حسين عثمان يكتب: علي الحجار مش بيهزر!

“المبالغة فينا عادة” على رأي سميرة سعيد في إعلان شركة “اتصالات” الرمضاني، “لما نحب يللا السلامة، ولما نكره يللا السلامة، لما نوافق يللا السلامة، ولما نرفض يللا السلامة”، الموازين دائماً مختلة في أيادينا، آخر ما نستطيعه رؤية الصورة بكامل أبعادها، والتجرد من المشاعر الشخصية في مواجهة الآخرين من رابع المستحيلات في جينات الشخصية المصرية، أما الانطلاق من أصل الأشياء بموضوعية تصل بنا إلى مجرد رأي يقبل الاختلاف، فأحد أهم أحلام حياتي أن أراه سلوكاً في شخصية ذاتية إقصائية بطبيعتها التاريخية.

نرشح لك – علي الحجار يروي كواليس إعلان “اتصالات”

قامت الدنيا ولم تهدأ قيامتها بعد عند قطاع كبير من عشاق الفنان الكبير علي الحجار بمجرد ظهوره في إعلان شركة “اتصالات” الرمضاني “إحنا مش بنهزر”، في صحبة خمسة من كبار النجوم، آه خمسة من كبار النجوم، بقوة جماهيرية يتمتع بها كل منهم لا ينكرها إلا جاهل أو حاقد، وشركة “اتصالات” واحدة من أكبر ثلاث شركات في مصر في مجالها، أما علي الحجار، فهو أحد علامات التفوق الاستثنائي في تاريخ الغناء العربي، بوزن مسيرة عطاء حافلة ومتجددة لأكثر من أربعين عاماً الآن، هو بالمناسبة على مشارف دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية، برصيد خمسة آلاف أغنية تمثل حالة غنائية مختلفة ومميزة ومتفردة.

ردود أفعال محبي علي الحجار تجاهلت عدة حقائق، أولها وأهمها أن حرية المبدع جزء كبير من قيمة إبداعه، كما أن التجريب حق أصيل لكل مبدع، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحب علي الحجار إلى حد أن نحتكره ونحجر عليه فنقيده بتقديم ما يرضينا فقط، انتبهوا هنا إلى أن عشق الفنان حاجة، وعشق فنه حاجة تانية خالص، راجع نفسك كده مع أي فنان مفضل عندك، حتلاقي نفسك بتفضل من أعماله بعضها على البعض الآخر، شيء طبيعي جداً على فكرة.

إن لم تخنِ الذاكرة، إعلان “اتصالات” هو الأول للفنان علي الحجار لصالح إحدى الشركات التجارية، مشاهدات الإعلان تجاوزت حاجز العشرة ملايين في أيام قليلة، الإعلان إذاً نجح بكل مقاييس التسويق والإعلان، أن تستهدف شريحة معينة، نحو منتج معين، فتستخدم كل ملكاتك الإبداعية لشد انتباه هذه الشريحة، بإعلان يستوقفهم بمجرد وقوع العين عليه، ليوجه رسالته في زمن وجيز، دقيقتين تقريباً في حالة إعلان “اتصالات” الرمضاني، جماهيرية نجوم الإعلان ومن بينهم المطرب الكبير علي الحجار، العامل الرئيسي في نجاح الإعلان، كما في معظم إعلانات رمضان القائمة على أكتاف نجوم جميعهم يتمتع بجماهيرية عريضة، هي مدخل الاستعانة بهم في مثل هذه الإعلانات التجارية.

شركة “اتصالات” مش بتهزر، والشركة المنفذة للإعلان هي كمان مش بتهزر، وبالقطع علي الحجار مش بيهزر، هو في الإعلان لم يكن إلا علي الحجار، يؤدي ما يليق عليه، كما أدى صحبته من النجوم ما يليق عليهم، فلم يعبروا في الحقيقة في الإعلان إلا عن أنفسهم، وهو ملمح آخر من ملامح نجاح الإعلان، ومن هذه الملامح أيضاً حالة الجدل التي صنعها ظهور علي الحجار في الإعلان، والتي عظمت من صدى الإعلان المتزايد عند الجماهير، الناس جريت تشوف علي الحجار فشاهدوا “اتصالات”.

فإذا كنت تعلم أن علي الحجار اختار منذ سنوات بعيدة أن يصرف على فنه من جيبه، حتى لا يخضع لقوانين السوق، لأدركت أن أجره في الإعلان مهما كان سكته معروفة، إنتاجه الغنائي بالدرجة الأولى، وقد يكون الأجر أحد دوافعه المشروعة في الظهور في إعلان “اتصالات”، حتى يخرج إلى النور من أفكاره وإنتاجه مثل برنامج “مصري” المذاع يومياً قبل الإفطار على قناة DMC، ويتناول في كل حلقة إحدى الحرف المصرية الأصيلة، في صورة غنائية مبدعة يشاركه فيها عدد كبير من النجوم، من أشعار صفوت زينهم وألحان أحمد الحجار وتعليق يسري الفخراني، ويحسب لعلي الحجار هنا اختياره لقناة مصرية لعرض برنامجه “مصري”.

لا ترهبوا علي الحجار بحصاره في زاوية رضاكم، خلوه على حريته، هو عارف هو بيعمل إيه، ماحدش منكم حيخاف عليه قد علي الحجار، شوف الإعلان أو تجاهله، اقبله أو ارفضه وانتهينا، لكن مش لازم رفضك يبقى تريند وهاشتاج بحجة حبك لعلي الحجار، لو بتحبه صحيح، افهم إن الحرية والتجريب والتجديد من نسيج شخصية المبدع، حط نفسك مكانه كفنان له رؤية يقضي من أجلها معظم أوقاته في الأستوديو الخاص به، أو على الأقل شوف برنامج “مصري” واهتم بيه اهتمامك بإعلان “اتصالات”.