نقلًا عن المصري اليوم
ليس جديدا علينا كل هذا الذى جرى ويجرى منذ الأداء الخائب والشكل الحزين لمنتخبنا فى المونديال الروسى.. فهذا بالضبط هو المنهج الذى يناسبنا ويعجبنا ويرضينا أيضا.. الاندفاع والانفعال الزائد عن الحد يصاحبهما صخب زاعق وضجيج زائف ثم يذوب ويتلاشى كل هذا كأنه لم يكن هناك أى شىء.. وكل ضيف غريب قادته مقاديره ليعيش فى مصر مؤقتا طيلة الأيام القليلة الماضية.. سيتركنا وهو واثق تماما بأن أزمة المنتخب المصرى فى المونديال حتما ستنتهى باستقالة اتحاد الكرة أو إتمام التحقيقات مع رئيسه وأعضائه التى ستسفر إما عن البراءة والاعتذار للجميع أو الإدانة ومعاقبة كل من أخطأ أو مارس الفساد أيا كان حجمه أو نوعه.
لكن الذى لا يعلمه هذا الضيف العابر هو أننا لسنا من تلك المجتمعات التى تلتزم بإغلاق ملفاتها بشكل واضح وحاسم.. ولكننا نحب الملفات المفتوحة دوما والحكايات التى لا تنتهى.. فلم نعرف حتى الآن حقيقة إهدار المال العام وهل كان هناك فساد أم لا يتعلق باستضافة مصر لنهائيات أمم أفريقيا عام 2006.. ولم نعرف حتى الآن أيضا حقيقة الذى جرى فى صفر المونديال حين تقدمنا نطلب ونحلم باستضافة مونديال 2010.
نرشح لك: محمد حكيم يكتب: يوميات مراسل.. حلم المونديال ومواجهة “أم درمان”
وبالطبع لم ولن تجرى محاسبة كل من أخطأ وكذب بشأن ما جرى فى السودان عام 2009 وأشعل فتيل أزمة وهمية بعد مباراتنا الفاصلة هناك مع الجزائر فى ختام تصفيات المونديال.. وكل من يعرف ذلك سيثق تماما بأنه لا شىء سيجرى بعد أزمة الكرة المصرية وصورة منتخبها فى مونديال روسيا الحالى.. وكل هذا الصخب الذى كان سينتهى قريبا جدا كأنه لم يكن هناك أى شىء.. أو أنه بدأ ينتهى بالفعل حيث انشغلنا بحكاية نادى الأسيوطى الذى تم بيعه لمستثمر سعودى وتم تغيير اسمه إلى نادى بيراميدز وبدأ يشترى نجوم الكرة المصرية بأسعار لم تعرفها مصر من قبل.. وسننشغل بحكاية وقضية هذا النادى انتظارا لبدء الموسم المحلى الجديد واشتعال الصراع التقليدى بين الأهلى والزمالك.. أو عودة الاتهامات الزائفة للتحكيم المصرى خاصة أن ناديا جديدا سيشارك ويملك مسؤولوه الكثير جدا من المال.. وبالتالى سننحى جانبا ملف المونديال الروسى وننشغل بحكايات أخرى تفتح شهيتنا من جديد للكلام والصراخ ولن نحتفظ بأى مما قلناه وسمعناه عن المونديال الروسى إلا حين تبدأ تصفيات مونديال جديد.