بدأ المعلم حسن شحاتة مشوار نجاحاته مع منتخب مصر بالفوز بأمم إفريقيا عام 2006 بالقاهرة، انجاز شكك البعض في قيمته ونسب الفضل فيه للمؤازرة الجماهيرية الحاشدة وابتعاد أبرز المنافسين عن مستواهم المعروف.
ولكن في النسخة التالية عام 2008 نجح رجال المعلم في الرد على المشككين عندما تمكنوا من الفوز بالبطولة على الأراضي الغانية بعد التلاعب بكبار القارة السمراء وتحقيق المعادلة الصعبة بالجمع بين العروض الرائعة والنتائج المبهرة، ليعود حلم التأهل لكأس العالم يلوح في الأفق من جديد خاصة ونحن أسياد القارة كروياً في بطولتين متتاليتين.
وبالفعل بدأ المنتخب المصري مشواره في تصفيات كأس العالم 2010 بتصدر مجموعته في المرحلة الثانية من هذه التصفيات برصيد 15 نقطة بعد 5 انتصارات وهزيمة واحدة كانت خارج الديار بهدف للاشئ أمام منتخب مالاوي وكان الترتيب النهائي للمجموعة كالتالي (مصر – مالاوي – جمهورية الكونغو الديمقراطية – جيبوتي) ليتأهل منتخب مصر إلى المرحلة الثالثة والأخيرة في هذه التصفيات.
نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (8).. ذكريات “تعلي الضغط”
بدأت هذه المرحلة من التصفيات بتعادل محبط بهدف لهدف أمام منتخب زامبيا في القاهرة ثم الهزيمة أمام منتخب الجزائر في مدينة بليدة بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الثانية ليعتقد الجميع أن المنتخب المصري رفع الراية البيضاء مبكرا وابتعد عن المنافسة على بطاقة التأهل عن هذه المجموعة ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً.
فبعد التعثر في أول جولتين شارك منتخب مصر في كأس القارات 2009 بجنوب إفريقيا وقدم عرضا رائعا أمام المنتخب البرازيلي رغم الخسارة 4-3 وتفوق على المنتخب الإيطالى بطل العالم في هذا التوقيت بهدف محمد حمص الشهير قبل الخسارة بثلاثية نظيفة أمام منتخب الولايات المتحدة ليودع منتخب مصر البطولة من الدور الأول ولكن بعد اكتسابه ثقة كبيرة انعكست على آدائه ونتائجه في بقية مباريات تصفيات كأس العالم.
تمكن المنتخب من تحقيق 4 انتصارات متتالية على منتخب رواندا -رايح جاي- ثم على منتخب زامبيا خارج الديار بهدف رائع لحسني عبد ربه وأخيراً على منتخب الجزائر بهدفين نظيفين بعد ملحمة جماهيرية في استاد القاهرة ليتساوى المنتخبان المصري والجزائري في كل شيء (رصيد النقاط – فارق الأهداف – الأهداف المسجلة والأهداف المتلقاة) ليتم اللجوء إلى المواجهتين المباشرتين بين المنتخبين وخلافاً لكل بطولات العالم كانت لائحة هذه التصفيات لا تعطي أفضلية للتسجيل خارج الأرض –مش بقلكم عقدة- ليتم اللجوء لمباراة فاصلة على الأراضي السودانية لحسم بطاقة التأهل للمونديال.
في هذه المبارة وقفت الدولة الجزائرية خلف منتخب بلادها بكل ما تملكه من إمكانيات بينما بدأت الدولة المصرية في الاحتفال بتأهل منتخب بلادها لكأس العالم قبل المباراة بثلاثة أيام –كنت أحد أعضاء الوفد الرسمي للتليفزيون المصري الذي تم إرساله للسودان لتغطية المباراة– بخلاف ذلك كان لاعبو منتخب مصر في ذلك الوقت في أسوأ حالاتهم بل أن النجم الكبير محمد أبو تريكه، يصف أدائه في هذه المباراة بأنه الأسوأ في مسيرته الكروية مما أدى إلى خسارة منتخب مصر للمباراة بهدف نظيف على أرضية الميدان بعد أن خسرها خارج الميدان قبل أن تبدأ بنتيجة ثقيلة.
ولكي تترسخ عقدة كأس العالم في وجدان المصريين تمكن المنتخب المصري بنفس اللاعبين باستثناء غياب أبو تريكة للإصابة وانضمام محمد ناجي جدو، للتشكيلة المصرية تحت قيادة نفس المدرب المعلم حسن شحاتة، وبعد شهرين فقط على موقعة أم درمان من الفوز بأمم افريقيا للمرة الثالثة على التوالي وهذه المرة على الأراضي الأنجولية بعد التلاعب بالعديد من المنتخبات ذات العيار الثقيل في القارة
السمراء ومن ضمنها المنتخب الجزائري الذى تغلب عليه المنتخب المصري بسهولة شديدة وبرباعية نظيفة في نصف النهائي قبل أن يحسم هدف “جدو” الشهير المباراة النهائية أمام منتخب غانا.
ليحقق كابتن حسن شحاتة وهذا الجيل من اللاعبين انجازاً تاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالفوز بأمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية ولكن بقي الفشل في التأهل لكأس العالم 2010 بمثابة البقعة السوداء في ثوب ناصع البياض.
وبكره معادنا بإذن الله مع المزيد من الحكاوي والذكريات في نوستالجيا المونديال..
لمتابعة سلسلة “نوستالجيا المونديال اضغط “هنا“