محمد سقراط
على محطة نجومFM يُذاع برنامج “سيرة الحبايب” تقدمه “زهرة رامي” مساء كل يوم خلال شهر رمضان 2018، الساعة التاسعة والنصف، يعرض فيها جوانب لـ “سيرة” بعض الشخصيات القريبة إلى قلوبنا، ورحلت عن عالمنا، أو “يجيب في سيرتهم”، بحسب تعبير “زهرة رامي” في “البرومو”، وكانت لبعض هذه الشخصيات بصمات “رمضانية” واضحة، شكلت بها وجداننا وثقافتنا – ولا تزال – كشخصياتٍ المطرب “محمد عبد المطلب”، والأستاذ “فؤاد المهندس”.
* مقدمة كل حلقة بصوت “زهرة رامي” تتراوح مدتها ما بين الـ 30 ثانية والدقيقة في أطول مقدمة للحلقات الاثني عشر المذاعة حتى اليوم، تعرض خلالها نبذة مختصرة عن الشخصية، وأهم ما قدمته من أعمالٍ كان لها تأثيرٌ وأثرٌ واضح.
* تبدأ بعد المقدمة “سيرة الحبايب”، في شكل حوار مع أحد الشخصيات القريبة – بل وعلى درجةٍ أولى من القرابة – لشخصية الحلقة، أخ، ابن، ابنة.. ويكشف الحوار جوانب وأسرارًا للشخصية لم تكن ظاهرة لنا من قبل.
* ختام الحلقة يأتي في آخر خمس دقائق بتوجيه أسئلة “أكمل..” للضيف، وهي أسئلة ثابتة الصياغة تُوجّٓه لكل ضيف، سيأتي وصف “أسئلة أكمل” لاحقًا.
* من أبرز الحلقات التي أذيعت من البرنامج – حتى الآن – تلك التي تناولت شخصيات الراحلين “علاء ولي الدين”، عبدالله محمود”، ” سعاد نصر”، “رشدي أباظة”، “إحسان عبد القدوس”، والشاعر الغنائي “محمد حمزة”.
* ما هي الأسباب التي تجعل المستمع متابعا للبرنامج؟
– النصف ساعة زمن الحلقة، ليست بالمدة الطويلة ولا القصيرة، وتجعل البرنامج متفوقًا على ما قد يشبهه من البرامج أو الـ Features – ذات الزمن الأقل التي تذاع على محطات إذاعية أخرى، فهو بذلك يعتبر برنامجا خفيفًا، سريعًا، موضوعه شيق، والمعلومات فيه أكثر كثافة.
– عندما يجتمع مع الميزة السابقة الإعداد الجيد والظاهر لشخصية الحلقة، ويُعرٓض ناتج ذلك بطريقةٍ منظمة في صورة أسئلةٍ وإجابات تشكل المضمون لحوارٍ تديره مقدمة برامج ذكية وتلقائية، تٓظهر فيه محبة حقيقية، خالية من التصنع أو تعمد في إظهارها تجاه الشخصيات أو “الحبايب” التي تقدمها، فذلك يعتبر ميزة مستقلة في حد ذاته.
– توقيت إذاعة البرنامج بعد الإفطار ملائم لطبيعته، ولإمكانية الاستماع إليه بتركيز واستمتاع لعشاق “النوستالجيا” وهواة الحنين للماضي.
– الضيوف، وصفاتهم القريبة جدًا من الشخصية، يضمنون للمستمع معرفة تفاصيل جديدةٍ لم تكن متاحة في أغلبها بكل تأكيد، ولم نعرفها من الشخصية الراحلة، أو عنها وقت حياتها، ولم نكن لنعرفها إلا من خلال الضيوف بحكم صفاتهم؛ فكل حلقة تحمل سبقّا أو معلوماتٍ تميزها…
نرشح لك – أحد عشر كوكبًا (4): محمد رفعت: ستار الأنوار الذي غمر أهل الأرض
فعندما يتحدث الأخ الأصغر لـ “علاء ولي الدين” عنه، أو عندما تتحدث ابنة “عمر الحريري” عن عمر الحريري، كذلك عندما يتحدث غيرهم، قطعًا سيكون هناك جديد، خاصة وأنهم يتحدثون عن الراحل من خلال نظرتهم له كإنسان التي أتاحتها لهم درجة قربهم، أو قرابتهم بالأحرى، يكشفون من خلالها “كواليس” حياتهم الشخصية.
– لا يمكن الجزم أن الأسئلة الحوارية تستوعب توقعات أسئلة محددة لدى المستمع، خاصة بعد عرض السبب الأخير؛ فالمستمع يكون متوقعًا للجديد ولكن في المطلق، ويمكن التأكيد على أن الأسئلة تشبع فضوله في المطلق كذلك – وفضول المذيعة طبعًا – ويكون في أغلب أجزاء الحلقة مترقبًا وشغوفًا لمعرفة أية تفاصيل جديدة ومختلفة عن الشخصية موضوع الحلقة.
.. من الأسئلة التي تكرر توجيهها لضيوف الحلقات التي تناولت شخصيات ممثلين ” إيه اكتر شخصية مثلها الفنان الفلاني تعبر عنه في الواقع”، ولكل الشخصيات بشكل عام كان عن “طقوس الشخصية في شهر رمضان وهل كانت عصبية أثناء الصيام”.
– الجزء الختامي من الحلقة، يتضمن “أسئلة أكمل”، فيُطلٓب من الضيف أن يكمل ما يلي:
…عبدالله غيث – مثلا، وهو أحد شخصيات الحلقات السابقة – : عمره ما كان يعمل …../ عمره ما كان يقول ….. / عمره ما كان يصدق ….. / عمره ما كان يخاف من …..
* أكمل، كان من الممكن أن يكون عدد الأسباب أكبر لو…. ؟
– لو كان الاهتمام أكبر بجودة الصوت، ولعل السبب في في اختلاف درجة جودة الصوت لبعض الحلقات هو تسجيلها خارج الاستوديوهات… فحلقة “إحسان عبد القدوس” والحوار مع نجله مثلا، كانت في منزله، وسجلتها “زهرة رامي” وهي تجلس على مقعد “أم كلثوم” التي كانت تجلس عليه في منزل الكاتب الرحل.
– لوكان مستوى الصوت لخلفية الحوار الموسيقية الـ ” Bed ” أعلى وأوضح، فقد جاءت خافتة وكادت تكون مختفية في بعض أجزاءه، على عكس الخلفية الموسيقة للمقدمة التي يعرض فيها ملخص لأهم ما قدمته الشخصية التي تأتي واضحة وتناسبة مع مستوى صوت “زهرة”..
كلتا الخلفيتين الموسيقيتين – للمقدمة وللحوار – عذبة وبها شجن يناسب حالة البرنامج وحديثه عن شخصيات نحبها ورحلت، وإن كانت الموسيقى التي اختيرت للحوار أكثر عذوبة وتأثيرا والتي كانت واحدة وثابتة في كل الحوارات مع الضيوف باستثناء حلقة ” محمد عبد المطلب” وهي حلقة البرنامج الأولى، حيث جاءت بموسيقى تشبهه ولم تكررفي الحلقات التالية.
– لو كانت الحلقات ” Live ” غير مسجلة بما يجعل للبرنامج ميزة تفاعلية للمستمعين، ومعهم، ومع الضيوف، وبالطبع في هذه الحالة ستكون المدة الأمثل لحلقة البرنامج ساعة وليس نصف ساعة، ولن يؤثر ذلك ميزة أن البرنامج خفيف وسريع – يُرجع للسبب الأول – لأن التفاعل مع المستعمين في بطبيعته يعطي لإيقاع البرامج سرعة بوجه عام.
“سيرة الحبايب” برنامج خفيف يقدم محتوى يحترم الشخصيات التي يعرض لجوانبها أو لـ “سيرتها” ويحترم المستمع، ويقدم جديدا في كل حلقة، أرشحه لهواة الإذاعة لكي – يجيبوا في سيرة الحبايب – الله يرحمهم، مع “زهرة رامي” وضيوفها.