رباب طلعت
المنافسة الرمضانية، لم تعد تقتصر فقط على الدراما التلفزيونية، بل أصبحت الإعلانات جزءًا أساسيًا منها، وتفوقت فيها شركات الاتصالات الثلاث، خلال السنوات الماضية، ومؤخرًا زاحمتهم المستشفيات والجمعيات الخيرية، ولذلك أسبابًا وكواليس كثيرة، يكشفها لـ”إعلام دوت أورج“، خالد الجلب، واحدًا من أشهر مديري إنتاج الإعلانات في مصر، في حوارنا معه.
خالد الجلب مدير إنتاج العديد من الإعلانات المنافسة في رمضان 2018، والتي لاقت صدىً واسعًا أبرزها جمعية مصر الخير، وشركة اتصالات ومستشفى مجدي يعقوب، وحديد الجارحي، ويصور حاليًا إعلانًا لشركة “WE“، تحدث في حواره مع “إعلام دوت أورج” عن تطور الإعلانات، ومستقبلها، ومكانة الإعلانات المصرية من المنافسة العالمية، خلال التصريحات التي نرصدها في السطور التالية:
1– أنا خالد الجلب، أعمل في عالم الإعلانات الكبير، كمدير إنتاج، تتلخص مهام وظيفتي في أنني المسؤول الأساسي عن الإعلان بالكامل، من أول الميزانية، إلى حجز “crew” بداية من مدير التصوير ومهندس الديكور والستايلست والفنانين وخلافه، ومراقبة الديكورات وحجز لوكيشن التصوير وغيره من المهام، التي تبدأ منذ استلامي أوراق الإعلان وتكلفته من المنتج والمهندس الإبداعي، وأبدأ في تكييف الميزانية على المطلوب.
2– أعمل في الإعلانات من 21 عامًا، وقد خضت تجربتين مختلفتين إحداهما مسلسل تلفزيوني هو “عرض خاص” الأول في الشرق الأوسط الذي تم تصويره بكاميرا سينما وليس ديجيتال، وبعده “بشتري راجل” لنيللي كريم ومحمد ممدوح، وأحضر حاليًا لفيلمين جديدين، لكن الإعلانات هي الأصعب من بينهم جميعًا.
3– صعوبة الإعلانات تتمثل في قصر مدتها، التي تتراوح ما بين 30 – 90 ثانية، يجب أن ننجح خلالهم في توصيل أنفسنا – المنتج – لكي نحقق الهدف منه.
4– تطور الإعلانات في مصر خلال السنوات الماضية، يرجع للكثير من الأمور، ففي بدايتها كانت تصوير ديجيتال مثل المسلسلات، ولكن طورنا الصناعة وأصبحت تصوير سينما، وذلك أحدث طفرة في المجال نظرًا لاختلاف الكاميرات، حيث إن الأخيرة بها الكثير من المميزات بالإضافة لجودتها العالية جدًا، بالإضافة لتطور الميزانيات، حيث بدأ العميل “يدفع فلوس أكثر” أي أن “الصرف بقى أكتر”، وطبعًا الإعلان يخرج بصورة أفضل.
5– من الممكن عمل إعلان بـ100 ألف جنيه، وإعلان بما يزيد عن 5 مليون جنيه، وذلك يظهر للمشاهد على الشاشة، فكلما زادت ميزانيته زادت جودته، والحديث السلبي عن الميزانيات العالية للإعلانات غير منطقية، فمثلًا مستشفى 57357 مبناها عظيم من الخارج والداخل، لتخفيف آلام المرضى، والتأثير بشكل إيجابي على نفسيتهم، وكذلك، الزوار، “الناس بتروح متكتئبش”، وهو نفس منطق الإعلان، ويجدر الإشارة إلى أن زيادة الأسعار زادت من أجر فريق العمل، وبالتالي زيادة الميزانية تلقائيًا.
نرشح لك : منير وهند.. وجوة إعلانية لكل الشبكات
6– إعلانات المؤسسات الخيرية والمستشفيات مؤخرًا أصبحت مبهجة جدًا وتعتمد على الفكر الإبداعي، لأن لكي ينجح أي إعلان يجب أن يُبهر المشاهد، وتلك الإعلانات برغم زيادة تكلفتها إلا أنها تصل لشريحة كبيرة، وتجمع تلك الجهات أموالًا وتبرعات، تغطي نفقة الإعلان وتحصد أضعافه.
7– الإعلانات المصرية تنافس عالميًا، بسبب زيادة الميزانية أولًا، وثانيًا لأننا نستعين بمخرجين ومنتجين ومصورين أجانب، وهؤلاء أيضًا حققوا طفرة في المجال خلال السنوات الماضية، وهذا لا يعني أننا لا نملك كفاءات مصرية، فسوق الإعلانات به العديد من الأسماء المصرية المميزة و”الشاطرة جدًا”، لكننا نحتاج من وقتٍ لآخر لعمل إبداعي معين نخرج به للجمهور، وبالتالي نستعين بأناس من الخارج، مثل طوني براون، مدير تصوير أجنبي عمل في مصر لسنوات، صاحب طفرة التصوير في مصر، والذي تعلم على يده مصريون كُثر، تابعوا مسيرته هنا.
8– فكرة الإعلان هي العامل الأساسي في نجاحه، وهي أيضًا من تحدد ميزانيته، اعتمادًا أيضًا على عدد أيام تصويره، فتكلفة يوم تصوير تتعدى مليون جنيه، لذلك فإن المهندس الإبداعي “راجل مهم جدًا” لأن الإعلان كله قائم على فكرته.
9– في رمضان الحالي شاركت في الكثير من الإعلانات وأحضر إعلانين آخرين، كان أبرزهم شركة اتصالات، وجمعية مصر الخير ومستشفى مجدي يعقوب، والأخير “سمع أكثر” لأنه إعلان “ناعم وعاطفي” والأغنية جميلة وتعاطف معها الناس، بالرغم من كونه مبهجًا، واعتمدنا على تقديمه بذلك الشكل لأننا لا نريد استعطاف الناس، بإظهار معاناة المرضى، بل نريد إيصال الرسالة بذكاء.
10– صورنا مصر الخير في مدينة الإنتاج الإعلامي، أما اتصالات ومجدي يعقوب كان في استوديو المسلماني، وبنينا الديكور لإعلان المستشفى بالكامل، كما اعتمد بشكلٍ كبير على الجرافيك، وصممه المخرج تامر مرتضى.
11– صورنا اتصالات في 4 أيام، لكننا كنا نحضر له منذ فترة طويلة جدًا، وكان من أصعب الإعلانات تنفيذًا لضيق وقته وتحضيره الضخم، لذلك كان أكثر الإعلانات إرهاقًا لنا، لكي نضمن خروجه بهذا الشكل.
نرشح لك : 20 ملاحظة من إعلانات رمضان 2018
12– من أصعب المواقف التي نتعرض لها أثناء التصوير بشكلٍ مستمر، هو ارتباط الفنانين المشاركين في الإعلام بأعمالٍ أخرى، فيصعب التوفيق بين مواعيدهم جميعًا، خاصة فترة ما قبل رمضان وتكثيف عملهم في مسلسلاتهم، وهو ما تعرضنا له في “اتصالات”، فنيللي كريم صورت المشهد الجماعي الأخير في الإعلان، لكنها لم تستطع الانتظار أكثر من ذلك لأخذ “الضيقات” -المشاهد القريبة- لها لتاخرها على موعد تصوير مسلسلها.
13– نيللي “لطيفة جدًا” وكان تواجدها في مكان التصوير مبهج، حتى إنها أثناء التصوير، عندما علمت بوجود محمد رمضان، ذهبت لالتقاط الصور معه، وتحدثت معه بكل تلقائية وبساطة.
14– لم نظهر مرضى في أي إعلان مجدي يعقوب، لأن ذلك الأمر صعب عليهم، “مينفعش نطلع مريض ونظهره.. احنا في الآخر بنوصل فكرة وعملنا ده فعلًا”.
15– كل النجوم المشاركين في مصر الخير تبرعوا بأجورهم.
نرشح لك : هشام حسين.. من قهوة سادة إلى نسكافيه