لا أجاوز الحقيقة إذا قلت إن فيلم “قلب أمه” هو العمل الكوميدي الأفضل في موسم العيد السينمائي الحالي، ولكن ما يلفت النظر إيراداته “القليلة” مقارنة بالمركزين الأول والثاني اللذان يسبقانه في سباق إيرادات العيد! لا أعرف هل لعنة انفصال الثلاثي “الأشهر” في السينما المصرية الحديثة هي السبب؟ أم أن مزاج الجمهور تغير عن الماضي القريب!
أعتقد أن هناك شيئا ما يبدو ناقصًا في “دراما” أفلام الثنائي شيكو وهشام بعدما انفصل عنهما ثالثهما أحمد فهمي، وكما يقولون “في الاتحاد قوة” هذا هو الفيلم الثاني بعد الانفصال حيث قدما “حملة فريزر” وأيضا لم يحققا إيرادات كبيرة مثل عملهم الأخير قبل الانفصال “الحرب العالمية الثالثة”، في نفس الموسم قدم فهمي عمله الأول بمفرده “كلب بلدي” وتفوق عليهما في الإيرادات!
نرشح لك : أحمد فرغلي رضوان يكتب: ليلة هنا وسرور.. البطولة الجديدة!
بالتأكيد الجمهور عشق الثلاثي أصحاب “رجال لا تعرف المستحيل” معا لدرجة أنه يعرفهم بأسماء أحد أفلامهم سمير وشهير وبهير!
كعادة أفكار أفلامهم جاء “قلب أمه” بفكرة كوميدية جذابة وتحمل مفارقة كوميدية رائعة وهي نقل “قلب” أم لشاب يدعى “يونس” لأحد المجرمين الخطرين هو “مجدي تختوخ” بعد صدفة تجمعهما في نفس التوقيت بالمستشفى، ومن هنا تبدأ المواقف الكوميدية تتوالى عقب إجراء العملية بسبب تغير شعور المجرم “تختوخ” بعدما أصبح يحمل قلب إمرأة وهو المجرم الذي كان يهابه الجميع، فجأة أصبح حنون ويشعر بأمومه عندما يشاهد الشاب “يونس”، وبالفعل نجح الفيلم في تقديم عدد من المواقف الكوميدية نتيجة تلك المفارقة بشكل جيدا جدا، خاصة في نصف الفيلم الأول، لا سيما مشاهد المنزل بين تختوخ ويونس.
أعجبني جدا الثنائي شيكو وهشام هما في أفضل حالتهما كممثلين، ويحسب لهما الابتعاد عن كوميديا الإيفيهات وتقديم كوميديا الموقف بتعبيرات وردود أفعال غير مبالغة، خاصة “شيكو” كان مفاجأة الفيلم واستثمر موهبته الكبيرة وقدم مشاهد كممثل جيدة جدا.
عنصر التمثيل كان موفقًا جدًا وأجاد المونتير وفيما بعد المخرج عمرو صلاح في أولى تجاربه السينمائية كمخرج بعد نجاح تجربته برنامجsnl بالعربي، وهو ما ساعده على إدارة وتوظيف الممثلين كما يجب، خاصة القادمين من برنامجه مثل محمود الليثي ونور قدري وأحمد سلطان الذي “كان يجب إعطاءه مساحة أكبر”، وكذلك لفت النظر الممثل أحمد محارب في شخصية مساعد المجرم “مجدي تختوخ”.
وضحت أيضا قدرات المخرج وأنه يجيد صناعة مشاهد الكوميديا، كما حدث في مشاهد الأكشن قدمها بشكل و”تكنيك” جيد ومقنع ومناسب جدا لطبيعة الفيلم الكوميدية وأبطاله دون استعراض.
كتاب الفيلم صاحب الفكرة تامر إبراهيم وصاحبا السيناريو والحوار محمد محمدي وأحمد محي قدموا سيناريو كوميدي جيد بعيدا عن كوميديا الإفيهات التي تتصدر معظم الأعمال الكوميدية، ولكن في الثلث الأخير للعمل انخفضت جرعة الكوميديا رغم هذا الحشد من الكوميديانات الموهوبين بالفيلم.
أتخيل لو عاد فهمي وقدم مع شيكو وهشام فيلمًا الأن سيحقق رقمًا قياسيًا في شباك التذاكر.