رباب طلعت
أطلقت “شويبس” قبل ثلاثة أيام حملتها الإعلانية الجديدة، باستخدام وجهين من نجوم الدراما التلفزيونية، الفنان أمير كرارة، والفنانة شيرين رضا، لأول مرة، منذ ما يقارب 30 عامًا، بعد رحيل الفنان حسن عابدين، وجهها الدعائي الأبرز لسنوات كثيرة، ظل فيها يبحث عن “سر شويبس”، في مختلف بلدان العالم، وتوفي قبل أن يجده.
الإعلان اعتمد على اختلاف فكرة البحث عن “السر” التي اعتادتها “شويبس” لسنوات، حتى بعد عودتها عام 2009، كأول إعلان لها بعد وفاة حسن عابدين عام 1989، حيث توقفوا عن إطلاق حملات دعائية تلفزيونية لسنوات، واعتمدوا في الإعلان وقتها على الإشارة لما قدمه “عابدين” من إعلانات في بلدان مختلفة، مذكرين الجمهور بوجهها الأنجح، والوحيد لأعوامٍ.
نرشح لك.. شاهد: سمير الإسكندراني يشجع مصر في روسيا
استمرت “شويبس” في البحث عن “السر” خلال السنوات الماضية، على مراحل متقطعة، بالاعتماد على فكرة المغامرة، والسفر، والسؤال عن “السر”؛ الطريقة التقليدية التي سلكها “عابدين” لسنوات، ولكن بطريقة شبابية وعصرية، أشبه بأفلام المغامرات.
بالرغم من تلك المحاولات، لم تستطع “شويبس” تعويض الفراغ الذي تركه حسن عابدين، خاصة للتطور الذي شهده مجال الإعلانات خلال السنوات الماضية، سواءً بطفرة التصوير السينمائي التي حدثت فيه، أو الأفكار الإبداعية المبتكرة، أو للسبب الأبرز وهو اعتماد العلامات التجارية على الترويج لمنتجها بالاستعانة بنجوم السينما والتليفزيون والرياضة ومؤخرًا الإعلام، إلا أنها دخلت السباق العام الجاري بنجمين من أبرز وجوه الدراما، الجديدين أمير كرارة وشيرين رضا، بفكرة حديثة وهي “الخبرة”، فاستبدلت “السر” الذي مات مع حسن عابدين، بـ”الخبرة” الوليدة الجديدة مع “كرارة” و”رضا”، والتي ما زال مبكرًا الحكم على نجاحها من عدمه، فلقد طرحت من أيام قليلة فقط.
شيرين رضا، قبل أن تصبح فنانة، فهي أبرز الوجوه الإعلانية في الثمانينات، حتى إنها خاضت تجربة التمثيل عن طريق الإعلانات، بعدما نجحت في جذب شريحة كبيرة من الجمهور، وبالرغم من انقطاعها عن كلا المجالين لسنوات طويلة، إلا أن عودتها للتمثيل لاقت قبولًا كبيرًا، خاصة لدى جمهور السوشيال ميديا الذي اعتبرها “أيقونة للشباب”، ثم عادت تدريجيًا للإعلانات، حيث شاركت العام الجاري في إعلان “اتصالات” أولًا، مع مجموعة من النجوم، ثم مؤخرًا في “شويبس”؛ أما أمير كرارة، نجم العام الحالي والماضي، ببطولته لأحد أنجح المسلسلات في مسيرته، “كلبش”، و”كلبش 2″، والذي لاقى إشادات كبيرة عليه حتى إنه أصبح معروفًا بكنية “باشا مصر”، لكن من الصعب أن يعدي إعلان “الخبرة” شهرة إعلان “سر حسن عابدين”، حيث يظل هو وجه “شويبس” الأبرز لسنوات، لكل من عاصره.
هذا الأمر ليس لأن نجومية “عابدين” أكبر من “كرارة” أو “رضا”، ولكن لأنه كان أول وجوه “شويبس” الإعلانية، كما أنه خاطب كل الثقافات، وسافر للعديد من الأماكن، فوصل إلى سيناء والواحات، والتقى بجي آر في أمريكا، والحرس الملكي في لندن، ومن ثم للأوبرا مقدمًا لحن “فتافيت فتافيت.. بقاليل بقاليل”.
الجدير بالذكر أن حسن عابدين الذي كان نجم الإعلانات الأبرز في الثمانينات، بسبب “شويبس”، لم يوافق على تقديم الإعلانات بسهولة، فالشركة عرضت عليه في البداية الأمر، بترشيحٍ من المهندس عثمان أحمد عثمان، لكنه رفض وبشدة، مبررًا ذلك بأنه ممثل وليس مقدم إعلانات -وفقا لحوار أجراه نجله خالد- ولكن “عثمان” أقنعه بالفكرة في “عزومة غداء”، قائلًا له إنه بذلك الأمر يدعم منتجًا مصريًا.
بعدما وافق “عابدين” على تقديم إعلان “شويبس” أحبه الجمهور كمقدم إعلانات، كما أحبوه كممثل، بل كان الكل يبحث معه على إجابة لسؤاله “يا ترى إيه سر شويبس؟”، هل هو في الحبيبات؟ أم الفاكهة؟ أم الفوار؟ لكن النقاد اتخذوا موقفًا معاكسًا، وهاجموه بشدة، لدرجة أنه رفض تقديم إعلان لماركة سيارات عالمية عرضت عليه مبلغًا ضخمًا، قيل وقتها إنه وصل لأكثر من مليون جنيهٍ، وبالرغم من موقفهم ذلك ظل هو “أيقونة شويبس” التي لم تمت ولم يحل محلها أحد، ولا يعلم أحد “السر” إلى الآن.