رباب طلعت
باتت الإعلانات التجارية والخيرية، المُذاعة على شاشات التلفزيون خلال شهر رمضان المبارك، أحد نجوم المنافسة في الموسم السنوي، مثلها كالملسسلات، خاصة أن أكثرها أصبح يعتمد على وجود الكثير من الفنانين فيها، كوجهًا إعلانيًا لها، وقد كان لإعلانات 57357، حيزًا كبيرًا من الاهتمام، خاصة بعد ما أُثير على السوشيال ميديا من جدلٍ عن الحملة الدعائية الأخيرة للمستشفى، بسبب الاستعانة بممثلين يروون قصصًا حقيقية لمتحدي مرض السرطان، بدلًا من الأبطال أنفسهم.
“إعلام دوت أورج” تواصل مع المخرج محمد هشام الرشيدي، مخرج الإعلان، والكثير من الحملات الدعائية الأخرى، سواء للمستشفى أو غيرها، وأجرى معه حوارًا، نلخصه في التصريحات التالية عن ما قبل دخوله لعالم الإخراج، وما يجري داخل كواليس عالم الإعلانات:
1– دخلت عالم السينما منذ كنت في الرابعة من عمري، لعمل والدتي في مجال الإخراج، فهي خريجة معهد السينما، وكانت تأخذني معها للتصوير، ما خلق عندي شغفًا كبيرًا بالمجال، وأصبحت هوايتي مشاهدة الأفلام، والسؤال عن كيفية صناعتها، وصار حلمي أن أصبح مخرجًا وأنا طفلٌ.
نرشح لك: لماذا استعانت ٥٧٣٥٧ بممثلين في إعلانات القصص الحقيقية؟
2– بداية السعي لتحقيق الحلم كانت في الرابعة عشر من عمري، عملت في مجال البرامج كمساعد مخرج تحت التدريب في أكثر من قناة، لكن الروتين لم يستهويني داخل القنوات، والتحقت بعدها بالأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وأصبحت مخرجًا للبرامج وأنا 17 عامًا، لكني قررت ترك كل ذلك لدخول عالم السينما والمسلسلات والإعلانات، وهو ما وجدت نفسي فيه، وأصبحت أدرس كل ما يتعلق بالمجال، فالمخرج مدير مشروع، ولكي ينجح يجب أن يفهم جيدًا كيفية عمل كل الأدوات من حوله، فدرست مونتاج، وحصلت على certificate من شركة apple فيه، وعملت فيه فترة قصيرة، ثم تدرجت كمساعد مخرج، لأكثر من مخرج مشهور، ولكني لم أكن مساعدًا ماهرًا، وذلك الطريق الوحيد في مصر لكي أصبح مخرجًا فيما بعد.
3– قررت السفر بعد ذلك للالتحاق بأكاديمية new york film لدراسة film making، وعند عودتي لمصر أخرجت أول حملة إعلانات لمستشفى 57357 عام 2013، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، ومنها بدأت طريقي كمخرج إعلانات، كان أبرزها: (بنك التعمير و الإسكان، وتحيا مصر، والقصر العيني، ومصر للطيران، ومستشفى ٥٧٣٥٧، ومصر الخير، وبنك الطعام، ومدينة زويل، ووزارة الداخلية، والمجلس الأعلى للانتخابات).
4– الإعلانات بشكلٍ عام قائمة على مبدأ أن المعلن “بيدفع فلوس” لصناعة إعلان ينجح في إيصال رسالة للمشاهد، أو يُعرف نفسه له من خلاله، وبالتالي يحصل على أموالًا أكثر من التي دفعها بكثير، وذلك ما يحدث في المجالين التجاري والخيري على حدٍ سواء، ولكن ما يُفرق إعلانًا عن آخر هو المصداقية، وذلك ما حرصت عليه في إعلاناتي، ألا أوحي للجمهور بأشياء غير موجودة في المنتج أو المؤسسة، فالتميز هو كيف تبني في أقل وقت كل الرسائل التي تريد إيصالها.
5– مؤخرًا أصبح الفنانين يتنازلون عن أجورهم في أي إعلانٍ خيري، ومنهم تامر حسني، والشاب خالد، ونستعين بهم في الإعلانات لأنه جرى العرف في مصر أن وجود الفنان في الإعلان يلفت النظر أكثر له، “وبيعلق مع الناس”، ولكن الأهم من مشاركة الفنان في الإعلان توظيفه، فهناك أفكار لا تحتاج لوجود نجوم، وإن تواجدوا “بتمسخ وتكون وحشة” فالأهم في أي إعلان الفكرة،
6– حرصت دائمًا على وجود حالات حقيقية في إعلاناتي الخيرية، لكن في الإعلان الأخير لمستشفى 57357، من فكرة أيمن صلاح، استعنا بممثلين يروون قصصًا لحياة أبطال حقيقيين هزموا السرطان، وذلك لأن الحالات الحقيقية لم ترغب في الظهور بنفسها، ونوهنا على ذلك في نهاية الإعلان.
!فى واحدة ممكن تتجوز وتبقا ام من جنيه؟
#مستشفى57357فى واحدة ممكن تتجوز وتبقا ام من جنيه؟! نور بقت ام من جنيه اتبرع بيه المصريين لمستشفى57357 علشان نور واللى زيها يخفوا .. #لسة_زكاتك_صدقتك_هتعمل_كتير #ولسه_الطريق_طويل #بجنيه_على_جنيه هنكمل المشوار.للتبرع : https://www.57357.org/donation/?camp=c2
Posted by مؤسسة مستشفى سرطان الاطفال 57357 on Thursday, May 31, 2018
7– أغلب الأطفال في إعلانات 57357 التي صورتها كانوا حالات حقيقية، والكثير منهم بعد نجاحه في الإعلانات أصبح يشارك في المسلسلات والأفلام، كنجومٍ صغار.
8– التعامل مع الأطفال في تصوير الإعلانات بشكلٍ عام صعب ومتعب، خاصة لو كان مريضًا، فيكون له حساباتٍ أخرى، فمثلًا في أحد إعلانات 57357، كان معنا طفلة وانتهت تقريبًا من تصوير أغلب مشاهدها، ولم يتبقَ سوى القليل، ولكنها فجأة وبدون مقدمات قررت التوقف، وعدم استكمال المشاهد، فتحول اللوكيشن لـ”حضانة” لكي نرضيها، ولم تعد بالفعل للتصوير إلا بعدما أحضرنا لها لعبة معينة طلبتها.
9– أوبريت “نفس المشوار”، من أكثر الإعلانات التي نفذتها هذا العام، وكنت مستمتعًا بكل تفاصيلها، من بداية التصوير، والطاقة الإيجابية الكبيرة التي خرجت من الجميع، ومنذ أن جلست مع عزت أمين صاحب الفكرة، وبدأنا في مناقشتها، وقد بأدنا تصويره قبل رمضان بأيام، واستعنا بأطفال حقيقين من 57357، لكي يحتوي على روح المستشفى، ويصدقه الناس، وبالفعل كانوا مُبهرين.
10– من ضمن المشاركين في الإعلان طفلة اسمها “فريدة” وكان مشهدها هو أنها تُغني لدميتها اللعبة، وتشرح لها ما ستفعله في غيابها، ووجدناها بدأت في الغناء واللعب دون توجيه من أحدٍ منا، وصورناها في مشهدٍ طبيعي تمامًا، دون تدخل مننا، أو استعداد للتصوير، ما جعل الإعلان يظهر بشكلٍ طبيعي جدًا، دون تمثيل.
11– لم أقدم برامج بعد “ميني داعش” لأنه لم أجد أفكارًا مميزة تجذبني، وبعد الهجوم الذي حدث عليّ بعد البرنامج، لا أريد تكرار التجربة، لأنها كانت متعبة نفسيًا جدًا، وأريد خلال الفترة المقبلة التركيز أكثر في مجال السينما، وسأخوض أول تجاربي السينمائية قريبًا، وسأبدأ التصوير في أكتوبر المقبل، وهي تجربة جديدة جدًا، لم تحدث من قبل في الشرق الأوسط.
12– لا يوجد فرق بين صناعة السينما والإعلانات، فالمخرج الذي يستطيع إخراج فيلم ينجح في الإعلان وغيره، لكن الإعلانات تريد مخرج له قدرات وفكر تسويقي أكبر من السينما، لأن الأخيرة تحتاج إلى فن وعمق فكري أكثر.
13– شارك الكثير من مخرجي السينما هذا العام في الإعلانات، منهم شريف عرفة ومروان حامد، وأولئك يعلمون جيدًا أن أي خطوة يخطونها سينجحون فيها، وعندما قرروا دخول مجال الإعلانات، كانوا واثقين أنهم “قدها”، وذلك ما يجعل إعلاناتهم مميزة كل عام.