الشركات دلوقتي بطلت تركز على النفع اللي ممكن يعود عليك من السلعة أو الخدمة اللي بتقدمها الشركة، فبتحاول الشركات من خلال إعلاناتها عرض السلع بصورة أشد ارتباطًا بعلاقة الأفراد ببعضهم، طب إزاي؟
يعني من خلال مشهد إعلاني تقدر تحوّل العلاقات الإنسانية إلى أشياء، والأشياء دي ممكن تتحول سلع فتتباع، اللي هي في الأساس كان علاقات إنسانية خلي بالك.
نرشح لك: مينا عادل جيد يكتب: مدفع الإضحاك (3)
يعني أي شركة في الأساس بتبيع سلعة/خدمة لكن الحكاية ماتتلعبش كده/ ماتتقالش كده، ما كل الناس عندها سلع بس الشاطر اللي يبيع، فذهبت الإعلانات إلى تحويل العلاقات بين الناس والأصدقاء والجيران والأقارب وعلاقة المشاهير بجمهورهم إلى مشهد/ شيء فني وفي آخر الإعلان يمكنك أن تذكر اسم شركتك، وهذه الطريقة في تحويل كل شيء لسلعة تزيد من معدل استهلاك هذه السلع.
لو هناخد إعلانات شركات المحمول في مصر في رمضان ٢٠١٨ كمثال هتلاقي :-
– شبكة ذهبت لعلاقتنا بالفنانين وألقابنا اللي بنديها لهم ونظرتنا وتقيمنا ونقدنا، إحنا كجمهور لنوع الفن اللي بيقدموه والنحت اللي بينحتوه طول السنة، وقاموا بتحويله لسلعة وعرضها للبيع.
نرشح لك: مونتير اعلان “رسالة” يكشف كواليس ظهور أزمة تيشيرت هشام ماجد
– وشبكة تانية ذهبت لعلاقتنا بالمنتخب المصري الذي يمثل مصر في كأس العالم، وتحويل حبنا وتعاطفنا وتعلقنا بأفراده لأشياء ثم تحويلها إلى سلعة وبيعها.
– وذهبت الشبكة الثالثة لتحويل علاقتنا بالجيران إلى خدمة موبايل من خلال تصنيف لأنواع الجيران في أغنية وتحويل العلاقات بين الجيران لأشياء، والأشياء إلى سلعة وبيعها.
نرشح لك: 4 نجوم غابوا عن إعلان أحمد زكي.. تعرَّف على السبب
تأثير تحويل العلاقات بين الناس إلى سلع بيزيد من “فتشيتها” تقديسها الأعمى – وهيمنتها على الإنسان، فقد يتصور البعض أن حياته لن تكون على ما يرام إلا إذا امتلك هذا المنتج، أو أن علاقاته بمن حوله ستتدمر إذا لم يشترك مع شركة المحمول تلك، لأن الإعلان حوله من مالك للشيء لمملوك عند الشيء، بل لن يكون لوجوده معنى بغير وجود أشيائه.
إنهم يبرمجون خارطتك السلوكية، ويلعبون على علاقاتك الإنسانية، ويسعرونها، ويضعونها في فترينة، ثم يعرضونها للبيع دون أن تشعر، فاحترس!
نرشح لك: شاهد: صلاح بحذاء ذهبي في إعلان أوبر