على مدار شهر كامل إقتسمت جميع القنوات الفضائية فيما بينها عبر برامج “التوك شوز” حالتين شاذتين وانتقلت فيما بينها بالتناوب، وأصبحت كل قناة تتسلم ضيوف القناة الأخرى للنقاش حول الحالة التي تمت مناقشتها بالأمس في تلك القناة، فتصبح أيام السبت والإثنين والأربعاء في النصف الأول من القنوات حول حالة “إسلام بحيري” المتهم بسب الأئمة والفقهاء، ويكون النقاش في نصف القنوات الأخر حول الحالة الأخرى لـ”شريف الشوباشي” عن تظاهرة خلع الحجاب في ميدان التحرير، والتي يتم مناقشتها في نصف القنوات الأول أيام الأحد والثلاثاء والخميس.. وهكذا على مدار شهر كامل.
يحدث في الشهر نفسه أمران كلاهما أكثر أهمية من الأخر، أولهما ما تسمى بـ “عاصفة الحزم” أو حرب اليمن.. والأخر هو التعديلات التي أوصت بها المحكمة الدستورية حول قانون “مباشرة الحقوق السياسية” أو قانون الإنتخابات.
هل سحب جهاز التحكم اللاسلكي أو “الريموت كنترول” من على الطاولة التي أمامك وشرعت في التنقل بين تلك القنوات بحثاً عن نقاشاً حاداً أو أليفاً بين ضيفين أحدهما يؤيد مشاركة الجيش المصري برياً في الحرب على اليمن، والأخر يرفض المشاركة برياً والإكتفاء بحماية مضيق “باب المندب” وعلى أن تقف مصر على مسافة واحدة بين الجميع تحسباً لاستعادة ريادتها ومجدها عندما يطلبها الأشقاء لعمل “قعدة عرب” أو إدارة قمة عربية طارئة لوقف العنف بين الجميع والإنصياع للحل السياسي والدبلوماسي حفاظاً على ما تبقى للعرب من عروبة؟
هل يدرك المواطن العادي مدى النفع أو الضرر من الإستمرار في حرب كهذه؟ هل كون الأستاذ المثقف أي رؤية أو نظرة ثاقبة عن مدى تأثير الحرب على مستقبل العلاقات المصرية العربية أو العلاقات العريبة العربية بين الفصائل المتناحرة؟ هل يدرك الجندي نفسه المنوط به حمل السلاح ما هي الطبيعة الجغرافية والسياسية والإجتماعية في اليمن؟
هل تعلم شيئاً.. أي شيء عن التعديلات التي طبخت في مطبخ الحكومة التي صاغتها الحكومة، والتي يسهل بتصريحاته عنها السيد رئيس الحكومة “إبراهيم محلب” بأنه انصاع إلى توجيهات السيد الرئيس وأنهى التعديلات في الوقت الذي أمر به سيادته، وأن الإنتخابات سوف تقام في موعدها، تلك التصريحات التي تصدر منه في اليوم ثلاث مرات على الأقل كلما اصطحب معه كاميرات وصحفيين إذا مر من هنا أو هناك وهو يغير أنبوبة بوتجاز مواطن بالتسعيرة وهي ثمانية جنيهات، أو عندما يذهب إلى محطة الكهرباء لتشرف المحطة بوضع يد رئيس الوزراء على سكينة التيار الكهربائي ويرفعها لأعلى كي ينير حياً من الأحياء كان حالكاً بالظلام.. وكأنه رئيس حي أول مدينة شبين الكوم؟
هل يعرف رجل الشارع العادي المنوط به الدراية عما حدث في قانون الإنتخابات؟ هل يعرف الأستاذ المثقف أي شيء عن القانون؟ هل يعرف القاضي الذي سوف يدير تلك العملية برمتها أقل القليل بالتعديلات التي صيغت على القانون؟
كل هذا ليس مهماً عند هؤلاء اللذين قرروا تسفيه “الإعلام” وتحويله إلى جلسات مصاطب يثرثر فيه الشواذ فكرياً عن هواجسهم، بعد أن وجهت لملاك القنوات جهاتهم السيادية أوامرها بإفراغ مفهوم “الإعلام” من مضمونه والدور المنوط به.. حفاظاً على الإستقرار السياسي المزعوم، حيث لن يسمح لهم بالعودة إلى ما كانوا عليه في الماضي وتصبح السياسات العليا للدولة محل نقد على الهواء في أحاديث الصباح والمساء.
اقرأ أيضًا:
ريهام سعيد تدافع عن السيدة الراقصة في “دريم بارك”
“الحسيني” لمحمود المصري: أداؤك يشبه لغة الديوك
5 صور من حفل مايا دياب في قصر محمد علي
محمود سعد عن مظاهرة خلع الحجاب: قوم لا يعقلون
“ثورة البنات” ضد تظاهرة خلع الحجاب !
إيرادات “زنقة ستات” و”كابتن مصر” ممنوعة من النشر
14 تصريحاً غاضباً ضد وزارة حرق الكتب
على “سكوب” مذيع يرقص بالسيف على الهواء
شريف عامر.. صوت مدينة الإنتاج الإعلامي على “تويتر”
باسم يوسف ثانى أفضل مذيع علي مستوي العالم
عمرو أديب يطالب بفرض ضريبة الأمن
كاريكاتير إيهاب هندي: إنهم يحرقون كتب المدارس