يبدو اختبار “التريند” صعبا، قاسيا تماما.. رد حاسم وفي التو يشبه الصفعة، حتى لو كان مجرد انطباعات أولى لن تدوم، لكنه يصيب المراهنون على “البريق” في مقتل، توتر وقلق، فكيف للمنتج أن يدفع عشرات الملايين ثم يسقط المسلسل من التريند سقوطا مروعا ومرعبا يهدد المستقبل.. هكذا يحدثون أنفسهم.
لعبة التريند التي انطلقت حتى قبل انتهاء الحلقات الأولى ليست جديدة، فكل سنة تبدأ عبارات الأعلى مشاهدة مع أول دقائق من العروض الرمضانية، لكنها كانت أكثر حضورا هذا الموسم.
نرشح لك : مصطفى حمدي يكتب: خلينا نشوفك (1).. موسم إهانة الموسيقى!
لا أحد يمكنه أن يسيطر على لعبة متعلقة بـ”ذوق الناس” هم إما يدونون عن مسلسل ما أو مشهد ما أو يهتفون باسم فنان بعينه أو يتجاهلونه، الأمر محسوم، ولا توجد مساحة كبيرة للخداع، وبعيدا عن الجودة الفنية، وبعيدا عن محتوى التغريدات سواء سلبية أم إيجابية، فإنه وبكل بساطة وبديهية فالتريند لا يكذب.. حقيقية غير عادلة أليس كذلك؟!
ما الحل إذن؟.. لا بأس يمكن إنقاذ ماء الوجه على السوشيال ميديا، بالتضحية ببضعة دولارات من أجل الـ” sponsored”، الإعلانات الممولة تكون دوما حلا سريع المفعول ـ وسريع التبخر في الحقيقةـ، اللافت أن بعض النجوم وعبر صفحاتهم الرسمية يحاولون الهروب من شبح “السقوط” بإعلانات ممولة حتى لتيتر المسلسل، أملا في الحصول على لقب “الأغنية الأعلى مشاهدة”، ناهيك عن أن بعضهم يأخذ على عاتقه الدفع بصفحة مستمرة من أجل مطاردة رواد مواقع التواصل الاجتماعي يوميا بأكثر من مشهد وليس مجرد الحلقة كاملة.. هؤلاء يصدقون في الأساس أن أعمالهم مميزة جدا، وأنهم خرجوا سهوا من جدل السوشيال ميديا، ولكن الخدعة الكبرى هي أنهم يصدقون أن “التريند” دلالة رئيسية على أهمية العمل أو دليلا دامغا على أن هذا المسلسل أو ذاك هو الأكثر نجاحا أو قيمة طوال الشهر.
بعضهم يمكن أن يضع عبارة “صباح الخير” على صورته من المسلسل ويجعلها “سبونسرد” كي تصل لأكبر عدد من الجمهور، هو هنا يهدي الناس مضمونا فارغا بل ويدفع أيضافي سبيل نشر هذا الفراغ.. هؤلاء يعانون من أزمة ثقة وأزمة خبرة أيضا.. علاجهم ليس سهلا للأسف!
نرشح لك : مواعيد 32 مسلسلًا في #رمضان_2018
لكن مع ذلك يمكنهم محاولة التعلم بطريقة الملاحظة.. هل وجدوا يحيى الفخراني ينتفض ذات يوم معلنا تفوق مسلسله رغم أنه كان يحصل على العلامة الكاملة دوما، وهل وجدوه هذا العام ممزقا من الداخل ويبحث عن وسائل هنا وهناك لإثبات أن الحلقة الأولى من “بالحجم العائلي” كانت فوق التوقعات ـ الحقيقة أنها جاءت معقولة ـ ولكن لا أحد يشكك في فنيتها، هل نيللي كريم ذهبت لتبحث عن صيغة تشعر معها برد الفعل الايجابي حول “اختفاء” الذي رغم تميزه لم يسكن أعلى التريند حتى الآن، وهل يسرا بـ”لدينا أقوال أخرى” الذي يعتبر من أفضل الحلقات الأولى في مسلسلات هذا الموسم، لم تنم ليلتها لأنها لم تقلب تويتر على تويتر أو تبيت إنستجرام ليلته ساهرا، أو تجعل فيس بوك يقف على قدم واحدة من شدة الانبهار! لا أحد مهموما بقائمة الأعلى والأكثر والأول سوى “الصغار” كما هو واضح، رفقا بالتريند ولتتبرعوا بتكلفة الإعلانات الممولة لجمعية خيرية “حقيقية” وليس دار الأورمان بالطبع!