أحمد فرغلي رضوان يكتب : رقم 1.. ولعبة الكراسي الموسيقية !

رقم 1 يكون عادة في الأنظمة الديمقراطية بالإنتخاب او الإستفتاء الشعبي وبناء عليه يتم تحديد من يكون صاحب الرقم 1 وقديما وحديثا أقرب قياس “صحيح” لنجومية الفنان هو حجم إيراداته في شباك تذاكر السينما، غير ذلك سواء في إستفتاءات المجلات والصحف أو بأعداد المشاهدة عبر صفحات السوشيال ميديا واليوتيوب يكون القياس غير دقيقا وليس صحيحا مقارنة بايرادات شباك التذاكر.

ونتذكر “لعبة الكراسي الموسيقية ” كما أطلقت عليها في كتابي “جيل هنيدي” الصادر في عام 2012 والتي ظهرت مع هذا الجيل منذ إنطلقوا يتصدرون المشهد السينمائي مطلع الألفية الجديدة فنجد أن هناك أكثر من نجم تبادلوا “القمة” بداية من محمد هنيدي ثم محمد سعد وصولا لأحمد حلمي أكثر النجوم إستمرارا في صدارة نجومية الشباك “خمس سنوات متتالية” حيث يعتبر أول نجوم هذا الجيل الذي يقدم فيلمين وهو ما جعله يحقق أرقاما قياسية في الإيرادات سبقت الجميع.

وظل حلمي من 2006 _ 2011 متصدرا الإيرادات السنوية لشباك تذاكر السينما المصرية و إن اقتنص منه القمة في موسم صيف 2007 النجم الأسطوري عادل امام بفيلم “مرجان أحمد مرجان” ولكن تفوق حلمي في إيرادات العام بمجوع إيرادات فيلميه “مطب صناعي” و “كده رضا” وظلت الأمور محسومة حتى جاءت أحداث يناير 2011 ويحدث ما يشبه إنهيار في إيرادات افلام معظم النجوم! وتتراجع الإيرادات في اسوأ مواسم السينما المصري خلال العشرين سنة الأخيرة.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: المنتخب “يسقط” في ملعب السياسة الدولية

ثم يأتي عام 2012 يحمل بعض بشائر العودة للإيرادات من جديد ويغيب أكثر من نجم على رأسهم عادل إمام وأحمد حلمي وفجأة يتصدر إيرادات العام لأول مرة منذ سنوات نجوم غير كوميديانات وهما أحمد السقا واحمد عز بفيلم “المصلحة ” ولكن في هذا العام حدث تغيير كبير في خريطة النجوم بصعود نجم شباك جديد حيث فوجيء الجميع بالشاب الصغير محمد رمضان يحدث ما يشبه “زلزال” في صالات العرض بفيلمه المثير للجدل “عبده موته” ويحقق ارقاما قياسية خلال ايام العيد ويقترب بشدة من إيرادات فيلم “المصلحة” صاحب الإنتاج الكبير وهو ما لم يكن في حسابات صناع السينما وقتها وبعدها بدأ المنتجين يسعون بشدة وراء النجم الجديد مما سبب له مشكلات وإرتباك في التعاقد أكثر من مرة!

ولكن اللافت بعد موجة الكوميديانات الجدد في مطلع الألفية الجديدة أصبح إستقرار “النجم” فوق كرسي “نمبر 1” في قمة شباك الإيرادات لا يستمر كثيرا مثل الماضي القريب فما يلبث أن يتصدر الموسم نجما ما حتى يأتي أخر ويتصدر الموسم الذي يليه! وممكن القول أن هناك نجمان فقط اقتحما شباك التذاكر في الست سنوات الأخيرة وزاحموا “جيل هنيدي” وهما محمد رمضان ثم محمد إمام.

ومنذ عام 2013 والجلوس فوق كرسي “نمبر 1 ” يتغير سريعا فبعد ظهور محمد رمضان في صدارة المشهد السينمائي في عام 2012 ينجح في تصدر إيرادات عام 2013 بفيلمه “قلب الاسد” ولكن الحال تغير سريعا حتى عاد نجوم “جيل هنيدي” من جديد وبعد أن كاد شباك الإيرادات “ينساهم” عادوا يتصدرون المشهد السينمائي بقوة مرة أخرى بعدد من الأعمال الجيدة الصنع والإنتاج ويتصدر أحدهم “أحمد السقا” شباك الايرادات بفيلم “الجزيرة2” ومن بعده رفيق جيله كريم عبدالعزيز بفيلم “الفيل الازرق” وفي موسم 2015 ظل التنافس شديد لأخر أسبوع بين فيلمي “أولاد رزق” و “شد أجزاء”، ثم يأتي عام 2016 ويتذكر شباك الإيرادات بعد غياب أحد فرسانه مرة أخرى هو أحمد حلمي بايرادات قياسية تجاوزت 40 مليون جنيه لتعوض غيابه عدة سنوات مع فيلمه “لف ودوران” والمفارقة إنه من أضعف تجاربه الفنية، أما موسم 2017 فيعود الأكشن للصدارة مع أحمد عز وفيلمه “الخلية” وإيرادات قياسية أيضا تجاوزت رقم50 مليون ومعه فيلم “هروب إضطراري” لأحمد السقا.

هكذا هو حال المنافسة في السنوات الأخيرة ممكن القول انها “ساخنة جدا” بعد عودة الجمهور والإيرادات الكبيرة وظهور الإنتاج السينمائي الضخم أيضا ولعبة الكراسي الموسيقية بين أكثر من نجم مستمرة وربما يظهر نجوم للشباك جدد حيث المؤشرات تقول الأن أن أمير كراره أكثر المرشحين وفيلمه “حرب كرموز” يحقق إيرادات كبيرة وربما تصل لرقم قياسي خلال هذا العام والذي لم ينته بعد وهناك أفلاما جماهيرية منتظر عرضها أخرى.

مؤخرا لفت نظري إطلاق الفنان محمد رمضان لأغنية وهو من الفنانين العاشقين لتأدية الأغنيات واصبحت من مميزات أفلامه مع نوعية موسيقي جديدة ارتبطت به، الأغنية يتحدث عن انه رقم واحد وهي أيضا اسمها كذلك “نمبر 1 ” ولا أعرف كيفية القياس التي تمت ولكن في النهاية شهدنا أكثر من نجم مؤخرا يطلق أخبار انه حقق رقم واحد في المشاهدات عبر الانترنت لأعمالهم الفنية ولكن كما ذكرت بالنسبة لقياس شباك التذاكر هو ليس رقم واحد وأيضا ليست أفلامه هي صاحبة الرقم القياسي للإيرادات!، وربما يعود للصدارة مع فيلمه المنتظر “الديزل” ولكن ليس هناك شيئا مضمونا، مزاج الجمهور صعب معرفته.

لا أعرف لماذا أطلق الأغنية والتي يحاول فيها الرد “من وجهة نظره” على أصوات إعلامية “تنتقده” حيث تبدأ بها الأغنية بينما هو جالس يسمعها ويتأملها، حتى يأتي صوت النجم العالمي عمر الشريف وهو يشيد به وكأنها قبلة الحياة له ” لم يسأل نفسه لماذا تلك الأصوات تهاجمه”!؟ وهنا ينطلق رمضان بعد ذلك ليغني ويؤكد على انه رقم واحد ونفس الجمل التي يكررها عبر السوشيال ميديا انه بمفرده وهناك من ينظر لهو…

لم تعجبني جمل الأغنية “الركيكية” والتي لها معاني أيضا سلبية تجاه زملاءه الفنانين! مثلا كان ممكن إطلاق أغنية تحمل معاني أخرى للشباب يحثهم على العمل والطموح والسعي لتحقيق الأحلام وليس بغرض الإستعراض كما ظهر.

مثلا لو قارنا أغنية “نمبر1 ” بأغنية زميله أحمد مكي “وقفة ناصية زمان” بما أن الأثنان يحبان الغناء، نجد ان أغنية مكي أفضل كثيرا فهي تتحدث عن ذكريات الشباب وصفات الشهامة والمروءة التي كانت في الماضي واختفت، في كل الأحوال ننتظر ماذا ستسفر عنه لعبة الكراسي الموسيقية في المستقبل القريب ومن سيجلس فوق كريسي “نمبر 1 “.