مينا عادل جيد يكتب: مدفع الإضحاك (4).. محمد رمضان ومدعو "الأي حاجة"!!

نحن كجمهور؛ منا من ينظر للفن على أن له دور إرشادي أخلاقي، ومنا من ينظر له على أنه حدوته ممكن تكون بتدور حول الخير أو الشر المهم المتعة، لو أخذنا محمد رمضان كمثال هنشوف ده بوضوح، قدم محمد رمضان دور البلطجي الخارج عن القانون فهاجمه مدعوا الأخلاق والفضيلة، وهذا العام يقدم رمضان دور الضابط الوطني الشهم النصف إلاه، الذي يطبق القانون على أهل بيته، فهاجموه مدعوا الأي حاجة.

نرشح لك – مينا عادل جيد يكتب: مدفع الإضحاك (3)

وفي الحقيقة الجدل ده مش ابن النهارده، ده داير من سنين ومحير الفلاسفة ذات نفسهم، وفي كتاب مباديء الفلسفة تأليف أ. س. رابوبرت طُرح سؤال “هل الفن يجب أن يخضع للغرض الذي يرمي إليه علم الأخلاق أو أنه فوق ذلك”؟ ذهب قوم ومنهم «رسكن» إلى أن الفن يجب أن يكون أخلاقيا، وأن أهم ما يجب على الفنان أن يشرك الناس معه في عواطفه الشريفة، وليس هناك شيء وراء الأخلاق يصح أن يقصد من الفن، وذهب آخرون إلى أن الفن إنما يبحث عن الجميل لا عن شيء وراءه، إنما يهم الفن جمال الشكل، أما الموضوع فليكن ما يكون؛ َ ليكن رذيلة أو جريمة، وذهب بعض علماء الجمال إلى أبعد من هذا فقرروا أن «علم الجمال أعلى شأنًا من علم الأخلاق»، وأن النظر في الجمال والبحث فيه أرقى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان، وأن ذوق الألوان أهم في رقي الإنسان من الحاسة التي تدرك الخير والشر.

إذا الموضوع ده ليلة كبيرة سعادتك، ودوامة مفيهاش رأي صح تماما أو رأي خطأ أبسلوتلي، فمن مصلحتنا وتوفيرا لوجع القلب أننا نقيم الأعمال الفنية طبقًا للجودة الفنية للعمل وأداء الممثلين ورؤية المخرج وذكاء الحوار، لا من حيث رسالته.

واحنا لسه بنتكلم عن محمد رمضان لو متابع بوستاته المتعالية على السوشيال ميديا، ولو طالبة معاك تحط رمضان في علبة أخلاقية، فيمكننا من هذه التصرفات أن نفعل ذلك، ولكن مش من زاوية هو فاكر نافسه ليوناردو دي كابريو.

يمكننا بالفعل أن نضع تصرفات محمد رمضان الصبيانية على مواقع التواصل الاجتماعي في ميزان الأخلاقي وغير الأخلاقي، ولكن ليس من صالح أحد أن نضعه في ميزان الذكاء والغباء لأن رمضان بالفعل ذكي فنيا ويعرف جمهوره جيدا ولا أريد أن أبالغ وأصدمك واقولك إنه عارف المصريين أكتر من ناس مثقفين كتير.