لم ينقص بيان وزارة الداخلية عن ملف المصري اليوم «ثقوب في البدلة الميري» سوى فقرة واحدة «إنت ولد.. اسمع كلام..اخرس ولد».
في نهاية البيان، تخيلته مرفقاً بفيديو من إنتاج وزارة الداخلية يطل فيه اللواء هاني عبداللطيف بطلته البهية على المشاهدين ممسكاً بكرباج وأمامه الزميل يسري البدري رئيس قسم الحوادث بالمصري اليوم، مصلوبا على باب الوزارة، وسيادة اللواء يصرخ فيه : صحفي خرسيس.. أدب سيس.. كيف تنتقدون عظمتنا.. كيف تكتبون عن فخامتنا..انفخووووه.
جاء بيان الداخلية فجاً ومقززاً، تتحدث الوزارة فيما لا يعنيها وتقفز إلى نتيجة لا علاقة لها بمضمون الملف، تتهم الجريدة بعدم المهنية في الملف المكتوب من 7 صفحات وشارك فيه 7 صحفيين، ولم ترد على معلومة واحدة من عشرات المعلومات التى توثق انتهاكات الداخلية بمعلومات وتقارير مكتوبة بحرفية.
بشكل مباحثي بحت، راحت الوزارة تفتش في النفوس والنوايا بأن هناك حاجة «كوخة» وراء هذا الملف، فقالت نصا «إن الدافع وراء النشر هو سابقة قيام الوزارة بتقديم بلاغاً ضد كلاً من المحرر المذكور ورئيس تحرير الصحيفة آنذاك لنشرأخبار كاذبة تثير الرأى العام».
نفس الأمر فعلته وزارة الداخلية مع جريدة الدستور منذ أسبوع، أصدرت الوزارة يوم الأحد الماضى بيانا عن القبض على محرر صحفي بالجريدة، وسبحان الله هو أيضا رئيس قسم الحوادث هناك لكن شتان بين الواقعتين :
1- أساس الخصومة بين الداخلية وجريدة الدستور، هو خلاف شخصي نشب بعد خناقة نجل صاحب الجريدة مع أحد الضباط، فكان رد صاحب الدكان هو نشر موضوعات بشكل يومي ضد الداخلية، في حين لو تخيلنا أن هناك خصومة كما تزعم الوزارة في بيانها عن المصري اليوم، فهو خلاف مهني متعلق بنشر خبر وليس بخناقة شخصية!
2- يسري البدري رئيس قسم الحوادث بالمصري اليوم ليس مسجل خطر ولم يصدر ضده أحكاماً ولا منظورة ضده قضايا مخلة بالشرف كما جاء في بيان الوزارة عن محرر الدستور الذي ألقت القبض عليه وقالت الجريدة فيما بعد إن الوزارة هي من كانت تلح ليكون مندوبها، طيب كانت فين مباحث تنفيذ الأحكام من 2007 حتى 2015يا حلوين!
كنت أتمنى أن ترد الداخلية على ما جاء بملف المصري اليوم عن عنابر النجوم الخمسة لضباطها المتهمين، أو على وقائع النصب اوالسرقة والرشوة والاغتصاب والخطف المشارك فيها أفراد الشرطة، كنت أتمنى أن ترد على ما اتخذته من اجراءات لتمنع ضباط الأمن الوطنى من قتل وتعذيب المتهمين قيد التحقيق.
ذكَرني بيان الدخلية بجملة «أنكرها كلها تماماً» لسيئ الذكر «مبارك»، وكأن من قتل شيماء الصباغ أو كريم حمدي أو اغتصب بهية أو أعدم وليد وعذبوا من في السجون، هم أناس من كوكب تاني أو ملائكة في دولة من شياطين الصحافة يا حرااام، فتجد ختام البيان منسوخاً من بيانات ستينيات القرن الماضي فتقول « تؤكد وزارة الداخلية إستمرار رجالها على عهدهم لربهم ووطنهم وشعبهم العظيم،ومواصلة الجهود والتضحيات للحفاظ على مقدرات الوطن وأمن الشعب».
في الداخلية مجرمون وفسدة وقتله، كما فيهم أبطال وشرفاء، حالة النكران التام لانتهاكات الداخلية التي لا يخطئها منصف، لن تجلب للوطن إلا خراباً ودماراً، زاد بطش الداخلية بعد 30 يونيو بحجة محاربة الإرهاب، وكأن تجارة السلاح والأثار والمخدرات لا تتم تحت سمع وبصر ومشاركة قيادات وأفراد بالداخلية، وكأن جرائم استغلال النفوذ والابتزاز والرشوة التى نقرأ أخبارها كل يوم عن أفراد بداخلية نيكاراجوا!
بداية الحل أن يفهم المسئولون عن الإعلام في وزارة الداخلية، الفرق بين دورهم ودور مالك العزبة الممسك بالكرباج، كرباج الكلمة سيبقى أقوى وأكثر لسعاً حتى يقف كل فاسد عن فساده ويأخذ كل قاتل جزاءه.
بداية الحل أن تتحرر الصحف والفضائيات من قناع «ملكي أكثر من الملك»، فضح تجاوزات الفاسد والمجرم والقاتل هو دورنا، سواء كان ضابطاً أو صحفياً، مفيش حد على رأسه ريشة، انسفوا الريش الذي وضعناه بأنفسنا على آلاف الرؤوس.. وإلا سيكون من بيننا مئة خرسيس!
اقرأ أيضًا:
مذيعة صباح الخير يا مصر تغادر الأستوديو على الهواء
ويكيليكس :الحياة مديونة لسونى بـ53 مليون جنيه!
رئيس تحرير الوفد يكشف سبب انسحاب مذيعة صباح الخير
مفتي السعودية يرد على شريف الشوباشي
المنطقة الحرة الإعلامية تهدد بإيقاف “مع إسلام”