بعيدًا عن كل ما يمكن قوله فى تفجيرات مدينة الإنتاج الإعلامى الأخيرة، والتقصير الأمنى الواضح جدًا فى حماية مكان مهم مثل هذا، والتقصير الحكومى فى أن تعتمد المدينة على مصدر كهرباء واحد ووحيد، يجعل من السيطرة عليها أمرا سهلا بهذا الشكل، فالشماتة فى أن قنابل تم تفجيرها فى أبراج الكهرباء، وأدت لإنقطاع البث فى المدينة كان أسوأ من التفجيرات نفسها وما أدت إليه، فجأة تحول البعض إلى مؤيد للتفجيرات على فيسبوك وتويتر، حيث تتحول مواقع التواصل هنا لمواقع “قرف اجتماعي” حقيقي، وآخرين فى المواصلات والشوارع كانوا يتحدثون عن الموضوع باعتباره نصرًا للإرهاب، وأنها “ضربة معلم” من الإرهابيين، نعم هذا ماحدث، هناك من يؤيد الإرهاب إن ضرب له فى مذيع يكرهه أو برنامج لا يحبه، وكأن هناك “تار بايت” بين الناس ومدينة الإنتاج والعاملين فيها، وكأنهم يعرفون أحوال وأخبار العالم كله من مكان أخر غير تلك الشاشات التى تبث طوال الساعة من المدينة، وكأنهم لا يجلسون يوميا بالساعات فى منازلهم ليتابعون برنامج أو مسلسل يحبونه على إحدى هذه القنوات، وكأنهم لا يهللون لظهور قريب منهم على هذه الشاشات ولو كان عابرا خلف كاميرا تصور فى شوارع وسط البلد، بينما هو “يشاور لهم من بعيد”.
الإخوان يلعبون فى أدمغة هؤلاء.. وهم بغباء منقطع النظير يجرون خلفهم وخلف قواعدهم وكتائبهم الإلكترونية وفى المواصلات وغيرها من الأماكن، هؤلاء أصبحوا كما قال لى صديق: “يتعاملون بمنطق “القنبلة دي حلوة نهللها والقنبلة دي وحشة نزعل منها”، وهنا ينضمون بأنفسهم إلى قطيع الإخوان والمتعاطفين معهم، وبئس الجميع فعلا.
لماذا لا يفكر هؤلاء فى أن المدينة بها آلاف العاملين غير المذيعين والمذيعات ممن يكرههم هذا المشاهد الساذج الذى يعتبر أن كل رأي مخالف لرأيه هو بالتأكيد يستحق التفجير والقتل، ولا أعرف إن كان هذا المشاهد يكره من يعملون فى المدينة إلى هذا الحد فلما يشاهدهم أصلا؟!
تخيل معى أنت عنصر فى جماعة أجناد مصر الإرهابية، وألقيت نظرة على “فيسبوك” أو ركبت مواصلات ووجدت كل هذا التعاطف مع ما قمت به من تفجير لأبراج الكهرباء وانقطاع البث فى المدينة!
لن يكون شعور هذا الإرهابى إلا مزيدا من الإصرار على القتل والتدمير، وربما التفكير فى ضرر أكبر يمكن الحاقه بالمدينة ومن فيها من عاملين، ولا أعرف هل يعلم أم لا من أعجبه ما فعلته أجناد مصر بمدينة الإنتاج الإعلامى أن سعادته إرهابية بامتياز ولا تبعد تماما عن سعادة عضو أجناد مصر الذى فرح بالتأكيد حينما أصبحت الشاشات سوداء.
اقرأ أيضًا:
“حلال في العائلة” مسلسل ويب أمريكي للدفاع عن المسلمين
باسم يوسف ثانى أفضل مذيع علي مستوي العالم
عمرو أديب يطالب بفرض ضريبة الأمن
كاريكاتير إيهاب هندي: إنهم يحرقون كتب المدارس
10 صور تلخص حالة مدينة الإنتاج الإعلامي أثناء موجة الظلام
“مانشيت”.. فيلم وثائقي لطلاب أكاديمية أخبار اليوم
شريف عامر: أنا ما أعملش حلقة عن المرور لو رخصتي اتسحبت
للمرة الثانية ريهام سعيد تنسحب على الهواء
خالد صلاح يتحدث من مدينة الظلام
“الكهرباء” تُخرج القرموطي إلي “فاصل إجباري”