص بالقنوات، بدايةً من خلق الفكرة إلى تنفيذها وخروجها للنور.


 

3- دوري في القنوات باختصارٍ يكون في قسم الـ creative team، حيث أتولى مسؤولية صناعة البرومو بشكلٍ عام، سواءً كانت بروموهات للبرامج، أو البروموهات العامة للقناة، بالإضافة إلى صناعة الحملات الدعائية لها، بدايةً من خلق الفكرة، ثم إخراجها، ثم المونتاج وتصحيح الألوان، فمُهمتي تتلخص في كيفية عمل إعلان للمنتج الذي تقدمه المحطة، وكيفية جذب أكبر عدد من المشاهدين وتشويقهم لمشاهدة المنتج، أو للقناة بشكل عام.

4- بعد تخرجي من كلية الإعلام، وتأديتي للخدمة العسكرية، التحقت للعمل بقنوات النيل المتخصصة، واكتشفتني وقتها الإعلامية سلمى الشماع والتي أعطتني الكثير من الفرص، ثم تصاعدت في عملي حتى أصبحت مخرج للبرامج وتميزت فيها ولكن كانت تستهويني من البداية فكرة عمل “البرومو” أو الإعلان، فكنت أنجذب أكثر لها بشدة، حيث إنها تعتمد بشكل كبير على الموهبة والإحساس العالي والابتكار، ولمحت في هذه الموهبة الإعلامية شافكي المنيري، وهي من أطلقت لي العنان في تنفيذ العديد من البروموهات، وأول برومو حقيقي من إنتاجي كان لحلقة الفنان عمرو دياب، والذي أشاد به وقتها، مما أسعدني كثيرًا، وشجعني في بداياتي.


 
5- كنت أرى من البداية أن البرومو هو مفتاح الدخول لعالم الإعلان، ومنه إلى الدراما والسينما، وهو ما حدث معي بالفعل، حيث أُخرج الآن، العديد من الإعلانات وأعكف حاليًا على الانتهاء من التحضير لفيلمي الأول، من تأليفي وإخراجي، وهو فيلم روائي قصير أتمنى أن يكون مفاجأة.


6- عملت في العديد من القنوات المصرية والعربية، البداية كانت من المتخصصة، ثم انتقلت إلى روتانا سينما، وOtv، وmbc، وتلفزيون دبي، ثم cbc، وقد أخرجت حملة انطلاق قناة “إكسترا نيوز”، ومؤخرًا أخرجت الحلقة الافتتاحية لبرنامج “هنا الشباب” ٢٠١٨، والتي حققت نجاحًا كبيرًا، وقد أسعدني أن تتحدث عني الإعلامية لميس الحديدي، التي أقدرها واعتز بها على المستوى الشخصي، على الهواء مباشرة، وتقدمت بالشكر لي في برنامجها “هنا العاصمة” المُذاع على cbc، كما أخرجت العديد من الأغاني الوطنية، بجانب كل ذلك، ويُشار إلى أنني انتهيت مؤخرًا من مهام الإخراج، والإخراج الإبداعي، لـidentity الجديدة لقناة صدى البلد في ثوبها الجديد.
 
 7- المهمة الأساسية للإخراج الإبداعي هي صناعة هوية للقناة، تُميزها عن باقي القنوات، وهو التحدي الأكبر للـ creative team، فكل القنوات تقريبًا تقدم نفس المحتوى، أو نفس الخريطة، سواءً كانت القناة عامة، أو رياضية، أو إخبارية،

 
ومن هنا يأتي التحدي في خلق الهوية الخاصة لكلٍ منها، والتي تجعل المشاهد ينجذب لها دونًا عن باقي القنوات، بتكوين صورة ذهنية إيجابية تجاهها، من خلال اُسلوب دعاية ذكي وممتع ومحترف.

 8- أمختلفة هم ما يجب أن يتميز به المخرج الإبداعي، لكي يصنع هوية للقناة هو أن يكون هناك وحدة في ما يقدمه إلى حدٍ كبيرٍ لكي يربط المشاهد بالشاشة، حيث يكون هناك إطار عام “استايل ثابت” تتنوع داخله الأفكار والرؤى، وهذا الإطار تحدده طريقة الإخراج والمونتاج والميكساج، والـvoice over، وكتابة الإسكريبت، وتصحيح الألوان، ومن هنا تأتي صعوبة تكوين الـcreative team في أي قناة، فهي مهنة تعتمد فقط على الموهوبين والمميزين، وهم عملة نادرة الآن في الحقيقة.

 
9- الإبداع ليس له حدود، ولكن ظروف وثقافة المجتمع وتقاليده تفرض علينا بعض القيود وهي أكبر مشكلة تواجه الإخراج الإبداعي في مصر، ولكننا نتعامل معها ونطوع أفكارنا لتتناسب مع مجتمعنا إلى حدٍ كبير، المهم أن يُحقق المُبدع أكبر قدرٍ من المكاسب، التي تحقق له فكرته، ويخرج بأقل الخسائر.

10- في عالم السوشيال ميديا المجال أوسع لطرح الأفكار فليس هناك رقيب، وهي ميزة وعيب في نفس الوقت، أما في القنوات فهناك طبعًا قيود تفرضها عليك المؤسسة، لأنك تمثل كيان يخاطب جمهور معين بثقافة وتقاليد معينة وهذا ما نحترمه ونتقبله.

 11- الأهم من وجود قيود من عدمه، هو أن تحترم الفكرة عقلية وهوية المشاهد، الذي أصبح الآن على قدرٍ كبيرٍ من الذكاء والقدرة على الانتقاء.

 12- في موسم رمضان تكون نسبة المشاهدة أعلى سواءً للإعلان، أو للعمل الدرام، بحكم قلة ساعات العمل، وإن كان الـoff season يًحقق مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة.

 13- الاستعداد لرمضان يكون قبله بشهرين على الأقل حيث نبدأ بمرحلة brain storm “العصف الذهني”، لشكل الحملة الدعائية لرمضان سواءً كان مسلسلات أو وبرامج، ثم الاتفاق على شكل الحملة، وعمل ميزانياتها، والبدء في تنفيذها، بحيث تكون جاهزة للعرض في أولى مراحلها قبل رمضان بشهرٍ، ثم تتوالى مراحل الحملة الدعائية ويزداد تكثيفها، حتى ليلة أول أيام رمضان، حيث تكون مهمتها جذب المشاهد للمسلسل او البرنامج بحيث تجعله يختار ما سوف يشاهده في القناة هذه دونًا عن غيرها، فالنجاح الحقيقي للـcreative team هو أن تجعل المشاهد يختار أن يشاهد هذا العمل من خلال ما ينتجه الفريق من بروموهات.

14- تنتهي مهمة الفريق تقريبًا مع بداية عرض أولى حلقات المنتج، ويتبقى بعد ذلك محتوى المسلسل أو البرنامج، والذي يجعل المشاهد يقرر هل يتابع مشاهدته أم لا.

 15 – يمكننا قياس نجاح المنتج بعدة عناصر، أولًا: نجاح المنتج بالنسبة لنفسك كمخرج إبداعي مهم جدًا وهو بداية الطريق، ثانيًا: الـfeedback من زملاء المخرج في العمل، ومديره، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العرض وهو المقياس الأكبر للنجاح، وأيضًا السوشيال ميديا تحدد بشكلٍ كبير نجاح المنتج من عدمه من خلال عدد المشاهدات ونوعية التعليقات “إيجابية أم سلبية”، ثم مرحلة الـword of mouth والتي تستطيع أن تقيس من خلالها إلى أي حد نجح المنتج من خلال الوسط المحيط بكل فردٍ.
 

16- أكثر التعليقات التي تسعدني شخصيًا هو أن يكتب أحد الجمهور عبارة “المسلسل أو الفيلم ده شكله هيبقى جامد جدًا، بالنسبة لي هذه العبارة هي النجاح الحقيقي لفكرة البرومو او الاعلان بشكل عام.

 17- أكثر القنوات استفادة في مصر من التطور التكنولوجي هي: dmc، وcbc، وon tv، وكذلك قنوات النهار وصدى البلد.

18- التليفزيون المصري يتطور بشكلٍ ملحوظ وسريع وكانت البداية بقناة مصر الأولى، وقد شرفت بأن أكون creative and director للحملة الدعائية للقناة في ثوبها الجديد، فأنا من قمت بتأليف وإخراج كل البروموهات الخاصة بالقناة وقد لاقت نجاحًا عظيمًا، واستحسانًا كبيرًا، من مسؤولي، وصناع الميديا في مصر، وهي خطوة مهمة ومشرفة لي أن أشارك في تطوير تليفزيون وطني، فتلفزيون الدولة كيانُ عظيم أخرج العديد من الكفاءات للعالم.

19- العائق المادي هو أكبر عوائق الإخراج الإبداعي في مصر، فالبرومو او الإعلان هو فكرة، والفكرة تحتاج إلى ميزانية لتنفيذها في صورة مبهرة ومميزة، خاصة مع التطور التكنولوجي في مستوى الكاميرات والعدسات وغيرها من وسائل صناعة الصورة، لذلك لا بد أن تُغير القنوات من سياساتها، وتضخ الأموال في هذا الجانب لأنه مفتاحها للتميز وجذب المشاهدين، وهو ما بدأ يحدث مؤخرًا بالفعل في بعض القنوات.

 20- ما ينقص مصر في الإخراج الإبداعي أمرين: الإمكانات المادية، والكفاءات البشرية، لأن ليس كل من يعمل في مجال الميديا يستطيع أن يكون فردًا في فريق الإبداع الفني، فالمسافة كبيرة جدًا، ويجب أن يكون لديك إحساس عالي لما تستطيع أن تلمسه حواس الجمهور المتلقي، لذلك هناك ندرة شديدة في الأفراد فيما يخص الإخراج الإبداعي خصوصًا في القنوات، فالموهبة هي الأساس في هذه المهنة ثم الدراسة والاطلاع على الثقافات المختلفة والممارسة، لذلك نجد في القنوات الخارجية اهتمامًا شديدًا بقسم الإبداع الفني، من حيث المقابل المادي، والمعاملة المميزة، وتوفير الجو المناسب للخلق والإبداع، ودائمًا يكون هذا القسم في مبنى مستقل عن باقي الإدارة، حيث تتوفر فيه كل الوسائل التي تساعد على الإبداع، وحقيقةً إن أكثر ما يُحزنني في هذا المجال هو امتهان أنصان الموهوبين له، والتواجد في أماكن مهمة.

21- المنافسة العالمية صعبة جدًا نظرًا للضغوط التي نعيشها، فلكي تَخَلَّق فكرة لا بد أن تكون محررً من أي ضغط أو قيد، سواءً كان هذا الضغط اقتصادي أو نفسي أو مجتمعي، أما المنافسة العربية فهي موجودة، إلا أن الإمكانيات المادية، في القنوات العربية تعطي تميزًا أكبر للإبداع، ونلاحظ في الآونة الأخيرة التطور الكبير في مستوى المنتج العربي، خاصة الخليجي، على مستوى الفكرة والتكنيك.

 22- أكبر خطأ تقع في القنوات المصرية هو التقليد، فطوال حياتي المهنية كنت أحلم بأن نكون نحن اليد العليا في خلق الفكرة أو صناعة التكنيك، لكن للأسف في السوق المحلية عندما نتولى مسؤولية إنتاج برومو أو إعلان نستسهل ونبدأ في البحث عن المرجع الأجنبي، لتنفيذ صورة طبق الأصل منه، ونسرق مجهود أفراد اجتهدوا وتعبوا لخلق فكرة، لذلك أرى أن التحدي الحقيقي لهذه المهنة، هو أن نصل إلى مرحلة خلق فكرة جديدة، سواءً في المحتوى أو التكنيك، ولكني متفائل بأننا سوف نكون مرجع للمبتكرين في يومٍ ما، مثلما أصبح محمد صلاح مرجع للعالم على مستوى كرة القدم.

23- أخرجت وصنعت العديد من البروموهات وإعلانات المسلسلات للعديد من القنوات، ولكن أن يوكل لي صناع أحد المسلسلات مسؤولية حملته الدعائية بأنفسهم فهذا تحديًا كبيرًا ومشوقًا لي، فعندما أصنع برومو مسلسل لحساب قناة أعمل بها، لا يقيم منتجي سوى إدارة القناة، وأتحمل مسئولية إنجاح العمل أمامهم فقط، لكن أن أكون معنيًا بحملة دعائية لمسلسلٍ ما أو فيلمًا فذلك تحديًا أكبر أمام صناعه ومنتجيه، لأن الإعلان الرسمي عن العمل هو من سيجعل المشاهد يقرر أن يشاهده أم لا، بمعنى أدق فمُنتج المسلسل أو الفيلم يستثمر أمواله كلها في المخرج الإبداعي، ويعتمد على موهبته في التسويق لمنتجه، لكي تجذب أكبر عددٍ من الجمهور له، وهنا تكون المسؤولية كبيرة، ولا تحتمل أنصاف الموهوبين، لأن السوق لا يرحم.

 24- رشحني المنتج الكبير جمال العدل الذي أعتز به كثيرًا على المستويين المهني والشخصي لتولي الحملة الدعائية لمسلسل “أرض النفاق” للفنان محمد هنيدي،
 بداية من الإعلان التشويقي، ثم التريلر الرسمي، ثم أغنية المسلسل، وتصميم التترات، وقد حقق الإعلان الأول له نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ومشاهدات مرتفعة للغاية، وأسعدني كثيرًا أن يتحدث الفنان محمد هنيدي بنفسه على صفحته الرسمية عنه مشيرًا إلى أنه حقق له أمنية كان يحلم بها منذ فترة طويلة.

 25- أنا أعكف حاليًا على تصميم تتر، وأغنية المسلسل التي ستكون مفاجأة للجمهور، وأرى أن المسلسل بشكلٍ عام سيكون مفاجأة حيث يحمل قدر كبير من الكوميديا، أبدع الفنان محمد هنيدي وباقي طاقم الممثلين في تقديم جرعة كوميدية مكثفة أرى انها ستكون فاكهة رمضان.