في أخريات عام 1997 كنت مازلت أعمل مذيعا ومقدما للبرامج بإذاعة الشرق الأوسط. وكانت الإعلامية القديرة سميحة دحروج معنا في إذاعة الشرق الأوسط إلا أنها انتقلت في ذلك الوقت للعمل كنائب رئيس قناة النيل للأخبار المزمع انطلاقها عام 1998.
اتصلت بي السيدة سميحة دحروج وعرضت عليا العمل في قناة الأخبار والاشتراك في الإعداد لانطلاق القناة واختيار الكوادر التي تعمل فى القناة.
ووجدت نفسى أوافق فورا رغم عشقى اللامحدود لميكروفون الإذاعة.
يمكن لأن الفكرة كانت جديدة علي أو أحببت أغامر وأكون واحدا ممن يصنعون منشاة إعلامية جديدة.
نرشح لك : صور: الإعلاميون في سحور “النيل للأخبار”
وبدأت العمل وكان الإعداد لإطلاق القناة عملية مرهقة للغاية، حيث كنا نعمل يوميا من العاشرة صباحا للعاشرة مساءً.
لم يكن هناك مقرا للقناة كنا نحضر للعمل من ستوديو 45 للإذاعة.
بدأنا بوضع أهداف القناة، ثم السبل لتنفيذ هذه الأهداف، كذلك شروط اختيار العناصر التي ستعمل بالقناة في كافة الأفرع مذيعين، مخرجين، معدين.. إلخ.
كان لابد أن ننجح وأن لا مجال للفشل..
بحثنا فى فشل قنوات أخرى لتجنب أسباب الفشل عند اطلاقنا للقناة.
توافرت الإرادة السياسية في ذلك الوقت لاطلاق قناة اخبارية مصرية عربية تعتمد على الموضوعية والمصداقية في المقام الاول..وتقوم على عناصر شابة ووجوه جديدة.
وهو ماحدث بالفعل..
فوضعنا قواعد اختيار المحررين مثلا والتي كانت تقوم بالأساس على مراعاة إجادة اللغات والمصطلحات السياسية ومعرفة المنظمات الدولية ودورها..وطبعا مراعاة السن أن يكون في إطار الشباب .
كانت تجرى الاختبارات بمنتهى الشفافية لأن الهدف إطلاق قناة قوية من البداية.
أتذكر أن الاختبار كان يستمر لمدة ساعات شاملة كافة الاسئلة بالاضافة إلى المعلومات العامة والأحداث الجارية.
بعد ذلك يتم التصحيح ووضع الدرجات..وترتيب الناجحين ثم اختيار العدد المطلوب وفقا لترتيب الناجحين ودرجاتهم وليس لأي اعتبار آخر..
أما اختبارات المذيعين فلها قصة اخرى.
وللحديث بقية..