طارق الشناوي
نقلًا عن المصري اليوم
يجب أن تعترف نقابة الممثلين وتحديدا النقيب ونائب رئيس أكاديمية الفنون د. أشرف زكى بأن هناك مساحة عميقة من الغضب اجتاحت الشارع تجاه ما حدث فى روسيا، نعم الهزيمة أو الهزائم الثقيلة مع زيادة هامش الأمنيات دفعت الجميع للبحث عن شماعة لتفريغ شحنة الغضب من أشياء أخرى، ولم تجد تلك المشاعر سوى عدد من المشاهير خاصة من الفنانين لتشتعل النيران ويتلقوا هم الحظ الأوفر منها، لماذا كل تلك الطاقة السلبية تعبر عن نفسها فى هذه اللحظة؟.
ربما تجد مثلا وأنت تبحث عن الإجابة أنهم يتقاضون الملايين، حيث لا تتوقف الصحافة والمواقع عن تبادل الأرقام التى تتجاوز حدود الستة أصفار، بل إن النجوم فى صراعهم أحيانا يحرصون على تغذية الصحافة بتلك الأخبار والتى لا تعبر بالضرورة عن الحقيقة، ناهيك أن الناس لا تنسى معركة النجوم الشهيرة فى (أم درمان) حيث كنا نلاعب الشقيقة الجزائر.
ووجدنا علاء مبارك يقود المعركة ضد الجزائر، وتصور كثير من الفنانين والإعلاميين، طالما ابن الرئيس غاضب فهو يعبر بالضرورة عن بيت الرئيس ومن ثم عن رغبة الدولة، وشاهدنا عددا من الفنانين والإعلاميين يوجهون السباب لكل ما هو جزائرى، وأحد النجوم أعاد للسفارة الجزائرية فى القاهرة جائزة حصل عليها من أحد المهرجانات السينمائية.
وحدث أيضا على الجانب الآخر انفلات جزائرى، حتى تدخل العقلاء من الجانبين لرأب الصدع، وذهب الرئيس مبارك إلى الجزائر والتقى نظيره بو تفليقة فتوقف الجميع.
نرشح لك: حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة
طوال الزمن وعلى الجانب الآخر هناك من يلعب دور التهدئة بل يبعثون قدرا من الطرافة والمرح، هل تتذكرون هذا النداء الذى كنا نستمع إليه فى التليفزيون، وربما حتى مطلع التسعينيات ولا أدرى هل لا يزال صاحبه على قيد الحياة أم لا؟.
(مين عايز فلوس سلف؟) وتعقبه ضحكات، ومهما كانت ضراوة المعركة الكروية، والرجل لا يتوقف عن توجيه تلك الدعوة ولا يُفصح أبدا عن توجهه الكروى أهلاوى أم زملكاوى؟، كما أن العرض بالسلف مغر للجميع وأولهم كاتب هذه السطور، حيث إنه لم يحدد موعدا للسداد، هذا هو الجمهور البسيط الذى يميل لبث روح الفكاهة والدعابة، الحماسة الكروية لها طقوسها، فتيات جميلات يطللن بنظرة ذات مغزى فى (المونديال) وهن لسن من المشاهير، كان المعلق الكروى ميمى الشربينى، متعه الله بالصحة والعافية، غالبا ما يترك ما يجرى فى الملعب لينقل لنا إحساسه وأيضا إحساسنا بهذا الجمال الطبيعى الذى يثير حماسة اللاعبين لمزيد من الإبداع الكروى، نادرا ما كنا نرى الفنانين فى الملاعب، الفنان الذى يذهب للتشجيع يشعر فى حالة الإخفاق بأنها صارت هزيمة مضاعفة، ألم يذهب أساسا من أجل بث الروح الإيجابية للفريق؟.
معنى ذلك أنه يدافع لا شعوريا عن روحه وطاقته الكامنة التى فشلت فى إثارة الحماسة، عدد من الفنانين لديهم إحساس بأنهم يراهنون أيضا بنجوميتهم، وهم فى الضمير الجمعى زاحموا المشجعين وعشاق الكرة الذين كانوا يأملون فى أن يحصلوا قبلهم على تذكرة مجانية، خاصة أن ظافر العابدين ملأت صورته المواقع وهو يشجع فريقه التونسى بعد أن سافر على نفقته الخاصة.
الفنانون المصريون فشلوا فى التعامل مع معركة الغضب، ولم يدركوا أنه متجاوز بكثير تلك الأهداف التى منيت بها شباك فريقنا القومى، نعم الكل فى حاجة لفلوس سلف، بينما صاحبنا اختفى صوته تماما ولم يعد يردد نداءه (مين عايز فلوس سلف؟)!.