رباب طلعت
لم يكن رهان صناع مسلسل “ليالي أوجيني” سهلًا، فالعودة للماضي، خاصة أربعينات الألفية السابقة، بتفاصيل ذلك العصر الصغيرة، سواء في أسلوب الحياة، طريقة الكلام، وملامح الشخصيات، وأيضًا الملابس والإكسسوارات، التي برعت في رسمهما الستايلست ياسمين القاضي، يجب أن تكون على قدرٍ من الدقة والتقارب لذلك العصر، كي ينجح العمل في جعل المشاهد يسافر خلال الحلقات بآلة زمن لأكثر من 70 عامًا مضت.
نرشح لك – مواعيد عرض ليالي أوجيني #مسلسلات_رمضان_2018
“إعلام دوت أورج” تواصل مع ياسمين القاضي، ستايلست “ليالي أوجيني”، أحد أهم أذرع النجاح للمسلسل، والتي نجحت في رسم لوحة فنية بخيوطها للفنانين، الذين نال ظهورهم الأربعيني إعجاب واهتمام الجماهير، لمعرفة كواليس العمل فيما يلي:
1- “ليالي أوجيني” ليست التجربة الأولى لي، فمن قبله كان “لا تطفئ الشمس”، و”جراند أوتيل”، وكنت ستايلست مساعد في “طريقي”، وكلٍ منها كانت ملابسه لفترة زمنية مختلفة، وأغلبها قديمة، وذلك الأمر زاد من قلقي، لخوفي من أن أكرر نفسي، خاصة أن متقارب من تلك الأزمنة، لكن عندما قرأت ورق المسلسل شعرت بأن لدي أشياء أخرى أستطيع تقديمها، لاختلاف الشخصيات والأحداث، فقررت خوض التجربة.
2- طوال الوقت كنت قلقة أثناء عملي على التصاميم، من فكرة التكرار، ودائمًا ما أقيم نفسي هل كررت ما فعلته من قبل أم لا؟ وأحاول جاهدة أن أتخذ طرقًا مختلفة، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك.
3- دائمًا ما أقرأ عن الفترات المختلفة، وأحاول مشاهدة عددٍ كبيرٍ من الأفلام والصور والكتب عن الأمنة القديمة، ليس فقط الأربعينات بل مختلف العصور، لكي أقتبس الأفكار، وأفهم طبيعة تلك الفترة.
4- خامات الأزياء لم تشكل لي عائقًا فكلها متوفرة في “عالم اسمه الوكالة”، فالوكالة فيها كافة أنواع الأقمشة الحديثة والقديمة، وبالرغم من التعب في البحث عن الأنواع المطلوبة، لكني كنت محظوظة ووجدت أشياء مناسبة.
5- الموضة الآن تختلف كثيرًا عن الأربعينات، بالرغم من بعض التشابه بين العصرين، لأن الموضة القديمة بدأت في العودة خاصة في البدل الرجالية، التي عادت بـ”فيست” مثل السابق، والاختلافات بسيطة، مثلًا شكل “الياقة” أصبح أضيق، الأقمشة تطورت أكثر، وهكذا.
6- اختيار الملابس للفنانين بشكل عام يكون بحسب لون البشرة وشكل الجسم، وطبعًا بما يلائم الدور، وأصول الشخصية، مثلًا “عايدة” في “ليالي أوجيني” التي تجسد دورها كارمن بصيبص، لن ترتدي مثل “نبيلة” التي تؤدي دورها مريم الخشت، فكلًا منهما شخصية مختلفة تمامًا، بالرغم من أنهما يجب أن ترتدي كلًا منهما “أشيك لبس”، لكن لا مجال للتشابه أو التكرار بينهما.
7- استمعت بالعمل مع كل شخصيات المسلسل، فكل شخصية حالة، لكن “صوفيا” التي تجسدها إنجي المقدم، حيرتني أكثر، لأن شخصيتها “فيها كل حاجة”، فكان الاختيار لها صعبًا فأخذت مني وقتًا أكبر، ولكن مع دراسة شخصيتها جيدًا والتفكير، وصلت للأنسب لها.
8- “اللي عامل مشهد زي اللي عامل 100 مفيش فرق بين بطل وكومبارس”، أنا أركز مع الجميع بشكلٍ متساوٍ وأركز مع الجميع بقدر واحد لأنها لوحة واحدة، يجب أن تكون متقنة.
9- اختيار ألوان ملابس الشخصيات، يجب أن يعادل كفتي الميزان، البشرة والحقبة، فيجب مراعاتهما معًا، فلا يجوز أن ترتدي الممثلة لونًا لا يليق لها لأنه البارز في تلك الحقبة، والعكس صحيح، لا يصح أن ترتدي لونًا ملائم لا ولم يكن من ضمن تلك الحقبة.
10- البطلة “كاريمان” التي تجسدها أمينة خليل، اختلفت الأزياء التي ترتديها وهي غنية عنها وهي فقيرة، فمثلًا في مشاهدها الأولى وهي غنية كان لديها ملابس مختلفة، إكسسوارات كثيرة، وتفاصيل مختلفة مثل الشابوهات، لكن في فقرها كانت ترتدي ملابس من “جليلة” التي تجسدها الفنانة أسماء أبو اليزيد، وتلك غير لائقة عليها، لأنها ليست من مقاسها، وتخلت عن الإكسسوارات طبعًا.
11- اختيار الملابس يختلف أيضًا من مشهد لآخر، ولكن بحسب الدراما، فمثلًا مشهد لـ”كاريمان” وهي تحب “فريد” الذي يجسده الفنان ظافر العابدين، من الطبيعي أن ترتدي فيه ملابس مبهجة، لكن ذلك لم يحدث لأنه “ما ينفعش” لأن كل ما لديها 3 فساتين من “جليلة”.
12- ميزانية الملابس في “ليالي أوجيني” تختلف عن أي عملٍ آخر، لأننا جهزنا كافة الأزياء من الألف للياء، من شراء الخامات والتصنيع وغيره، وقد اعتمدت على شراء كافة الأقمشة بنفسي من الوكالة، ولم ألجأ للمُصنع.