إسلام وهبان
خلال السنوات الماضية تحولت برامج الكاميرا الخفية من مادة للفكاهة وإضحاك المشاهدين إلى مادة للسباب والشتائم والكلمات الخارجة، وبعد انتقادات عديدة حاول بعض صناع البرامج تقديم نوع مختلف من برامج الكاميرا الخفية، تعتمد بشكل أساسي على إبراز الصفات الإيجابية التي يتمتع بها الناس والتركيز القيم الإنسانية التي نحتاج إليها حاليا، وخرج علينا اثنان من البرامج التي تهتم بهذا الشأن وهما “الصدمة” و”ورطة إنسانية”.
إعلام دوت أورج يرصد من خلال السطور التالية أوجه التشابه والاختلاف بين البرنامجين وما يحتاجه كل منهما للوصول إلى شريحة أكبر من المشاهدين
أولا: أوجه التشابه:
1– فكرة البرنامجين تكاد تكون متشابهة، فكلاهما يقوم على اختيار ضحية بأحد الأماكن العامة ومحاولة تمثيل مشهد إنساني أمامه واستفزاز مشاعره الإيجابة.
2– الهدف من البرنامجين هو تسليط الضوء على القيم الإنسانية وإظهار ما بداخلنا من خير ورحمة تجاه الأخرين.
3– بطل البرنامج هو الجمهور العادي وليس نجم أو فنان مشهور.
4– من يقوم بالأدوار التمثيلية مجموعة من الشباب غير المعروفين وأغلبهم يقدمون آداء مميزا.
5– بعض أفكار الحلقات تكون متشابهة لحد كبير وقد تسبب ذلك في اتهام مخرج “ورطة إنسانية” أحمد عساف، للقائمين على برنامج “الصدمة” بسرقة فكرة إحدى الحلقات خلال الموسم الحالي، وهو ما نفاه مخرج “الصدمة” أحمد سمير.
نرشح لك: رد “الصدمة” على سرقة أفكار “ورطة إنسانية”
ثانيا: أوجه الاختلاف
1– برنامج “الصدمة” الذي يبث عبر شاشة “mbc” سبق برنامج “ورطة إنسانية” بعام واحد حيث انطلق في رمضان 2016، في 4 دول عربية هي (مصر والإمارات والعراق، ولبنان)، فيما أدى نجاحه إلى تصويره بعشرة دول في العام التالي.
2– “ورطة إنسانية” الذي يبث عبر شاشة “dmc” يتميز بالطابع المصري الأصيل، حيث تم تصوير حلقات موسميه داخل مصر.
3– تصوير حلقات “الصدمة” اختلف ما بين الشوارع أو الفنادق أو المراكز التجارية، فيما تم تصوير أغلب حلقات “ورطة إنسانية” بالشارع خاصة منطقة وسط البلد.
4– برنامج “الصدمة” يحاول استفزاز مشاعر الضحية والتركيز على رد فعله سواء كان إيجابيا أو سلبيا، فيما يراعي خصوصية الأفراد وعدم إظهار ملامحهم إذا كانت ردود فعلهم سلبية، أما برنامج “ورطة إنسانية” فيركز أكثر على القيم الإنسانية وإبراز الجانب الإجابي فقط.
5– يمكن القول أن برنامج “الصدمة” نوع من أنواع المقالب، حيث يتم في أغلب الأحيان إخبار الضحية في نهاية الحلقة أن هذا تمثيل، فيما لا يمكن تطبيق ذلك على “ورطة إنسانية” فهو لا يقوم بمقلب أو خدعة بقدر محاولته إظهار معدن المصريين الطيب، أو كما نقول “الدنيا لسة بخير”.
لماذا لم يحقق البرنامجان نسب مشاهدة عالية بالمقارنة لبرامج الكاميرا الخفية الأخرى؟
رغم أن البرنامجين لهما رسالة سامية، ويحاولان التركيز على القيم الإنسانية وما بداخلنا من خير، ومحو الانطباع السائد أن المجتمعات العربية قد غاب عنها كثير من المعاني الطيبة كالشهامة والمروءة ومساعدة الغير، إلا أنهما لم يحققا النجاح المتوقع أو ينافسا برامج المقالب الأخرى التي تمتلئ بالألفاظ الخارجة والصريخ، وهذا قد يكون بسبب عدم لجوءهما لحملة دعائية وإعلانية جيدة، كذلك عدم وجود نجوم كبار يشاركون في تقديم الحلقات أو يدعموا الحلقات، كذلك عرض الحلقات في أوقات غير مناسبة، فهي تعرض قبل الإفطار، وهو التوقيت الذي ينشغل فيه الناس بتحضير الإفطار أو لا يكون شغلهم الأساسي هو متابعة برامج في ذلك التوقيت..