مع آلة إيقاع عجيبة لا تستعمل إلا لهذا الطقس الجميل وصوت الخمسة دقات الشهير و نداء “اصحى يا نايم وحّد الدايم” نعرف جميعا المسحراتي. والمسحراتي لقب بيطلق على شخصية تطوعت لإيقاظ الناس قبل آذان الفجر بوقت مناسب لتناول وجبة السحور الرمضانية.
نرشح لك: أحمد شبكة يكتب: ع الأصل دوَّر (5).. الكاميرا الخفية من الحضن إلى الشتيمة!
طبعا وغالبا ماعدش حد بينام دلوقتي قبل السحور والفجر إنما ما زالت محافظة على تواجدها في بعض الأماكن الشعبية في مصر المحروسة و اللي أتمنى إنها تستمر كموروث مصري رمضاني مميز.
وأصل الموضوع الأستاذ “عنبسة بن إسحاق” وده كان والي على مصر سنة ٢٢٨ هجرية، وكان بيعدي على رجليه يصحي الناس تتسحر. أما المهنة نفسها فأول من عين واحد مسحراتي كان الفاطميون طبعا.
والمسحراتي بيستخدم قطعة من الجلد يدق بيها على طبلة صغيرة اسمها الباز، أما الأصل اللي كان هاممني شخصيا فهو أصل برنامج “المسحراتي” اللي كتبه أبو الشعراء مولانا فؤاد حداد رضى الله عنه وأرضاه ولحنها شيخنا وحبيبنا رضى الله عنه برضو وأرضاه الشيخ سيد مكاوي.
نرشح لك: أحمد شبكة يكتب: ع الأصل دور (4).. وحوي يا وحوي
يقال إنه كانت الإذاعة المصرية -اللي ليها السبق كالعادة- بتدعو ملحنين كتير لتلحين المسحراتي بمصاحبة الفرقة الموسيقية، ولما جه الدور على الشيخ سيد مكاوي أصر على حاجتين: أولا إنه يغنيها بنفسه وثانيا إنه يستغنى عن الفرقة الموسيقية تماما ويقدم المسحراتي بطبلة المسحراتي فقط، طبعا النجاح منقطع النظير خلى الشيخ سيد يغرد منفردا وأصبح المسحراتي في الإذاعة ومن بعدها التليفزيون لا يسحر إلا بصوته ولا يستعمل إلا الباز والجلدة.
وعلى عهدة مجلة الإذاعة والتليفزيون إنه في عام ١٩٦٤ كان أول حلقة مسحراتي كتبها فعلا العبقري صلاح جاهين، ونشرت صورة لعم صلاح والشيخ سيد أثناء تسجيل الحلقة الأولى إلا إن عم صلاح فاجأ الجميع واعتذر عن كتابة الحلقات وأصر إن الأقدر عليها هو صديقه فؤاد حداد.
أنا طبعا ماعرفش ومش قادر أتصور شكل المسحراتي بقلم عم جاهين كان هيبقى عامل ازاي إنما أقدر اتفق معاه إنه أهدانا كنز لما رشح عم فؤاد اللي بيقول:
اصحى يا نايم وحّد الدايم
وقول نويت بكره إن حييت
الشهر صايم والفجر قايم
اصحى يا نايم وحّد الرزاق
رمضان كريم
مســحـراتي
مـنـقـراتي
وأنا قلبي راضي
أنا قلبي رايق
أنا قلبي طايق
سبع طرايق
على الوريد
الأوله دي
عيون ولادي
صبح ميلادي
بتاريخ جديد
والتانيه ساير
تحت المناير
رمضان يناير
طالع سعيد
والتالتة عيني
على البريد
بينك وبيني
سكة حديد
والرابعة داخ اللى
قلبه داخل لى
يبقى دا خلّى
بالأكيد
والخامسة أمسِي
فرش فى شمسي
أنا اللى همسي
صبح نشيد
والساتّه يومي
جميل فى قومي
أنا اللى صومي
وصلاتي عيد
والسابعة بشرى
من قبل بكره
على كل أكره
يبقى لى إيد
عصر العجايب
جايب مجايب
جايب ما جاب لي
والمشى طاب لي
والدق على طبلي
ناس كانوا قبلي
قالوا فى الأمثال:
“الرجل تدب مطرح ماتحب”
* * *
وانا صنعتى مســحـراتى فى البلد جوال
حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال
وكل شبر وحته من بلدى
حته من كبدى
حته من موال:
يا ليلى يا عين أنا حالف ما اغمض عين
دا أنا إن شقيت قلت آه ريحت قلت آهين
صبح الشقا زين
لعيون تزامل قمر كامل يؤانسها
وعيون كما العيله دايره بفوانيسها
وعيون تقول أنا حاهدى الفجر موالى
ولا حد يسهر ليالى وفى الأوان يسهى
اصـحى يا نايم وحّد الدايم
السعىُ للصوم خيرٌ من النوم
دى ليالى سمحه نجومها سبحه
اصـحى يا نايم.. يا نايم اصحى
وحّد الرزاق
ودخل عم فؤاد حداد من باب المسحراتي وقفل الباب وراه وتربس ونام وماحدش دخل ولا هيدخل بعده.
وإلى أن نلتقي مع الأصل الجاي أتمنى لكم صيام مقبولا وسحورا خفيفا وليالي رمضانية ممتعة..