محمد حسن الصيفي
حل عبد الله السعيد نجم المنتخب المصري والمنتقل حديثًا إلى أهلى جدة السعودي، ضيفًا على برنامج “رامز تحت الصفر”، وجاءت حلقة “السعيد” مختلفة كما يأتي أداءه في الملعب دائمًا.
نرشح لك – عبد الله السعيد: وقعت للزمالك بسبب أولادي
من المعتاد أن تشهد الحلقات صراخًا من النجومِ الذين تتم استضافتهم، وحالات من الكر والفر والاشتباك مع النجم “رامز جلال” بعد اكتشاف المقلب، وذلك خلال النسخ المختلفة من البرنامج عبر السنوات الماضية، بينما جاء ظهورعبد الله السعيد أمس، استثناءً من تلك القاعدة.
1- مع كل تجارب البرنامج المختلفة ستجد أننا اعتدنا فكرة صراخ النجوم وحالات السب والضرب لرامز جلال الذي يحاول بكل قوة احتواء النجوم واسترضاءهم، لذلك حين يأتي أحد النجوم لا يلجأ للسب والضرب وتأتي ردود أفعاله سهلة في المتناول يستوقفنا الأمر بحالة من الرضا أو الاستغراب وذلك عبر الموروث الطويل في الذاكرة من كل حلقات البرنامج العامرة بالصراعات والاشتباكات.
2- بخصوص اللاعب نفسه فقد تعرض عبر الشهور الماضية لحملات إعلامية وجماهيرية قادرة على تدميره وانتهاء صلاحيته كلاعب كرة، وذلك بسبب توقيعه للزمالك ثم للأهلي الذي أخرجه في النهاية عبر تركي آل شيخ إلى فريق أهلي جدة السعودي.. كل هذا كفيل بخروج أي لاعب أو نجم عن طبيعته وتركيزه، لكن السعيد ظهر خلال البرنامج بهدوءٍ يُحسد عليه، وعقب اكتشافه للمقلب ابتسم واحتضن رامز جلال وانتهى الأمر ببساطة تكشف عن قدرات خاصة للاعب في التعامل مع الضغط، وهو ما يكشف كيف يتحمل اللاعب الضغوط الكبيرة على العشب الأخضر ويستطيع الاحتفاظ بالكرة بل وحل المشكلات بطريقة مختلفة داخل الملعب وإرسال الكرات الحريرية لزملائه في الهجوم لتسجيل الأهداف.
3- شهدت الأيام القليلة الماضية مناوشات بين جماهير قطبي الكرة المصرية حول ظهور نجوم الفريقين في البرنامج حيث اعتبر جمهور الزمالك اكتشاف شيكابالا للمقلب سابقة فريدة من نوعها في الوقت الذي صرخ فيه تريزيجيه وقام هو وزميله السابق بالأهلي بضرب رامز .. السعيد اليوم قام بتغيير نتيجة مباراة السوشيال ميديا، حيث أكمل المقلب للنهاية بأعصاب هادئة دون أن يلجأ للسب مثل شيكابالا، أو الضرب مثل تريزيجيه وسعد سمير، كما أنه في الأخير أعرب عن انتمائه للأهلي، حتى لو من باب مغازلة جمهور الفريق الأحمر.
4- هدوء السعيد يعيدنا للصورة الذهنية الكلاسيكية عن المشاهير، والتي حار فيها الجميع، هل يجب أن يكون النجوم طوال الوقت في حالة ثبات وهدوء بصورة تجعلهم دائمًا بلا أخطاء لدى الجمهور، أم أن النجوم بشر مثل الجميع، يجب أن يظهروا انفعالاتهم بصورة واضحة وأن يطلقوا تلك التصريحات التي توصف “بالنارية” ؟!
بلا شك السعيد من أنصار الأولى، بعد شهور من إثارة الجدل بسبب موقفه من الأهلي يعيد الهدوء للمشهد شيئًا فشيئًا بذكاءٍ ليس غريبًا عليه، في كل الأحوال ضرب السعيد كل العصافير بحجرٍ واحد، غازل جمور الأهلي الغاضب عليه، وأفلت من فخ الانزلاق نحو اهتزاز صورته المعروفة بالعقلانية والحكمة في التصرف، والأهم أنه أفلت من الدخول تحت التأثير الصوتي “تيت” الذي لا ينجو منه أحد بسهولة.