نقلًا عن المصري اليوم
طارق الشناوي
يوما ما سأل الشاعر الكبير أحمد شفيق كامل، مؤلف الأغانى المغرقة فى العاطفة والحب والهيام واللوعة مثل (أنت عمرى) و(أمل حياتي) و(الحب كله)، بعد أن تفرغ فى سنواته الأخيرة فقط لكتابة الأشعار الدينية استجابة لنصيحة الشيخ محمد متولى الشعراوى ومن بعدها صار من حواريه، سأله: ما مصير الفنانين والعلماء الكبار الذين أسعدوا البشرية ولم يعتنقوا الإسلام؟ أجابه جهنم وبئس المصير، طيب يا مولانا وكل الخير والسعادة والجمال التى منحوها للبشر ألا تشفع لهم فى دخول الجنة؟.. جاء الرد الفورى سيأخذون فقط ثوابهم فى الدنيا.
نرشح لك.. حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات (2)
تخيلت على الفور نجيب الريحانى الذى لم يترك لنا من وثائق فنية سوى سبعة أفلام، أغلبها غير صالح هندسيا للعرض، إلا أن مدة صلاحية نجيب الريحانى على إنعاش قلوبنا ليس لها تاريخ انتهاء، هل مع كل ضحكة ترشق فى قلوبنا يواكبها سهم من لهب يرشق فى جسد الريحانى، ناهيك عن عذاب القبر الذى واجهه فى مثل هذه الأيام قبل 69 عاما؟!. قبل أكثر من شهر أثيرت تلك الحكاية لإسلام نجيب الريحانى فى برنامج الإعلامى عمرو الليثى عبر قناة (الحياة)، وذلك على لسان السيدة هناء، حفيدة قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، التى أكدت اعتناقه الإسلام فى حضرة الشيخ رفعت، ولم تكن المرة الأولى التى تتردد فيها تلك الرواية، كما أن لدينا أيضا مشاهير أشهرنا نحن إسلامهم مثل انتونى كوين وهتلر ويوسف شاهين وغيرهم، كلما أحب المصريون إنسانا تمنوا أن يعتنق الإسلام، فعلوها أيضا مع أمير القلوب د. مجدى يعقوب وكأن المقايضة للجنة هى الإسلام!!. إعجاب بل تماهى نجيب الريحانى مع صوت الشيخ رفعت حقيقة موثقة، وهو مثل أغلب المصريين والعرب عشقوا صوت الشيخ بعيدا عن الديانة، فلم تكن الديانة أبدا عربوناً للحب.. نعم، كان نجيب الريحانى يحتفظ بالمصحف بجوار سريره، وجدوه أيضا لحظة رحيله، كما أنه فى أحاديثه كثيرا ما كان يستشهد ببعض آيات القرآن، لا يمكن أن تعتبر دلالة مباشرة على إشهار الإسلام.
المخرج يوسف شاهين طالته نفس الشائعة، بينما هو فى حقيقة الأمر لا تفرق معه أبدا الأديان، كان يقول عائلتى بها المسلم (السنى والشيعى والدرزى) والمسيحى (الأرثوذكسى والكاثوليكى والبروتستانتى) وكأنهم مجمع أديان بطوائف متعددة (كوزموبوليتان)، فهو يهمه الإنسان، كما غنى محمد منير فى حدوته مصرية (ولو مالوش عنوان)، نعم كان كثيرا ما يحكى عن لحظاته الأخيرة وكيف يتم وداعه، وتصور أن يخرج النعش من جامع عمر مكرم وأن يصاحبه صوت الشيخ رفعت، ولهذا فإن البعض أثناء وداع يوسف شاهين فى الكاتدرائية اختلط عليهم الأمر واتهموا تلميذه خالد يوسف بأنه يُخفى وثيقة إسلامه. سبق وأن أعلنت «جينا»، ابنة نجيب الريحانى، عندما تسلمت درع تكريم مهرجان القاهرة السينمائى قبل عشر سنوات، أيضا إسلامه، ربما لأنها تصورت أن ذلك يزيد مساحة الحب لأبيها لدى شعب أغلبه مسلمون.
المهندس نجيب ساويرس كثيرا ما يروى أن والدة أحد أصدقائه كانت تقول له كل شىء حلو وجميل فيك يا نجيب ولكن يا خسارة الحلو ما يكملش، كانت تقصد قطعا أنه لا يعتنق مثلها الإسلام!!. أن تحب الإسلام كدين لا يعنى اعتناق الإسلام، ساويرس يقول اللى يقولى أنت مسيحى أقول له أنا مسلم أكثر منك.. المذيع اللبنانى نيشان يحرص وهو يودع أمه يوميا أن يقول لها (لا إله إلا الله) وترد عليه (محمد وسول الله)، ولا يزال نيشان وأمه يذهبان كل أحد للصلاة فى الكنيسة!!.