“تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه”.. ربما هى من أبرز أقوال الزعيم نيلسون مانديلا، لكنها تجسد حقًا حالة المصريين خلال فترة حكم جماعة الاخوان، عامٌ توالت فيه الصدمات وتلتها طلقات الرصاص، فغاب الخوف، إلا على الوطن.
30 يونيو.. ثورة احتشد فيها الملايين ليس فوتوشوب ولا مدفوعين، وبعد 5 سنوات غاب الخوف، فتفرق الجمع، لست بصدد الحديث عن أسباب الفرقة، فلكلٍ أسبابه وإن كان أبرزها قوة فاتورة الإصلاح الاقتصادي التي يدفعها المصريون أصحاب مقولة “عيشنى النهاردة وموتنى بكرة”، ولهم أقول لولا 30 يونيو لمت بالأمس، وفق قوانين العشيرة وليست المواطنة التى سادت وقتها.
نرشح لك : إيمان مندور تكتب: عن “القديم” محمود سعد
هل تذكر الصدمة حين احتشد الأهل والعشيرة فى ستاد القاهرة احتفالا بذكرى نصر أكتوبر، فحضر قتلة الزعيم الراحل أنور السادات، وغابت أسرته وأبطال حرب أكتوبر، في أكبر واقعة تزييف للتاريخ واختطاف للوطن أمام أعين ملايين المصريين.
ومع توالى غضب المصريين من سياساتهم وأخونتهم لكل مفاصل الدولة، بدا الوجة الحقيقي للجماعة، سقط القناع ومعه عباءة الدين، فكان السلاح في وجه الجميع لا فرق بين من يحمل سلاحًا أم لا، مواطن أعزل أم عسكري، ولم لا فهى فرصة الحكم التى انتظرتها الجماعة طيلة ثمانين عامَا، مرسي لم يكن رئيسا يحمل برنامجًا أو حلمًا لبلد عظيم أنهكه الفساد والظلم، بل كان مندوب الجماعة لحكم مصر.
الخوف وحده بات يحكم شوارع مصر من أعلاها لأدناها، فقد روى لى أحد العاملين في صناعة الأبواب الحديدية أن تلك الصناعة راجت بشكل كبير خلال تلك الفترة، وهو ما شكل انعكاس لمدى الخوف الذي سيطر على المصريين بأن فترة حكم الإخوان وما بعد الثلاثين من يونيو حين انفجر غضبهم فى وجه المصريين جميعا، فلم يعد هناك من هو آمن في بيته.
ليس دفاعًا عن ثورة 30 يونيو، فكل من خرج للميدان هو أولى بالدفاع عنها، بل هي لحظات للتذكرة، علها تعيد اتزان العقل الذى آمن بعد خوف، اتزان يجعل أولوية الوطن فوق أي اعتبار، عارض ولا تهدم.. ناقش ولا تفرض.. فوطن يحميه شعب شجاع، وطن باق.