عند قرب تغير فصول السنة تعكف محلات الملابس على الدعاية المكثفة للتخفيضات الموسمية للتخلص من البضاعة الراكدة لديها، وتفعل كل الألعاب البهلوانية لإقناعنا بأن هذه الأسعار لن تجدها في مكان آخر فهذه “أسعار للشهرة” وكأن مالك المحل يسعى لأن يكون نجماً سينمائياً أو مطرب فيسعى لذلك بوضع أسعار لتشهره. بالرغم من كونها طريقة مبتذلة وركيكة في جلب الزبون إلا أنها كانت تنجح في السابق بعض الشيء مع منخفضي الذكاء والباحثين عن الكساء بسعر بخس.
في الوقت الحاضر تلجأ المواقع الإخبارية وحتى الكبرى منها إلى نفس الطريقة البلهاء لجلب الزبون بوضع عناوين أخبار تماثل أصحاب المحلات تلك الذين كانوا يضعون لافتة “أسعار للشهرة” وذلك بانتهاج طريقة جذب رديئة تعكس انخفاض في نوعية المعروض من ذلك عنوان “اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صور جريئة الفنانة… “، ولك أن تضع جميع أسماء الفنانات في العالم محل الفراغ ولا تملك أن تعلق سوى بقولك “ربنا يشعل بيتكم بحريقة”. أما المواقع التي تدعي أنها تقدم خدمات لجمهورها المحترم فتجد عناوين من قبيل “ثمانية طرق للتخلص نهائياً من … رقم 5 ستدهشك” وأيضاً ضع اسم أي أمر يزعجك في الفراغ وستجد أنهم يمتلكون حل لكافة المشاكل كحال النصاب المتجول والذي يبيع شربة الحاج محمود التي تمنع الحسد وتنزّل الدود.
أما ثالثة الأثافي فتلك العناوين التي على شاكلة ” جريمة قتل بشعة تعرف على التفاصيل من هنا ” ولماذا اتعرف على شيء بشع يا أخ؟ وموقع آخر يعمل على جلب الزبائن بالمغالطة إما بوضع عنوان به أرقام خرافية مبالغ بها أو قلب محتوى حوار أدلى به شخص مشهور كنوع من البهارات التي تجلب الزبون (القارئ ذو الحظ التعس) والذي ما أن يقرأ تفاصيل الخبر يجد أن العنوان مضلل ولا صحة لما قرأه وأنه انضحك عليه (وعليك واحد…). هذا النوع الرخيص من التضليل تتبعه مواقع لها من المتابعين العدد الكبير والتي لا تحتاج أن تقع في مثل تلك الصغائر من أجل المنافسة أو من أجل الحصول على قطعة أكبر من كعكة المتابعين.
بهذا السلوك غير المسئول لمن يضع عناوين الأخبار في تلك المواقع يتم تداول أخبار غير سليمة ومفاهيم غير سوية وحتى فتاوى دينية محرفة، ذلك أن تلك العناوين هي ما يظهر لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وليس بالضرورة أن يقوم القارئ بالوصول إلى متن الخبر للتعرف على تفاصيله، مما يؤدي إلى شيوع المعلومات الزائفة ليس في المجالات الخفيفة فقط من رياضة وفن واجتماعيات ولكن حتى على المستوى الرسمي وعن ذلك فحدث ولا حرج.
إلى السادة مديري تحرير تلك المواقع لا يمكن أن تكون تلك صحافة تتمتع بالمسئولية المجتمعية بأي شكل من الأشكال، أنتم أصحاب كلمة ورأي ومسئولون عن تكوين الوعي الجمعي والرأي العام فإما التمسك بالضمير المهني أو الصمت وأستعير مقولة عمنا بيرم التونسي “يا أهل المغنى .. دماغنا وجعنا …دقيقة سكوت لله”
محمد أبومندور: الهاك والهاكر والمتهكرون!
محمد أبومندور: السياسة.. تلهيها وتلهيك
محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي
محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض
محمد أبو مندور: (طرق مصر).. يرصد، يعرض، يسخر، ويُبكي
محمد أبو مندور: أسمع كلامك أصدقك، وأسمع برامجك استغرب!