عبد الرحمن جاسم يكتب: حكي دراما (1) عن طريق وكلبش والسهام المارقة

مسلسل طريق (للمخرجة رشا شربتجي):

– نادين نجيم وعابد فهد يبدوان أبعد ما يكونان عن الشخصيات الأصلية من قصة “الشريدة” لنجيب محفوظ. عابد فهد حاول الإقتراب من شخصية “فتحي” والتي أداها الكبير محمود ياسين، لكنه لم ينجح. رسم ياسين الشخصية لرجل محدث النعمة، ثري للغاية، من الطبقة التي نسميها “برجوازية”، فيما عابد فهد والذي حتى اللحظة لم يجد نفسه خارج الدراما السورية، يرسم ثرياً “مثقفاً” لديه أفكار وجودية، فيما “فتحي” بحسب القصة بسيط للغاية دون فلسفة يشبه أثرياء تلك المرحلة. نادين نجيم بدورها مسلّية، لكنها بالتأكيد لن تمتلك “سحر” نجلاء فتحي ولا مقدرتها الكبيرة على رسم صورة الفتاة القادمة من منطقة شعبية. تبدو نادين sophisticated أكثر بكثير من أن تبدو فقيرة. هي فقيرة لكن من طبقة غنية في الوقت عينه. كيف يمكن لهذا أن يبدو منطقياً؟ لا أحد يعلم.

مسلسل كلبش بجزءه الثاني لبيتر ميمي:

– لانزال في هذا الجزء نروي قصة “دقي واعصري” (كما يقول المثل الشامي المحلّي هنا) البطل المذهل الخارق “الرائد سليم الأنصاري” الذي يدخل إلى السجن ويضرب جميع النزلاء. الحكاية تحاول التشبّه بأفلام الـB movies أو الفئة ب (أفلام درجة ثانية) التي يشتهر بها الممثل الإنكليزي سكوت أدكنز الذي يشارك كرارة بطولة فيلم “حرب كرموز”. فهل هذا هو حلم كرارة أن يكون بطل B movies؟ يحق لنا أن نسأل. ثم ما هي قصة المسلسل؟ وهل سينتصر البطل الخارق على كل ما يتحرك في المسلسل؟ يتساءل مراقبون.

نرشح لك.. مواعيد عرض كلبش 2 #مسلسلات_رمضان_2018

مسلسل “السهام المارقة” للمخرج محمود كامل:

– كليشيه ومعتاد في الحديث عن قصص داعش وسواها، وقد استهلكت قضية تعامل داعش مع النساء على الأقل في ستة أعمال أو أكثر (تلفزيونياً فحسب). تشعر بأنك تشاهد قصة شاهدتها مراراً وتكراراً، فضلاً عن مداعبة الغرائز الذكورية لناحية فكرة “العبدات” اللواتي يبعن ويشترين والمج والتطويل في تلك الحكاية حتى لتكاد لا تكون هناك قصص حول التنظيم التكفيري سوى ذلك. آه صحيح: هناك موضوع آخر: وحشية التنظيم، التنظيم متوحش حتى إن أفراده يأكلون لحماً نيئاً. هل يمكن أن نخبر المخرج كما الكاتبين خالد ومحمود دياب بأنَّ اللحمة النيئة من الأطباق اللذيذة في بلاد الشام، وتعتبر من أطباق “المازة” هنا، فهل نحنُ متوحشون؟

مسلسل أيوب للمخرج أحمد صالح:

– وأخيراً اقتنع مصطفى شعبان بأن يبتعد عن الكوميديا قليلاً ويريحنا، ويقدّم قصة جيدة وإن كانت معادة ومكررة. شعبان ممثل جيد، والمسلسل حتى اللحظة لطيف، خصوصاً مع إداء محمد علي رزق الجميل الذي أيضاً يخرج من عباءة الكوميديا المتعبة التي أنهك نفسه وأنهكنا بإدائها خلال الأعوام الفائتة. طبعاً يجب الإشارة إلى إداء “دياب” الرديء للغاية. نصيحة: فليعد إلى الغناء، أو على الأقل فيلخرج من شخصية “الشرير” فقد أصبحت مشاهدتها أمراً متعباً. آيتن عامر لا يعرف الواحد إن كانت هي هكذا أو هي تمثّل: أحياناً نشعر بأنها لاتزال في صالون منزلها “وكله رواق”.

نرشح لك.. مواعيد عرض أيوب لـ مصطفى شعبان #مسلسلات_رمضان_2018

المسلسلات الخليجية عموماً:

– طبعاً هنا الإشكالية شديدة الإنهاك هناك إصرار خليجي على إشعارنا نحن في المشرق العربي بأننا فقراء أمامهم، هل فعلاً هم لايعرفون ذلك حينما يصوّرون منزلاً فارهاً وسيارات كثيرة ثم يتحدّث سكان هذا المنزل عن “فقرهم” بأنه غير منطقي؟ أو مشهد الفتاة على آخر “طرز” ثم نتفاجئ بأنها “تبحث عن عمل” لأنها محتاجة للمال، هل هكذا شكل الفقراء في الخليج؟ طبعا هذا لا يجعلنا ننسى الأمر الأكثر إخافة في هذه المسلسلات: ماكياج الممثلات. إنه مرعبٌ حقاً. هناك اعتقاد لدي بأن جميع هؤلاء الممثلات يجلسن لساعات طوال على كرسي التجميل إلى يخرجهن بهذا الشكل “الخاص” (كي لا نقول أي شيء آخر).

نرشح لك.. عبد الرحمن جاسم يكتب: “كأنه مسرح”.. موسم الهجرة إلى الخشبة