حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات

  • أنا من جيل ساهمت الدراما التليفزيونية في صياغة شخصيته، كانت الدولة هي جهة الإنتاج الرئيسية، وبطل المسلسل الأول هو النص، رواية أو قصة قبل أن يكون سيناريو وحوار، التصوير يبدأ بعد نهاية الكتابة، والعرض يبدأ بعد نهاية التصوير، شاهدت أول ما شاهدت مسلسل “الأيام”، عن رواية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين الشهيرة. تخيل وقع سيرة الرجل الذاتية المُلهِمة في نفس طفل لم يتجاوز بعد عمر العاشرة، توالت المشاهدات، وتتابعت المسلسلات، حتى شغلت كلُ منها مساحتها الخاصة في وعي ووجدان الجيل، فصرنا نستدعيها بعشق مرددين مسلسل كذا ومسلسل كيت، بينما نعيش دراما ورش الكتابة في عصر مسلسل فلانة ومسلسل علان.


    نرشح لك – حسين عثمان يكتب: علي الحجار مش بيهزر!

  • تراجعت مساحة البرامج التليفزيونية في مواجهة سطوة المسلسلات، وأصبحت البرامج المواكبة لأجواء شهر رمضان، تظهر على استحياء أمام غلبة برامج الترفيه والتسلية، المُستَخِفة بعقول وقلوب الضيوف قبل المشاهدين، ولكن فنان صاحب رسالة مثل المطرب الكبير علي الحجار، يمارس هوايته هذا العام في العزف المنفرد والسباحة ضد التيار، فنعيش بصحبته عبر برنامج “مصري” المذاع يومياً قبل الإفطار على شاشة DMC، صورة غنائية مُبهِجة، يجدد من خلالها الدعوة إلى العمل والإنتاج. كما ينبه إلى ضرورة الحفاظ على صناعات وحرف يدوية مصرية أصيلة، تكاد تنقرض وتذهب أدراج الرياح، برنامج “مصري” يجدد نسيج الهوية المصرية، ويحفظ للبرامج التليفزيونية تواجدها أمام طوفان مسلسلات التيك أواي.
  • منحني موقع إعلام دوت أورج، شرف مشاركة مجموعة من المتخصصين في مجال الموسيقى والغناء، في تقييم تترات مسلسلات رمضان هذا العام، حيث قام كلُ منا بمنح كل تتر درجة من عشرة مع التعليق عليه، وبعد تجميع التقييمات وحساب النتائج، حازت المطربة ياسمين علي المركز الأول بتتر “اتفائلوا بالخير” بمسلسل “أمر واقع”، وجاءت المطربة نسمة محجوب في المركز الثاني بتتر “حبي ليك” بمسلسل “ليالي أوجيني”، بينما تقاسم المركزالثالث المطرب وائل الفشني بتتر مسلسل “طايع”، والمطرب حسين الجسمي بتتر “شرع السما” بمسلسل “أبو عمر المصري”، التترات المميزة موجودة، ولكن على الهوامش، التتر لم يعد أحد أبطال المسلسل كما كان في دراما زمان.
  • جماهيرية محمد رمضان لا ينكرها عاقل، ولكن في نفس الوقت تبقى حقائق لا يتجاهلها إلا المغرور المُتعالي من النجوم، منها أن النجم لا يتوهج إلا بين النجوم، وتقدير مواهب وأعمال الآخرين هو من تقدير النفس، محمد رمضان ينشغل بتأكيد نجوميته أكثر من انشغاله بفنه، تفاخره بأجره أو سياراته أو بمليون جنيه تبرع به لمؤسسة خيرية، أهم عنده من متابعة أعماله وصداها عند الجمهور أو النقاد، الراحل الكبير محمود مرسي بعدما قدم ثلاثية نجيب محفوظ في التليفزيون، لم يُكابِر فأقر بتفوق الراحل الكبير يحيى شاهين عليه في أداء شخصية سي السيد في الثلاثية السينمائية، إدارة الموهبة أهم من الموهبة يا رمضان.
  • قيمة الأسرة حاضرة بقوة هذا العام في مسلسل “بالحجم العائلي”، المؤلف الشاب محمد رجاء بعدما قدم مسلسل “الطوفان” بصحبة مجموعة من المؤلفين، يقدم نفسه منفرداً بقوة مع الكبار يحيى الفخراني وميرفت أمين، وبرؤية متميزة معتادة من المخرجة هالة خليل، المسلسل يستعرض في إطار كوميدي مُبهج عدة مشكلات معقدة ومتداخلة، نتجت في الأساس عن انفصال الأم بأولادها، نتيجة اختيار الأب أن يمارس هوايته في الطبخ بعدما اعتزل العمل الدبلوماسي، ومحاولات الأب الجاهدة المُصِرة على لم شمل الأسرة، وعبر ثلاثة أجيال، الوالدان والأبناء والأحفاد، تظهر قيمة تواصل الأجيال، وضرورة أن تبقى حاضرة بقوة طالما استمرت الحياة، “بالحجم العائلي” دراما من زمن فات.