محمد حسن الصيفي
التتر يمثل مفتاح العمل الذي تشاهده، وغلاف الكتاب الذي تقرأه، وهو إما مُرغبًا في العمل أو مُنفرًا منه، وعلى مدار السنوات الطويلة من مشاهدة المسلسلات والأفلام شاهدنا مئات وآلاف التترات بداية من التتر المنطقي والموضوعي مرورًا بالذي يصبح مع الوقت مادة خصبة للألش والسخرية، ومررنا أيضًا بمرحلة تترات سيّد حجاب “المؤسس والمهيمن على فن كتابة أغاني المسلسلات وصاحب البريق واللمعان الذي لم يتكرر” ومعه الرائع عمار الشريعي بتترات تزداد روعة وجمال بمرور الوقت، لذلك تزداد أهمية التتر خصوصًا مع ازدياد التركيز وإلقاء الضوء عليها في الآونة الأخيرة.
في موسم الدراما الحالي وسباقها المحتدم، شاهدنا عشرات التترات، ظهر فيها عديد التترات المميزة وأُخرى متوسطة وكذلك الضعيفة، لكن استوقفنا تتر “ليالي أوجيني” لعدة أسباب يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
1.الأغنية في البداية حملت ثلاثة عناصر تجتمع لديهم أسباب النجاح والقوة، فهي من كلمات أمير طعيمة الذي يقدم نجاحًا كبيرًا في فن كتابة الأغاني وتحديدًا التترات ويقوم بترجمة أفكار الأعمال لكلمات مناسبة وواضحة دون تعقيد، أما التلحين فكان من نصيب هشام نزيه ويكفي أن نقول أنه صاحب الموسيقى التصويرية لأفلام مثل “الساحر” و”السلم والثعبان” و”تيتو”، وهو الفائز بأفضل موسيقى تصويرية رمضان قبل الماضي عن مسلسل “أفراح القبة”، وأخيرًا وتتويجًا لذلك صوت الفنانة الشابة نسمة محجوب، ذلك الصوت المميز الواعد والقوي، واختياره قائم على ذكاء كبير لكونه يتناسب تمامًا مع موضوع التتر وقالب المسلسل النوستالجي.
نرشح لك- كيف ظهر أبطال “ليالي أوجيني” بمظهر أربعيني؟ ستايلست المسلسل تجيب
2.المسلسل تدور أحداثه في أربعينات القرن الماضي، غارقًا في تفاصيل تلك المرحلة وذلك في الديكورات والملابس والموسيقى التصويرية، وانتقلت كل هذه العناصر بالضرورة إلى التتر.
3. التتر بدأ بجو من الغموض بإضاءة أوتومبيل تظهر من نافذة وعليها زخات المطر وبخلفية موسيقية هادئة ومعها نسمة محجوب بأداء يواكب تلك المقدمة قبل التصاعد، يظهر معها جرامافون وهو أيقونة الموسيقى في القرن الماضي.
4. يظهر بعدها ظافر العابدين يرتدي “البيجامة” وهو يكتب على المكتب بنظرة شاردة على إضاءة صفراء لأبجورة قديمة.
6. كذلك حائط يسيطر عليه صور بالأبيض والأسود تتوسطه ساعة على النمط الكلاسيكي القديم.
7. يعود كذلك المطر ولكن هذة المرة ليسقط على الورد ليحييه ويبقي على حيويته.
8. في النهاية ينزل اسم المخرج على التتر بخلفية مياه المطر والضوء الساقط من أعمدة النور على الأسفلت المغسول إثر سقوط المطر.