أحمد عبد الغني يكتب: رمضان ما بين المسلسلات والإفتاءات

رمضان كريم جدا.. والمصريين دائما مختلفين عن الآخرين.. وخاصة في رمضان.. لأننا بنتحول إلى مئة مليون ناقد فني.. مئة مليون مفتي.. بالإضافة إلى مليون خبير كروي..

نرشح لك – ملخص رمضان 2018 في 27 كوميكس

رامز والضيوف بيمثلوا على الجمهور.. والجمهور بيصدق التمثيل وبينتظر الحلقات بشغف لنقدها ولمتابعة ردور أفعال الضيوف.. ثم نبدأ في الانقسام بين أهلي وزمالك لو كان أحد الضيوف من لاعبي أو مدربي أحد الفريقين.. أو ننقسم ما بين محب وكاره لأحد الفنانين الضيوف.. وننقسم ونتوغل وننتشر ونتبادل السب والقذف على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الدفاع عن فنان أو لاعب..

عادل إمام ظهر عليه الكبر في السن ولابد أن يعتزل ومسلسلاته تفشل عاما بعد عام.. هذا كلام الخبراء المصريين من الجماهير والمشاهدين.. لكن النقاد الحقيقيين يرون العكس ويرون أنه قد نجح هذا العام.. ويبدأ الجمهور في الانقسام ما بين مؤيد ومعارض وما بين مقارن لكتابات يوسف معاطي لعادل إمام وكتابات هذا العام.. وكالعادة خناقات وسب ولعن على مواقع التواصل الاجتماعي..

محمد رمضان أسطورة وسيفسد جيلا كاملا من الشباب.. عمرو يوسف صعيدي بعيون ملونة.. ياسر جلال واضح إنه أطلق العنان لذقنه وليس لخياله.. هكذا كانت آراء الجمهور الناقد.. وليس النقاد الحقيقيون.. حيث إننا غالبا نتمسك بالشكل وننتقده وليس المضمون.. تتضخم الأمور بيننا بسبب الشكل.. لأننا عاطفيون فقد أحببنا ظافر العابدين رغم أنه يخون زوجته في المسلسل.. نبحث عن يوسف الشريف لأنه اختفى في كفر دلهاب منذ العام الماضي ولم يعد إلى الآن.. نبتسم عندما نرى فتحي عبد الوهاب أو عمرو عبد الجليل على الشاشة.. نعجب بالجان هاني سلامة رغم ضعف أدائه أحيانا إلا أن وسامته تنقذه وتغفر له كل خطاياه.. ننتظر رؤية أبو عمر المصري -أو أحمد عز سابقا- رغم بُعد الشخصية والقصة والحوار تماما عن الرواية الأصلية للدكتور عز الدين شكري.. اختفت هيفاء بعدما أدرك الجمهور ضعف أدائها على مر العصور وواضح أنها حتى أصبحت لا تثيرهم حاليا أو أن عناصر الإثارة اختلفت لديهم.. اختفت أيضا مي عز الدين وواضح أن رسائلها غير مفهومة أو لم تصل إلى العنوان الصحيح..!!

هذه عينة من عينات النقد الفني المصري.. الذي ينتقد أشكال الممثلين وأسماءهم وأماكن التصوير فقط لا غير.. لكن أين النقد البناء الذي يرى الخطأ ويبرزه ويوضحه للممثل وللقارئ؟.. لا يوجد.. كلنا نقاد لمجرد النقد فقط لا غير..

أما عن برامج المطبخ فحدث ولا حرج.. تبدأ فقرة المطبخ ويتحول كل المصريون إلى طباخين وأساتذة في المطبخ.. والأغرب أن نفس البرامج في كل القنوات مكررة من الأعوام السابقة مع تغيير مقدمي البرامج.. نفس الأفكار.. نفس الخلطات.. نفس الطبخات.. وياليت النساء تتعلم.. لا جديد لديهن.. نفس التقليد والتكرار.. يشاهدن تلك البرامج وفي الآخر المحصلة كشري أو عدس أو مسقعة.. وترى النساء ينتقدن تلك البرامج بعد مشاهداتها ويخبرن الرجال من حولهن أن تلك البرامج لا تفيد ولا تقدم جديدا.. وأن أكلهن أفضل بكثير… وترجع تقولك أصل المسألة بالنفس..!!

أما عن البرامج الدينية على كل الفضائيات وأسئلة المشاهدين والصائمين كما هي العادة في كل عام.. نفس الأسئلة المكررة والمملة والمحفوظ إجاباتها مسبقا.. ولكننا لا نتعلم ولا نمل ولا نكل ولانهدأ.. ولذلك تفسير واحد؛ إما أننا حقا لا نتعلم أو أننا حقا نعلم الإجابة مسبقا ولكننا نريد أن نهرب من الحقيقة.. والحقيقة أن المشايخ والعلماء لدينا لديهم صبر جميل على الرد على نفس الأسئلة بدون ملل.. لكن أجدد سؤال في مواقع التواصل الاجتماعي حاليا، وقد تسابق الكل في الإجابة عليه والإفتاء فيه، كان: لماذا فرض الله علينا الصيام في رمضان؟؟ وإذا كانت الإجابة لنشعر بالفقراء فلماذا يصوم الفقراء..؟؟ أما باقي الأسئلة المكررة من نوعية:

1- هل استعمال مزيلات العرق في نهار رمضان يفسد الصوم؟؟ وأعتقد أنهم لابد من الإفتاء بشرعيتها وإلا سنموت مخنوقين..

2-هل القٌبلة بين الأزواج حرام في نهار رمضان؟؟ وهل هي جائزة بعد الإفطار؟؟

3- وهل السلام باليد على أمراة يبطل الصوم..؟؟

ولكن الأغرب كان هذا العام عن السؤال عن المواقيت وهل التقويم الهجري صحيح أم لا؟ وماذا عن شهر النسيء..؟؟ وماذا عن اكتمال القمر في ليلة الثاني عشر من رمضان هذا العام..؟؟ أسئلة كثيرة وأراء متضاربة ومختلفة؛ والأهم.. إن المصريين يفتون..!!

أما عن كرة القدم ومنتخب مصر واستعداده لكأس العالم، فلا نجد سوى كلمة رامز جلال الشهيرة.. لاموري في زوري..!!