دخلت تقنية الفيديو تاريخ كأس العالم، حين احتسب الأوروجواني كونيا حكم مباراة فرنسا وأستراليا، ضربة جزاء أحرز منها الفرنسي جريزمان هدف فريقه الأول، بعدما عاد الحكم إلى تقنية المساعدة بالفيديو VAR، وتأكد أن العرقلة كانت داخل منطقة الجزاء، وكان الاتحاد الدولي قد أقر استخدام التقنية المثيرة للجدل في كأس العالم في أربع حالات مؤثرة، بعد إحراز هدف، وعند احتساب ركلة جزاء، وعند رفع بطاقة حمراء، وفي حالة الخطأ في هوية لاعب عند طرده أو إنذاره، وأنا أتابع المشهد تذكرت هدف مارادونا الشهير بيده في مرمى إنجلترا في كأس العالم عام 1986 بالمكسيك، وقد علق مارادونا وقتها بأنها كانت “يد الله”.
لا يزال مسلسل “بنت اسمها ذات”، المأخوذ عن رواية الأديب الكبير صُنع الله إبراهيم “ذات”، يأتي في صدارة أعمال الجميلة الموهوبة المتميزة نيللي كريم، وكانت قد قامت ببطولته عام 2013 ليمثل إنطلاقة حقيقية أخذتها إلى مصاف كبار النجوم، من وقتها لم تَغِب نيللي كريم وطوال ست سنوات متتالية عن موسم دراما رمضان، حيث قامت على التوالي بعد “ذات” ببطولة مسلسلات سجن النسا، تحت السيطرة، سقوط حر، لأعلى سعر، وأخيراً “اختفاء” هذا العام، تألق نيللي كريم المتواصل ذكرني بظهورها الدرامي الأول عام 2000، في مسلسل الراحلة الكبيرة فاتن حمامة “وجه القمر”، رؤية سيدة الشاشة العربية في اختيارها وقتها كانت ثاقبة كالمعتاد.
نرشح لك : حسين عثمان يكتب: تأملات مُشاهِد من زمن فات (5)
حالة خاصة من البهجة استحضرتها ليلى عز العرب في مسلسل “ليالي أوجيني”، معادلة صعبة أن تقوم ممثلة بدور أم مسيطرة وجارة حِشَريَة، فيتقبلها جمهور المشاهدين بحب ويترقب مشاهدها، ليلى عز العرب أحد المبدعين على كِبَر، ظهرت لأول مرة في فيلم “إسكندرية – نيويورك” للراحل الكبير يوسف شاهين عام 2004، وكانت وقتها على مشارف الخروج على المعاش كمصرفية في قطاع البنوك، ثم بدأت في لفت الأنظار بشدة بعد خروجها على المعاش بالفعل وتفرغها للتمثيل، حين قامت بدور أم أحمد حلمي في فيلمه الشهير “ألف مبروك” عام 2009، ليلى عز العرب ممن يتصدرون مشهد البطولة بالحضور والقبول والأداء المتميز وسط زحمة النجوم.
وعلى ذكر مسلسل “ليالي أوجيني”، لفت نظري شغف المشاهدين بتلك الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها في زمن سابق، حالة الحنين إلى الماضي أو ما نطلق عليه “النوستالجيا” تستغرق قطاعات عريضة من المجتمع المصري، من المؤكد أن قسوة الواقع على كافة مستوياته تلعب الدور الأهم في هذا الحنين، ولكن الأمر في مجمله مؤشر على هروب هذه القطاعات إلى الماضي، وعزوفها عن أي محاولة نحو الارتقاء بالحاضر، حتى ولو في دائرة صغيرة محيطة بالفرد، وهو ما يطرح للنقاش من جديد معضلة الدراما ودورها بين ثنائية التعبير عن الواقع والارتقاء بوعي ووجدان الجمهور، صُناع الدراما والنخبة والمُتَلَقي أمام ملف يستحق المتابعة والاهتمام والدراسة.
لا شك أن الدراما المصرية في السنوات الأخيرة شابها العديد من الأخطاء والسلبيات، وهو ما دفع المجلس الأعلى للإعلام نهاية العام الماضي، نحو تشكيل لجنة برئاسة المخرج الكبير محمد فاضل، الهدف منها تطوير الدراما المصرية ومراقبتها وبحث أزماتها، وهذا كله بما يتوافق مع التقاليد والعادات المصرية، ومع وضع معايير وقواعد يلتزم بها صُناع الدراما المصرية، ولأن هاجس الوصاية على الإبداع يشوب تشكيل اللجنة وطبيعة عملها، لا تزال مقاومة صُناع الدراما تجعل جهود اللجنة مجرد حرث في الماء طوال الأشهر الستة الماضية، ورسالة هؤلاء واضحة في دراما رمضان، عودة إنتاج الدولة في تقديري هو مفتاح عودة الدراما المصرية إلى عصرها الذهبي.
كل عام وأنتُم بخير.