بالطبع هو ينتمي للسينما “التجارية” التي تخاطب جمهور العيد الباحث عن التسلية وتقضية وقت ممتع في السينما، والتي لا تحتمل الكثير من التحليلات الفنية وإلى جانب أن فيلم “حرب كرموز” فاق توقعاتي في مستوى صناعته اختار صناعه البعد عن التوليفة التجارية المعتادة لصراع عصابات المخدرات والسلاح، ولعبوا على فكرة “النضال الوطني” والذي قدمته السينما المصرية في الماضي البعيد وممكن جدًا أن تتذكر “مع الفارق الفني”، الفيلم العالمي الحائز على الأوسكار “القلب الشجاع” لميل جيبسون فالاثنان يتحدثان عن النضال ضد المحتل “الانجليزي” والسبب في إشعال المواجهة بين الشعب والانجليز كان واحدا في الفيلمين، هو “الشرف” فالضابط يوسف “أمير كرارة” قرر خوض المواجهة ضد الامبراطورية الإنجليزية والتحصن مع عدد من جنوده داخل قسم الشرطة!، لأنه قرر أن يعاقب الجندي الإنجليزي المغتصب للفتاة وعدم تسليمه للحاكم العسكري الإنجليزي للإسكندرية!، وواصل الصمود حتى الهب حماس الشعب لينضموا له في المواجهة الأخيرة.
نرشح لك : تعرف على ايرادات الأفلام ثاني أيام عيد الفطر
هذا النوع من الأعمال التي تتحدث عن البطولة والنضال الوطني ضد “المحتل” تثير حماس الجمهور والذي يبحث دائما عن “بطل شعبي” يحقق له أحلامه في البطولة والكرامة ولذلك كان تركيز مخرج وكاتب السيناريو والحوار أيضا لفيلم حرب كرموز “بيتر ميمي” على تكثيف مشاهد الأكشن والتفجيرات والمواجهة وتصوير مشاهد كثيرة للمجاميع، وهو هنا اقترب من السينما الهندية في تقديم مشاهد البطولة “الخارقة” الغير منطقية أحيانًا خاصة في مشهد ظهور ممثل الأكشن العالمي ولاعب التايكوندو سكوت ادكنز “بويكا” كان مشهد استعراضي “مبالغ فيه” ولكن مشهد المواجهة مع الضابط يوسف تم تصويره بشكل جيد ومقنع جدا، ولا أعرف لماذا لم يستعين المخرج بيتر ميمي بكاتب للحوار والسيناريو فالحوار كان ضعيفا وغير مؤثر في مشاهد كثيرة كانت تخاطب الوجدان الوطني، ولكن الفيلم في المجمل هو نجاح له كمخرج أصبح يجيد الأعمال التجارية الجماهيرية سواء في الدراما او السينما.
المنتج محمد السبكي صاحب الفكرة والقصة أيضا مرة أخرى يقدم فيلم تجاري مغاير عما اعتاده الجمهور منه ويجب أن نحيه على ذلك فهو يخدم الصناعة في النهاية بهذا التنوع للسينما التجارية ذات الإنتاج الكبير.
مستوى التمثيل كان جيدًا للابطال الرئيسيين، غادة عبدالرازق قدمت شخصية “الراقصة والمرأة اللعوب” بخفة ظل نالت إعجاب الجمهور في صالة العرض وهي من الممثلات اللاتي لديهن قدرات متنوعة في تقمص شخصياتها.
مصطفى خاطر كان مفاجأة الفيلم قدم أداء درامي بعيدًا عن كوميديا الإفيهات التي اعتادها جمهوره منه، ومعه رفيقه في الكوميديا بيومي فؤاد قدم شخصية جادة أيضا، وهو ما يحسب للمخرج، وأيضًا محمود حميدة ومحمود حجازي ولفت نظري الأداء المميز للممثل اللبناني فؤاد شرف الدين الذي قدم شخصية الحاكم العسكري الإنجليزي، اما باقي الممثلين فكان وجودهم بمثابة ضيوف شرف.
أمير كرارة ونجومية الشباك
اما بطل الفيلم أمير كرارة فبعد أن أكّد نجوميته في الدراما ممكن أن نقول إنه انضم الأن لنجوم شباك تذاكر السينما المصرية وهي مفاجأة بالطبع ربما لم يتوقعها “أمير” نفسه منذ عدة سنوات ولكن تاريخ السينما المصرية يقول إن نجومية الشباك دائما تفاجيء الجميع بإسم جديد كل فترة تمنحه التفوق، و”الشاطر” هو من يستمر لأطول فترة ممكنة، وجود فتحي عبدالوهاب وأحمد السقا كضيوف شرف كان من الأشياء التي أضافت للعمل أيضا.
أعتقد ان صناع الفيلم لديهم فرصة أخرى للنجاح الجماهيري لتقديم جزء ثان من “حرب كرموز” بعد النهاية التي منحت البطل يوسف المصري “حياة جديدة” بإسم جديد، ويدعم ذلك الإيرادات الكبيرة للفيلم التي يحققها يوميا جعلته يتصدر سباق موسم “عيد الفطر” بفارق كبير وربما يصل لرقم قياسي في شباك تذاكر السينما المصرية.