بقدر ما أسعدني إعلان أورانج الرمضاني المُبهِج، ورسالته الداعية لإعلاء قيمة الجيرة، من خلال مجموعة من الفنانين جارة القلوب، على رأسهم الكينج محمد منير بطَلَة مُطَمئِنَة بعد غياب، بقدر ما أزعجني إعلان أورانج، الداعي لتشجيع منتخب مصر في كأس العالم، من خلال استنساخ وجه أحد كبار مدربي كرة القدم المصريين، في مجموعة من الممثلين في كل مشهد، تعلوه ملامح الغضب والجدية والصرامة، وهو يستنكر بحدة أن نكون جميعاً مُدربين، فنبخل على المنتخب بالمُشجعين، وفي الخلفية تهتف المجاميع بأغنية الموسيقار الراحل محمد نوح الشهيرة، مَدَد مَدَد مَدَد مَدَد، شدي حيلك يا بَلَد، رسالة الإعلان هامة وجميلة، ولكن السياق جاء مُنَفِرَاً ومُستَفِزَاً.
وعلى ذكر استعانة إعلان أورانج بأغنية محمد نوح الشهيرة، حيث سار على نفس المنوال في رمضان هذا العام، إعلان مؤسسة مجدي يعقوب بأغنية الموسيقار الراحل فريد الأطرش “قلبي ومفتاحه”، ومؤسسة أهل مصر لعلاج الحروق بأغنية الموسيقار الراحل محمد فوزي “ماما زمانها جاية”، أُنَوِه إلى ضرورة مواجهة استسهال مُنتجي ومُخرجي الإعلانات، وتَجَرؤهم المعتاد على تراث له مكانة كبيرة في الوجدان، بصحبة ذكريات أجمل لحظات العمر في حياة المُشاهدين، واستخدامه في غير موضعه، ودون أي ضوابط من أي نوع، وفي تجاهل تام لذكرى هؤلاء العمالقة الأفذاذ، ومع التعدي على حقوق أقرها القانون لوَرَثَةِ تُراثِهِم الغنائي الكبير، والرسالة هنا بالأساس لجميعة المؤلفين والملحنين.
حسناً فعلت شبكة تليفزيون النهار في رمضان، فقد تَفَرَدَت بمنح مساحة لعرض دراما تاريخية، في تقليد طالما عشناه على شاشة رمضان في زمن فات، واختارت للعرض مسلسل “هارون الرشيد” بطولة قُصَي خُولي، تأليف عثمان حجي، إنتاج شركة جولدن لاين، وإخراج عبد الباري أبو الخير، العمل يتناول الخليفة العباسي هارون الرشيد من عدة جوانب مختلفة وبعيدة عن دراما السياسة والسلطة، مع التركيز على شخصه كنموذج لرجل عربي عاش مُنفَتِحاً ومُتحَرِراً ومُندَفِعاً نحو دعم العلم والمعرفة، ومع استعراض أسلوبه في إدارة شئون الحكم داخل قصره، وعلى امتداد دولته الكبيرة مترامية الأطراف، على فكرة، لم يشارك نجم مصري واحد بهذا العمل التاريخي الضخم.
خبر إذاعة 22 مباراة من مبارايات كأس العالم على شاشة التليفزيون المصري، عاد بي إلى أجمل ذكريات من زمن فات، كنا فيه لا نشاهد جميع مباريات كأس العالم والبطولات الدولية والإقليمية الكبرى إلا على شاشة القناة الثانية، وليس فقط في كرة القدم، ولكن معظم الألعاب الجماعية الجماهيرية، ودورات الألعاب الأوليمبية، وبطولات الجراند سلام الأربعة الكبرى في التنس، أُستراليا المفتوحة في ملبورن، ورولان جاروس الدولية في باريس، والويمبلدون في لندن، وأمريكا المفتوحة في نيويورك، وبطولات العالم في ألعاب القوى، ولا يغادر الذاكرة صدى أصوات المُعلقين الكبار، عادل شريف في التنس وألعاب القوى، وميمي الشربيني ومحمود بكر في كرة القدم، كانت أيام.
خماسية تاريخية أمطرت بها روسيا شباك السعودية في افتتاح كأس العالم، النتيجة تستحق وصف حمى البداية على خلاف ما اعتدناه من برود المبارايات الافتتاحية في كئوس العالم الماضية، ولعله الرقم القياسي الأكبر من الأهداف في مبارايات الافتتاح في تاريخ البطولة، نتيجة المباراة لا تعبر في تقديري عن قوة المنتخب الروسي بقدر ما تعبر عن ضعف المنتخب السعودي، وهو ما نستبشر به كل الخير في مواجهتي مصر أمام الفريقين، وإن كانت الأهداف الخمسة لروسيا تُلزِم المنتخب المصري أن يحرز عدداً كبيراً من الأهداف في مباراياته، تحسباً لترتيب المجموعة وفقاً لمعيار الأهداف في حالة تساوي النقاط، تفاءلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.