“يطرق الباب، تفتح كالمعتاد، لكنه يحمل شيئاً غير معتاد، حاول أن يُخفي ما يحمل لكنّه لم يستطع فعل ذلك، حاول بشتي الطُرق وفشل لذا كانت لحظة المُكاشفة والصراحه، فقرر أن يطلقها كالسهم النافذ “دي جثة”!!!
ليست تلك قصة من خيال الكاتب، لكنّها قصة حقيقية حينما قرر د.مصطفي محمود أو “المشرحجي” كما لُقب أن يواجه والدته بالجثة التي اشتراها واصطحبها لمنزله لكي يدرسها بعناية طوال أشهر الصيف!
تذكرت تلك المعلومة وحاولت أن أتخيل المشهد بشكل مختلف قليلاً، حاولت أن أتخيل مصر “حفظها الله ” وهي تجلس علي “الشيزلونج” لفحص أمراضها ومشكلاتها المزمنة ومما تشكو ؟!
تخيّلت أني تقمصت مشهد الطبيب حقيقة وأخذت أوجه إليها الضربات واللوم الشديد، أخذت أسالها عن سنين الصمت العجاف وعن النُخب السياسية وأحوال المجتمع ومشكلات التعليم والمرور والسكن، ربما كل ذلك كان مبرراً إلا تلك الأسئلة المثيرة للسخرية، سألتها عن الفتيات اللاتي يضعن “الموبايل” في الطرحة، ومن يُخرجُون الموبايل أثناء الصلاة في المسجد ليشاهدوا آخر Missed call او ربما يقوموا بعمل Refresh للفيسبوك.
سألتها عن الذين يشجبون وينددون ب “شاهد بنفسك صورة فلانة…….وشاهد فضيحة……والجمال الصارخ لإبنة فلان….” وفي الغالب هم الذين يجلسون فُرادي ليشاهدوها ليلاً بعد أن إنتقدوها نهاراً حيث أن الليل ساتر ، وسألتها عن أصحاب دعاوي تنقيح كتب التراث رغم أن الدين خارج المجموع ، والطلبة خارج المدارس بالجموع!
وسألتها عن تصريحات الفنانين العجيبة وردود الشباب عليهم بسلسلة قذائف الواحدة منهم لاتقل عن خمسمائة كلمة !
ثم توقفت عن التخيل سريعاً فحتماً لو نظرت إليها لوجدتها أصيبت بالسكتة الدماغية ، ومن يتحمل مثل هذا الهُراء والكابوس المزعج ، من يتحمل تلك الأعيرة المنطلقة في جو السماء.
اعتقد أن كل التساؤلات السابقة وغيرها من الظواهر السيئة يُسأل عنها الجميع من أيام الملك وحتي الآن حكومةً وشعباً
وإذا توقفت عند السؤال : الحكومة ولاّ الشعب ، ستظل واقفاً عند منطقة البيضة ولا الفرخه وايه اللي ودّاها هناك
مستوي متقارب في الفكر حاول أن تبتعد عنه ، الحكومات تقدم أداء متراجع وسلبيات لا متناهية وسياسات تثير التساؤل والدهشة عن الأداء الأمني بالتحديد ، لكن الحكومة ليست مسؤلة عن باقة الإنترنت التي جعلت منك شخصاً نرجسياً بالدرجة الأولي “النرجسية : تفخيم الذات”.
شخصاً يري نفسه عالماً بالظواهر والبواطن ومحللأ أمنياً وسياسيأ واستراتيجياً رفيع المستوي ، حتي وصلت بك الجرأة أن تصدر أراء وأحكام عن إيران واليمن والسعودية والملف الأمني المصري وأنت آخر ما قرأت كان كتاب الوزارة في المرحلة الثانوية ، رغم أني اعتقد أن التقصير في حق التعليم متعمد من الحكومات المتعاقبة “كسئ للظن” إلا أنها والشهادة لله لم تغلق سور الأزبكية أو المكتبات العامة أو حتي معرض الكتاب ولم تمنعك أن تقتني كتاباً لينير لك تلك المساحات المُظلمة بداخل عقلك ويسمح عنك غشاوة أُحادية الرأي.
ولا أجد حلاً ولا أجد أملاً سوي العلم والثقافة والتنوير ، ولا ملجأ للحكومة سوي الإعتكاف علي كتب التاريخ “طبعا مش كتب الوزارة” لفهم الواقع.
ولا مهرب من تلك التناقضات والهزة المجتمعية العنيفة سوي تعليم محترم ومتطور يدفع الطلبة لدخول المدارس بدلاً من القفز علي أسوارها.
الدولة التي لاتقدس العلم ولاتفتح أبواب المسارح والملاعب والمكاتب لعامة الشعب مصيرها مزيد من الفشل
مواجهة الإرهاب والتطرف تكون بمزيد من العلم وليس بإرهابٍ موازٍ أو حتي حلول أمنية توقفت عند أساليب حبيب العادلي في التسعينات في وقت “الإرهاب الخام”.
ولا أمل لشعب يقف مكتوف الأيدي لينتظر منح وعطايا وهدايا الحكومة ، الحكومة لن تعطي هدايا ، تماما مثل السماء لن تمطر يوماً ذهباً.
علي الكل أن يتكاتف ويدرك خطورة الموقف وعلي الكل أن يأخد خطوة للخلف ليتخلي عن الكِبر والعناد ويشاهد الصورة بشكلٍ أوضح.
اقرأ أيضاً:
7 اختلافات بين مناظرة بحيري ورشدي ومناظرة الأزهري بحيري الجفري
منى عراقي تتسبب في احتجاز مصور ومساعد مخرج بسبب الهيروين
بالصدفة ..الرئيس يلتقط صوراً مع شباب الندى
ذكرى رحيل الصوت الأنيق.. محمود سلطان
مذيعة تتلقى عرض زواج من حبيبها على الهواء
تامر أمين عن هيفاء وهبي: متعودة دايماً !
مفاجأة.. الأزهر يشرف على قناة الناس
محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني
الظهور في قناة “الأهلي”.. جريمة في الزمالك
ضبط شركة تقدم خدمات إخبارية لقنوات “العالم” و” العربي”
متحدث “عاصفة الحزم” يتكلم بالفرنسية على قناة العربية