21 طلقة مدفعية، طيران يحلق في سماء ميدان التحرير، وموكب تسبقه الدراجات النارية إيذانا بأداء القسم.. “أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه”، قسم لو تعلمون عظيم، مشهد انعكس صداه لدى ملايين المصريين، كلٌ حسب قناعاته ورؤاه وخبراته وهمومه و شواغله.
خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي يؤسس قواعد ولاية ثانية عنوانها بناء الإنسان تعليميا وصحيا وثقافيا، خطاب تابعته باهتمام لإعداد تقريري عن تنصيب الرئيس السيسي. كلمات تلخص الحاضر والمستقبل وتحديات جسام لم ينقشع غبارها، “تحدي التحدي” توقف عندها القلم وقد ذكرتني بالراحلة القوية صفاء حجازي، فقد كانت كلمتها الدائمة.
ومضت كلمات الرئيس السيسي تجدد العقد والعهد ليتوقف القلم مرة أخرى..”كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا سيكون الشاغل الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي وتحقيق تنمية سياسية حقيقية”، هل يتحقق ذلك حقا؟
نرشح لك: أحمد عبد الصمد يكتب: مهمة خاصة.. عيش رمضانك
هل يصبح المجتمع المصري بكل أمراضه الاجتماعية قادرا على تقبل الاختلاف وخلق مساحات للتوافق.. كيف ذلك؟ والقاعدة السائدة هى “من ليس معي فهو ضدي”.. كيف ذلك وكل منا يضع أفكاره وقناعاته حبيسه خزانة حديدية غير قابلة للنفاذ!!
من منا لم يشارك أفكاره على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يفاجأ بسيل من الانتقادات أو تتحول لساحة من الخلاف بين أشخاص لا يعرفون بعضهم بعضا من الأساس، لينتهي الأمر بـ “بلوك ” ليرتاح الجميع..
خلق مساحات مشتركة هى بالفعل ثقافة غائبة عنا ثقافيا وفكريا وسياسيا وحتى فنيا، الهجوم خير وسيلة للدفاع بل الهجوم الشرس أحيانا. متى ندرك حقا أن الاختلاف قوة مضافة وأنه رؤية للأمور من منظور آخر، ربما يكمل صورة لم تراها أعيننا.
ستتضح قوة الآخر عندما تزداد ثقتنا بقناعاتنا، عندما نؤمن أنه ليس بيننا أعداء، وأن الانتقاد ليس هدما بل بناء، عندما نتناقش لتكمل أفكارنا زوايا الصورة وجوانبها.
ويبقى السؤال.. كيف يتحقق ذلك؟ من يضع خريطة إعادة صياغة هذا المجتمع؟ هل تبقى مسئولية الأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة كما عولنا عليهم قبل سنوات فى حفظ الأخلاق وعادات المجتمع فوصل بنا الحال إلى ما نحن عليه؟ من أين تكون نقطة البداية كي يصبح الاختلاف قوة وليس ضعفا؟