رباب طلعت
14 عامًا في مجال الإعلانات، هي العمر المهني للمخرج كريم بدر، مُخرج أحدث إعلانات حديد الجارحي – أغنية كأس العالم- الذي بدأ في المجال كـ”creative director“، ومنتج، كما له تجارب في مجال الإعلام بعمله في قناة القاهرة والناس، وحاليًا قرر مع مجموعة من الشباب عمل “وورك شوب” لكتابة الإعلانات وإخراجها، تزامنًا مع قراره، للتركيز على مجال الإخراج الإعلاني.
نرشح لك: 11 تصريحاً لمحمد ثابت.. المنسق الإعلامي المصري في روسيا 2018
“إعلام دوت أورج” تواصل مع “بدر” للحديث عن صناعة الإعلان من وجهة نظره كمخرج، للعديد من الإعلانات الشهيرة في رمضان 2018، منها مندولين -الشيكولاته اللي بتتكلم- وبنك التعمير والإسكان، وأحدثهم أغنية حديد الجارحي لكأس العالم، التي طُرحت خلال اليومين الماضيين، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1– الفكرة والرسالة هما أساس نجاح أي إعلان، “الفكرة حلوة، بتشد الناس، ولا هتعدي؟!”، هي العمود الأساسي في بناء الإعلان، ولا يُشترط أن تكون ذات ميزانية كبيرة، وردود الأفعال عليها هي من تجعلنا نحكم على نجاحها: “وصلت رسالة ولا لا، وحققت تارجت ولا لا؟!”.
2– مشاركة النجوم في الإعلانات لها سبب أساسي، وهو ثقافة الشعب، فنحن كمصريين، نحب تواجد النجوم في حياتنا، نتابع أخبارهم، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف ونشاهدهم في المسلسلات، وهكذا، وثقافة نسبة كبيرة مننا قد تصل إلى 60 مليون على أقل تقدير، بُنيت من الدراما والتلفزيون، لذلك فوجود فنان في إعلان شيئًا عظيمًا عند المشاهد، سواء كانت الحملة لعمل خيري أو غيره، فهم يضيفون له، ويجذبون الجمهور له.
3– من وجهة نظري كمخرج ليس شرطًا أن يعطي وجود الفنان في إعلان لمؤسسة خيرية مصداقية لها، ولكن من الطبيعي أن المخرج عند اختياره للنجوم في إعلانه، يراعي هل يناسب المنتج أم لا، وفي النهاية فإن الفكرة أهم من النجم في الإعلان.
4– رسم فكرة الإعلان ليس أمرًا سهلًا، ويحتاج للكثير من التفكير، لأن الهدف من الفكرة توصيل رسالة، فمثلًا في حملتنا الأخيرة عن بنك التعمير، كان هدفنا هو أن نخبر أكبر قطاع من الجمهور من كافة المستويات، وعلى مستوى المحافظات، أنه حدث تطويرًا في البنك، خارج إطاره المعتاد بشراء سكن وغيره، بل يمكنك استخدام بطاقات دفع فواتير الكهرباء والمياه وتحويل الأموال وغيرها، فصنعنا عالمًا افتراضيًا مبنيًا على الصدف الصعبة، إن لم تكن المستحيلة، “إنك تروح الملاهي تقابل محصل الكهربا”، أو “في السينما تشوف واحد ليك عنده فلوس” وهكذا.
5– في “مطبخ” الإعلانات يبدأ العمل على الفكرة، بعد كتابتها بأننا نجلس “لتفصيص” أصعب ما سيواجهنا في تنفيذها لخروجها على الشاشة بالشكل المطلوب، وعادة ما يكون في اختيار الممثلين، فمثلًا في إعلان بنك التعمير، بحثنا كثيرًا على الممثلين، واخترناهم قبل التصوير بـ24 ساعة، لأننا كنا نبحث هنا عن ممثلين محترفين ولكن “مش محروقين”، وكذلك يجب أن يشبهوا بعضهم، ليظهروا كعائلة واحدة، ومن ثم يبدأ التفكير في “اللوكيشن” و”المونتاج” وغيرها من الأمور المهنية.
6– تطور تكنولوجيا تصوير الإعلانات، أضاف إمكانيات أكثر في أيدينا، بأن نخرج صورة أفضل، كما أن استخدام الجرافيك سهل علينا حذف وتغيير تفاصيل في الصورة، بدلًا من إعادة تصويره، فكلما كان “عندك تكنولجي عندك فكرة أكبر”، ونحن لم نصل لمرحلة التطور التكنولوجي العالمي، لكننا نأخذ خطوات سريعة في ذلك المجال، وقد حصل اثنين من المخرجين المصريين على مراكز متقدمة في التصنيف العالمي، ولكن يظل أهم ما في الإعلان قبل التكنولوجيا الأدوات والممثلين واللوكيشن.
7– دخول مخرجي السينما لعالم الإعلانات أحدث فيها تطورًا ملحوظًا، فأنا مثلًا أعشق مروان حامد، وتربطني به علاقة طيبة، والكثير من مخرجي السينما في العالم كانت مرجعيتهم إعلانات، لأنها صناعة مبهرة، وصعبة، لأنه مطالب بتوصيل رسالة في 40 ثانية على الأكثر، تستخدم فيها كل عناصر فيلم السينما.
8– من المواقف التي تؤكد دور مخرجي السينما في عالم الإعلانات، منذ عدة سنوات اشتركت في إعلان مع المخرج مروان حامد، وأخبرنا أنه قرر أن يحضر من هولندا “موشن كونترول” ولم نكن نعرف وقتها ما هي، ففتح “اليوتيوب” ليعرفنا عليها، وهي عبارة عن كاميرا كبيرة تأخذ أوامرها عن طريق الكمبيوتر، وتتحرك بشكلٍ كامل في مكانها لتأخذ شوت كامل، وقد أخرج إعلانًا عظيمًا وقتها، والجدير بالإشارة إلى أن أهم سبب في تصوير الإعلان “صح” توجيه الممثل، وبالطبع مخرجي السينما معتادين على ذلك.
9– التعامل مع الممثلين في الإعلان أسهل من الفراغ، فمثلًا في إعلان ماندولين “بنصور حاجة فاضية”، فمطلوب منا أن نتخيل ونتوقع كل شيء، ونفكر هل سيحبها الجمهور أم لا، فعملها نراه بعد التصوير وليس أثناءه مع البشر، الذين من السهل مشاهدة أدائهم وبالتالي نعيد التصوير للوصول للشكل الأفضل.
10– فكرة الإعلان ليس لها حسابات هندسية، فهي تحتاج لتركيز وتفكير كبير، وأحيانًا تتطلب أن ينفصل الكريتيف عن العالم، بكتاب أو فيلم في السينما مثلًا، ليستطيع كتابتها، “الفكرة ممكن تجيلك وأنت ماشي في الشارع وأنت في حلم، وأنت بتتكلم” وهكذا.
11– أغنية حديد الجارحي، صورنا مشاهدها في إسبوعين فقط، حصلنا على الأغنية مكتوبة من أمير طعيمة وتم تلحينها، وغناها محمد شاهين، وفكرنا كيف نصورها فاخترنا مشجعين كرة قدم حقيقيين، ليظهروا بطبيعتهم “تحس أنهم ناس عاديين”، ولذلك كانت حركاتهم متجانسة في النفق مثلًا، بالرغم أن عددهم 150 شخصًا، وذلك سبب نجاح الأغنية ومحبة الناس لها، “لأنهم طبيعين مش متلمعين”.
12– كل الإعلانات التي تظهر على التلفزيون يتم رفعها على السوشيال ميديا، فلقد تحول في الفترة الأخيرة لسلاح قوي وفتاك، وقناة مهمة “بنعمل لها ألف حساب”، بل أحيانًا نعطيهم وجبة دسمة، برفع نسخة أكبر من التلفزيون.
13– أخرجت فيديو كليب “أشرف التباع” للفنان إياد نصار، مع “أبلة فاهيتا”، وبعدها “كليب” الفنان حسن الرداد، وكانت تجربة انضمامي لهم مفيدة جدًا ومبهرة، فأنا أعتقد أن “أبلة فاهيتا دي اختراع” لأنها من أذكى البرامج الترفيهية على الساحة حاليًا وذلك لعدة أسباب، أهمها تلقائية من يعمل ورائها، فهي “دمها خفيف، وتلقائية، وذهنها حاضر”، كذلك فكرة الارتجال، تُظهرها بشكل طبيعي أكثر، وتقول تعبيرات “مسمعنهاش قبل كده”، فهي عبقرية جدًا.
14– سعدت جدًا بتجربتي معها بالرغم من أنها مرهقة جدًا، لأن للتصوير فيها حسابات معقدة جدًا، فلقد طلبوا مني تصوير “أشرف التباع” في 3 أيام، بعدما استمعت للأغنية، وذهبت للاستوديو فاكتشفت أنه لا يمكنني التصوير خارجه، فقررنا تحويله لموقف ميكروباصات، وعربية كبدة، والتفاصيل التي ظهرت فيها، لأنني تخيلت الفكرة بذلك الشكل بالظبط، وقد نجحنا في تصويرها في وقت قياسي.
15– أبهرني المجهود المبذول في تصوير البرنامج فالكواليس “خلية نحل”، و”الشغل قبل الحلقة مش طبيعي”، فكنت أنا أتحرك، وأذهب للمنزل وأنام، وأعود اليوم التالي أجدهم متواجدين على مدار 4 أيام لتصوير الحلقة.
16– كانت مفاجأتي الحقيقية في ذلك الكليب إياد نصار، حيث كان معي مدرب رقص، لتعليمه حركات “السواقين”، والرقص الشعبي، فوجدته يؤديها ببراعة، حتى إنه كان يضع باقي الأجرة في أحد أصابه، ويحرك فمه بطريقة معينة، اكتشفت وقتها أنه عندما علم بموضوع الأغنية تواصل مع سائقين ليدرس ما سيصوره جيدًا، ما جعلني احترمه بشكلٍ كبير، بالرغم من أنها المرة الأولى التي نشترك فيها معًا في عمل، فهو فنان مجتهد، ويستعد جيدًا، ويسمع للتوجيهات ويلتزم بها.
17– الأغنية لاقت ردود أفعال واسعة، وإيجابية، فتخطت مشاهداتها في عدة أيام 10 مليون مشاهدة، وبعدها صورت أيضًا أغنية حسن الرداد، وتوقف الموسم بعدها، وسنبدأ معهم موسمًا جديدًا، سنكون حريصين فيه على تقديم أفكارٍ جديدة ومختلفة.
18– لكل من التجربتين – الإعلانات والكليبات – صعوبته المختلفة، “كل حاجة ليها الحتة بتاعتها”، ففي الأغاني لديك مساحة أكبر لتقديم الصورة والحركة وغيرها، لأنك لست مطالب بتوصيل رسالة معينة، بعكس الإعلانات، التي تحتاج لإمكانيات كبيرة لإيصال الرسالة في 30 ثانية أو 40 على الأكثر.