من فينا لا يعلم شركة جاز بروم . . عملاق النفط والغاز الروسي .. الدب الروسي أسود اللون ..
تمكنت روسيا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم عن طريق جاز بروم .
من اللعب بهذه الورقة للحصول علي مكاسب سياسية من الاتحاد الأوروبي ..
لذلك تري الأوروبيون تارة مع الولايات المتحدة .. و تارة أخري مع روسيا ( خوفًا من تجمد منازلهم في فصل الشتاء وحرمانهم من الغاز الروسي الذي يدفئ منازلهم).
نرشح لك: مصطفى كفافي يكتب: تفاصيل معركة الـ ٧٧ صاروخ
تستورد الدول الأوروبية نحو 80% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا لوحدها، عبر خط الأنابيب الشمالي المعروف باسم “نورث ستريم”
هذا الخط يربط بين حقول الغاز الطبيعي شمال روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق، فيما تحصل باقي الدول الأوروبية على الغاز الروسي من خلال أنابيب الغاز الممتدة من روسيا وعبر أوكرانيا إلى الدول الأوروبية.
لذلك سعي الأمريكان طويلا إلي إسقاط هذه الورقة من أيدي الروس .
و بدأ معها السعي الحثيث لتنويع مصادر الغاز القادمة لأوروبا منذ تسعينات القرن الماضي .
كيف كانت حرب أوكرانيا محطة هذا الصراع ؟
في أوكرانيا التي سعت أوروبا و من خلفها أمريكا للسيطرة عليها .. ووقفت دبابات بوتين التي ضمت شبة جزيرة القرم لروسيا هناك وأسكتت الغرب برمته .
بدأت الحكاية حين أوقفت روسيا تصدير الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية عبر أوكرانيا.
بعد أن تدخلت روسيا عسكرياً في أوكرانيا وأحدثت صراعاً داخلياً هناك، وهو ما تسبب بحدوث أزمة حادة مع أوروبا والولايات المتحدة،
هنا هددت روسيا بالتلويح بالتصعيد في أكثر من ملف… وكان من ضمنها التهديد بوقف تصدير غازها الطبيعي إلى الدول الأوروبية.
وقبل اندلاع الأزمة في أوكرانيا بسنوات، كان هناك رغبة أوروبية لانشاء خط أنابيب يعرف باسم (نابوكو) … يبدأ من بحر قزوين عبر أذربيجان، وعلى طول امتداد الأراضي التركية مروراً برومانيا وبلغاريا والمجر، ووصولاً إلى الحدود النمساوية، وذلك بتمويل أوروبي مشترك وبدعم أمريكي.
و سعت ألمانيا تحديداً للوصول إلى الغاز الإيراني عبر خط الأنابيب “نابوكو”، إلا أن العقوبات الاقتصادية وصعوبة التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي آنذاك، حال دون الشروع بالتعاقد مع إيران لتوريد الغاز إلى أوروبا وألمانيا.
ردت روسيا على مشروع خط الأنابيب الأوروبي بتدشين خط أنابيب روسي منافس، أطلقت عليه اسم “ساوث ستريم”
ماذا فعل هذا الخط ؟
أولا .استطاع أن ينقل الغاز من الحقول الروسية الجنوبية عبر البحر الأسود مروراً بالأراضي البلغارية ورومانيا والمجر، ووصولاً إلى الحدود النمساوية،..
ثانيا . اصبح خط “نابوكو” غير ذي جدوى اقتصادية تذكر، وتجاوزت المسافة دون الحاجة لمرور خطوط الغاز عبر الأراضي التركية.
وانتهي الصراع هنا لصالح روسيا مؤقتا.
وماذا المحطة السورية .. اذن ؟
ظهر الغاز الإيراني والغاز القطري كبديل للغاز الروسي وهنأ تبرز معهم تصدر هاتين الدولتين النشرات الأخبار في السنوات العشرين الأخيرة .
وقعت إيران اتفاقية مع العراق وسوريا لإنشاء ما أسمته “خط الأنابيب الإسلامي”،
الخط الإسلامي ( آه والله اسمه كدة ) سينقل الغاز الإيراني من ميناء عسلوية المطل على حقل غاز الشمال، وهو أكبر حقل غاز في العالم، تتقاسمه إيران مع دولة قطر في مياه الخليج العربي، مروراً بالأراضي العراقية ووصولاً إلى سوريا،
أكدت إيران بأن “الأنبوب الإسلامي” سيؤمن كمية 20 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً للدول الأوروبية،
وهو ما لا يملك خط “نابوكو” تأمينه لأوروبا..
كان من المفترض أن يبدأ ضخ الغاز بين عامي 2014 و 2016 بمعدل 110 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، عبر الأنبوب “الإسلامي”، أي بواقع 40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.
وبحسب الاتفاقية التي وقعتها إيران مع العراق وسوريا في عام 2011 في مدينة بوشهر الإيرانية
((إلا أن الحرب في سوريا أوقفت كل هذه المشاريع))
يبدو البعض متعحبا من إنفاق روسيا كل هذه الأموال علي ساحة الصراع السوري .
السبب ليس لكون التحالف السوري الروسي موغلا في القدم منذ تولي حافظ الأسد السلطة في سوريا و تفوقه علي عبد الناصر في الاستحواذ علي دعم سوريا في السلاح .
بل يكمن السبب في ان خسارة سوريا الحليف… هو أكبر ضربة ممكن ان يتلقاها الروس.
و يخسروا ورقة ضغط الغاز علي الأوروبيين .
و يخسروا معها مكاسب اقتصادية كانت الداعم الأكبر في ميزانية الكريميلن كل عام.