ربما كانت حادثة انتحار ابن أحد النواب السابقين بالبرلمان المصري ما هي إلا ناقوس إنذار لتوجيه أنظار الآباء والأمهات إلى ضرورة أخذ مسألة لعب أطفالهم على الإنترنت بشكل أكثر جدية. فالحادثة لم تكن الأولى، وهي للأسف لن تكون الأخيرة، والحوت الأزرق ليست هي اللعبة الوحيدة التي تحصد أرواح الأبرياء من الأطفال والمراهقين في مصر وفي جميع أنحاء العالم. لذا ينبغي على كل أب وكل أم وكل مسؤولٍ عن الأطفال بحكم وظيفته أو وضعه القانوني، وأيضاً على المجتمع ككل أن يتوقف عن اعتبار الهاتف المحمول – أو أي جهازٍ آخر متصل بالإنترنت في متناول الطفل – لعبةً أو وسيلة مريحة لإلهاء الطفل والتخلص من ضجته أو نشاطه الزائد لبعض الوقت.
نرشح لك: هل ينتصر الحوت الأزرق على المصريين؟
خطرُ ألعاب الإنترنت لا يكمن فقط في حالات الوفاة، التي وإن زادت فهي معدودةٌ نسبةً لعددِ من يمارسونها في كل أوقات اليوم. فلا يجب أبداً الانتباه إلى هذا الخطر فقط عند حدوث الوفاة لا قدر الله أو الاقتراب منها بظهور تغيُّر في سلوك الطفل بانعزاله عن الآخرين أو تأثر نمط نشاطه وعاداته اليومية، فعندها يكون الوقت قد تأخر كثيراً. فدائماً الوقاية خيرٌ من العلاج والوعي بهذه الأمور هو النقطة الفاصلة التي ستحمي أطفالنا من المخاطر وستزيد من قدرتنا على تمكينهم من حماية أنفسهم وزيادة وعيهم بكيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الإنترنت الذي بات لا غنى عنه في حياتنا اليومية، وفي نفس الوقت تجنب أخطاره.
لكن ما هي مخاطر ألعاب الإنترنت؟
1. قد يتعرض الأطفال لمشاهدة محتوى غير لائق مما قد يسبب لهم الإزعاج والارتباك، وذلك عند ممارسة ألعاب غير ملائمة لأعمارهم. هذا المحتوى قد يكون جنسياً أو مُحَرِّضاً على العنف. ومن الممكن أن يكون هذا المحتوى جزءًا من اللعبة، أو مُدخلًا عليها من خلال لاعبين آخرين أو من خلال مواد إعلانية قد تظهر للطفل أثناء اللعب.
2. بعض اللاعبين قد يسيئوا لأقرانهم أثناء اللعب، من خلال محاولة إقصائهم، أو من خلال اختراق حساباتهم على موقع اللعبة ومحاولة سرقة هويتهم الافتراضية عن طريق الاختراق Hacking. هذا الأمر يسبب إزعاجًا كبيراً بالنسبة للصغار إذا حدث في العالم الافتراضي تمامًا مثل حدوثه في الواقع.
3. قد يلعب الأطفال مع أشخاص بالغين لا يعرفونهم. فالأشخاص من كل الأعمار يمارسون الألعاب على الإنترنت، لذا قد يحدث أن يسيء هؤلاء البالغون استغلالَ ذلك عن طريق اللعب على مشاعرهم لاستدراجهم فيما بعد.
4. بعض الأطفال قد يدمنوا ألعاب الإنترنت، فيجد الطفل نفسه غيرَ قادرٍ على التوقف عن اللعب، ومن ثمًّ، يعيقه ذلك عن ممارسة أي أنشطة أخرى.
وهنا يجب التعرف على القواعد الخمس لتأمين لعب طفلك على الإنترنت:
1. تحقق من محتوى اللعبة
تحقق من التصنيف العمري للعبة، ولكن اعلم أن هذا التصنيف قد لا يكون دقيقًا دائمًا، لذا فمن الأفضل أن تجرِّب اللعبة بنفسك قبل أن تسمح لطفلك بممارستها. ويمكنك الاطّلاع على مزيد من المعلومات عن مشغلات ألعاب الفيديو أو ألعاب الكمبيوتر على موقع المجلس الخاص ببحث معايير ألعاب الفيديو من هنا
2. تحقق من كيفية استخدام وتفعيل خيارات اللعبة
مثل كتم الصوت Mute، الحظر Block، والإبلاغ Report
يجب أن تتحدث إلى طفلك وتشرح له أن الأشخاص الذين يتعاملون معهم في الحياة الافتراضية قد يدَّعون هويةً غير هويتهم الحقيقية. لهذا فمن المهم أن تتأكد أن طفلك يعلم كيفية استخدام خيارات توفرها بعض الألعاب، مثل كتم الصوت، والحظر، والإبلاغ، فهذه الخيارات يمكنهم استخدامها إذا قام أحد الأشخاص بمضايقتهم. ودائماً وأبداً تحدَّث إلى أطفالك وذكرهم بأنه يجب عليهم أن يلجؤوا إليك (أحد الأبوين أو شخص بالغ محل ثقة) متى شعروا بعدم الراحة أو القلق.
3. الحذر من مشاركة المعلومات الشخصية
من الضروري التنبيه على الأطفال بعدم مشاركة أي معلومات أو بيانات شخصية، أو صور أو مقاطع فيديو خاصة بهم مع أي شخص يتواصلون معه عن طريق الانترنت، حتى ولو كانوا يعرفونه. أيضا من المهم التنبيه عليهم أن أية دردشة أو محادثات مع من يلعبون معهم على الانترنت يجب ألا تتجاوز اللعبة ولا يجب أن ينتقل الحوار بينهم أبدًا إلى أي مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي.
نرشح لك – قائمة 6 ألعاب إلكترونية خطر على طفلك
4. تفعيل خواص التأمين على الألعاب Safety Settings
إن تفعيل خواص التأمين مثل خاصية تحكم الوالدين Parental Controls على مشغلات ألعاب الفيديو يحول دون تحميل الطفل لألعاب غير ملائمة لعمره ومن ثمَّ عدم التعرض إلى محتوى غير مناسب له. خواص تحكم الوالدين متوفرة على كل من Apple App Store و Google Play فكلاهما يتيح وضع كود للمستخدم قبل تحميل أو شراء التطبيقات المختلفة.
فضلا عن ذلك، فهناك بعض الألعاب تتيح تفعيل خواص لحماية خصوصية البيانات، من خلال التحكم في البيانات التي يمكن للآخرين الاطّلاع عليها وتحديد الأشخاص الذين يمكنهم التواصل معك. لذا من الضروري التحقق من كل هذه الخواص قبل البدء في التعامل مع أي تطبيق على الانترنت لاسيما الألعاب التي يمارسها الأطفال.
5. تواصل مع أطفالك على الدوام
قم بالحديث مع أطفالك بشكل دوريّ عمَّا يقومون به على الإنترنت والحوار معهم عن الحفاظ على سلامتهم أثناء اتصالهم بها. اتفقوا سويًا على الألعاب المناسبة التي يمكنهم ممارستها، واشرح لهم لماذا الألعاب الأخرى غير ملائمة، وتحدثوا معًا عن أنواع الألعاب المختلفة على الإنترنت.
وأخيرًا، ذكرهم دائمًا بضرورة التحدث إلى شخص بالغ موثوق به (أحد الوالدين أو المدرس في المدرسة) متى شاهدوا أو سمعوا أي شيءٍ سبب لهم الشعور بالضيق أثناء اللعب على الإنترنت.