رباب طلعت
ثمانية عشر عامًا فاصلة بين قصتي حب الفنانة اللبنانية نور، الأولى التي كانت بدايتها في عالم الفن، كبطلة لأول مرة أمام الفنان أحمد السقا في “شورت وفانلة وكاب”، عام 2000، والثانية عودتها للتلفزيون، مع الفنان ياسر جلال في “رحيم”، في رمضان 2018، من خلال قصة حب اختصرها مدحت صالح في “حبيبي يا عاشق يا حر زي الطير.. شاور هقول حاضر للحب قلبي أسير”.
باختلاف قصتي الحب الأقدم والأحدث لنور، إلا أن من شاهدهما سيربط تلقائيًا شخصية “رباب” في “شورت وفانلة وكاب”، بـ”داليا” في “رحيم”، فكلاهما بهما العديد من التشابهات لعل أولها تعلق الكثيرين بقصة حب “رباب”، و”خالد”، أو لأن بطلة القصتين نور “الحبيبة” التي يعيش معها البطل حالة رومانسية لها طقوسٍ خاصة، يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
1- مدحت صالح كان صوت حب كلا القصتين، فـ”حبيبي يا عاشق يا حر زي الطير”، وصفت قصة حب “رباب”، و”خالد” الشبابية، عام 2000، وفي 2018، غنى لـ”داليا” و”رحيم”، في المسلسل “حضن حنين”.
2- ظروف غناء الأغنيتين وتصويرهما متشابه، حيث كان الحبيبان في “شورت وفانلة وكاب”، في الصحراء بعيدًا عن ضوضاء شرم الشيخ، وسط الجبل والبحر، بعدما أنقذها من حبيبها السابق الذي حاول الاعتداء عليها، أما “رحيم” وفي محاولته إنقاذ “داليا” من الورطة التي لُفقت لها، بتهريبها من “الحجز” اصطحبها لبورسعيد، للبحث عمن يشك في أنها سبب تلك “المصيبة”، ويسيران على البحر وسط الطيور وخلفيتهما صوت مدحت صالح.
3- قدم الحبيبان لنور عرضًا فروسيًا مختلفًا، فأحمد السقا، اصطحبها على فرسه في الصحراء، أما ياسر جلال، شاركها رقصة “تانجو” رومانسية، فالعرض الأول كان أكثر ملائمة للحالة الشبابية التي يقدمانها، ولكن في الثانية، ظهرت نور بشكلٍ أنضج وأكثر تألقًا، وإتقانًا للدور.
4- من أجل نور، فعل الحبيبان المستحيل، فـ”السقا” واجه أباها الدبلوماسي ذو المكانة الكبيرة، واخترق حصون الحرس، معرضًا نفسه للاحتجاز، بعدما تزوجها رغمًا عنه، و”جلال” اخترق حصون قسم الشرطة، ليختطفها من الحجز المحبوسة فيه ظلمًا.
5- رقة ونعومة ملامح نور، ترسم ملمحًا خاصًا في التعامل معها، فلا يمكن التعامل معها كفتاة شعبية، أو بشخصية قوية وخلافه، بل في كلا العملين كانت البنت الرقيقة الهادئة حتى في انفعالها، التي تعبر عن ضعفها بالبكاء والتوتر.
بالرغم من تلك التشابهات، التي من الطبيعي أن يلتقطها الجمهور الذي عاصر قصة حب “شورت وفانلة وكاب” الشهيرة، إلا أنه وبعد 18 عامًا، كان يجب لـ نور أن تظهر بشكلٍ مختلف، وهو ما لم يغفله صناع “رحيم” فالبرغم من التشابهات الظاهرية بين القصتين، إلا أنه كان هناك عدة تطورات في قصة “داليا” و”رحيم” نرصدها فيما يلي:
1- ظهرت نور أكثر نضجًا، فلم تكن القصة كـ”الحكايات” بسيطة، وحالمة، وزمنها قصير، وتنتهي بزواج الحبيبن، دون تفاصيل كثيرة، كما كان في “شورت وفانلة وكاب”، فـ”داليا” و”رحيم” شخصان ناضجان، جمعت بينهما قصة حب لسنوات، وعاصرت الكثير من الصعاب، والتحديات، أبرزها دخوله السجن، وخطبتها على شريكه السابق وألد أعدائه الحاليين، فرأى كلٍ منهما الجانب السيئ من “الآخر” بعيدًا عن الصورة الرومانسية والملائكية للحبيب، كما حدث مثلًا في المشهد الذي أخبرته فيه بأنها تنسى أن له وجهًا آخر.
2- ثقة “داليا” بـ”رحيم”، ليس تعلقًا انفعاليًا، تتحكم فيه مشاعر الحب المراهقة، كما كانت “رباب” مع “خالد”، بل كان ناتجًا عن تأكدها من أنه هو من تستطيع الاحتماء فيه، حتى ولو كانت مرتبطة بشخصٍ آخر، تعلم أنه لن يفعل شيء.
3- استقلالية نور عام 2018، في اختيار قرارها بالمخاطرة والبحث عن براءتها مع “رحيم”، بالرغم من معارضة والدتها، لم يكن بعناد المُراهقة، التي ظهرت في “شورت وفانلة وكاب” التي أحبت للمرة الأولى بـ”العند” ليس أكثر، لكنها الآن تعلم لماذا تحب رحيم، بل تواجه أبويها بسلبياتهما، وتدافع عن نفسها وأختها الصغرى.
4- “رباب” كانت الفتاة المرفهة ابنة الدبلوماسي الكبير، لم يكن لها شخصية واضحة سوى العند والاندفاع والغضب مما يفرضه وضع والدها عليها، لكن “داليا” دكتورة في مجال التنمية البشرية، ولديها شركة للتدريبات تديرها، وإن ظهر منها الضعف الطبيعي والمتناسب مع ملامح شخصيتها، لكنها مستقلة، واعتراضها على حياة والدها كانت بإيجابية أكثر.
5- ظهرت نور في “رحيم” كمصرية، لكن في “شورت وفانلة وكاب” كفتاة سورية، ولا خلاف على اتقانها للهجة المصرية منذ سنوات، في الأعمال السابقة.