بعد مشاركة المنتخب المصري في كأس العالم 1990، ارتفع سقف التوقعات لدى الجميع وبات التأهل لكأس العالم مطلباً جماهيرياً بامتياز خاصة بعد التصريحات الوردية للمسئولين عن كرة القدم المصرية، والتي أشرنا إليها بالتفصيل في مقال الأمس الذي كان بعنوان “تطلعات أتلفها الهوى”.
نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (6).. تطلعات أتلفها الهوى
وبعد الاستغناء عن خدمات المدرب محمود الجوهري بعد أقل من ثلاثة شهور من انتهاء مباريات كأس العالم 1990، تمت الاستعانة بخدماته مرة أخرى بعد أقل من عام في مسلسل سيتكرر أكثر من مرة بعد ذلك، وبعد الخروج من الدور الأول في أمم إفريقيا 1992 بالسنغال نجح الجنرال في قيادة المنتخب المصري للفوز بكأس العرب عام 1992 على الأراضي السورية.
ويبدأ الاستعداد لخوض غمار تصفيات كأس العالم 1994، التى وقع فيها منتخب الفراعنة في مجموعة ضمت وفقا لترتيبها النهائي منتخبات “زيمبابوي – مصر – أنجولا – توجو” والجميع يتذكر مباراة الجولة الأخيرة في هذه المجموعة وفوز منتخب مصر بهدفين لهدف على منتخب زيمبابوي وتصدره للمجموعة وتأهله للمرحلة الأخيرة من التصفيات.
حتى جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بإعادة المباراة في ليون بفرنسا نظراً لإصابة المدرب الألماني لمنتخب زيمبابوي “رينارد فابيتش” بطوبة طائشة من المدرجات وهي الواقعة التي أستند إليها منتخب زيمبابوي في احتجاجه المقدم إلى الفيفا مصحوباً بلقطات الإصابة أو إدعاء الإصابة من شريط المباراة الخاص بالتليفزيون المصري!!
وفي المباراة المعادة تسابق لاعبو منتخب مصر في إضاعة الفرص ولكن بقيت الفرصة الضائعة من مجدي طلبة، هي الأشهر والأكثر رسوخاً في منطقة الذكريات الحزينة بعقول المصريين لتنتهي المباراة
بالتعادل السلبي ويتصدر منتخب زيمبابوي المجموعة بقيادة حارس مرماه الشهير “بروس جروبيلار”، حارس مرمى ليفربول في هذا التوقيت ويفشل منتخب مصر في التأهل للمونديال الأميركي بالرغم من زيادة عدد المنتخبات الإفريقية في هذا المونديال إلى ثلاثة منتخبات.
قدم الكابتن محمود الجوهري استقالته عقب هذا الإخفاق ورحل لتدريب الزمالك ثم الوحدة الإماراتي ثم منتخب عمان وحقق نجاحات رائعة مع الزمالك والوحدة الإماراتي وكون منتخباً قوياً لكرة القدم العمانية ليعود من جديد لقيادة منتخب مصر الذي كان في هذا التوقيت يعاني في تصفيات كأس العالم 1998.
تحت القيادة الفنية والإدارية للثنائي الشهير فاروق جعفر ومحمود الخطيب، اللذين قادا المنتخب للفوز على ناميبيا في القاهرة 7-1 والخسارة من تونس في ملعب المنزة في العاصمة التونسية بهدف للاشيء لتتم الإستعانة بالكابتن الجوهري في مهمة إنقاذ عاجلة ولكن جاءت الخسارة أمام منتخب ليبريا الشهير بمنتخب جورج وايا –الرئيس الحالى لليبريا– بهدف للاشيء بعد مباراة بدأها “وايا” في مركز المدافع الأيسر في مفاجأة كبيرة أربكت حسابات المنتخب المصري الذي ظل مرتبكاً حتى تمكن جورج وايا من إحراز هدف جميل في مرمى الحارس الشاب وقتها عصام الحضري بعد تسديدة ماكرة في الزاوية الضيقة لم يتوقعها أحد ليحتفل مهاجم ميلان المتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 1995 بالإشارة إلى عقله لتبقى هذه الطريقة في الاحتفال مسجلة باسمه في ملاعب كرة القدم.
ويفقد منتخب مصر كل أماله في هذه التصفيات ويفشل في التأهل لكأس العالم عام 1998 على الأراضي الفرنسية بالرغم من زيادة عدد المنتخبات الإفريقية في هذا المونديال إلى 5 منتخبات.
ولكن الجنرال الجوهري عوض الجماهير المصرية عن هذا الإخفاق بالفوز بأمم إفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو ليصبح أول من يفوز باللقب القاري لاعبا ومدربا.
ولا تظن عزيزي القارئ أن علاقة الجنرال محمود الجوهري بمنتخب مصر انتهت عند هذا الحد فالحكاية مازالت ممتدة وبها الكثير من التفاصيل الجديرة بالتأمل.. وده اللى هنحاول نعمله بكره إن شاء الله.