المجد لعلامات الاستفهام، تبدو دوما كاشفة، المجد لكل سؤال حتى إن غابت إجابته، السؤال وحده يكفى لأن يكشف لك بعدا غائبا، والغائب هنا حقيقة تقول بأننا عدنا إلى تلك اللحظة التى يلقى فيها شخص ما أو جهة ما مجموعة من المشهيات الملهيات لكى يشغل الناس عما هو أهم، ربما الفاعل هو الدولة، ربما يكون الإعلام، ربما يكون الوعى العام الذى يريد الهرب من أزماته الصعبة، وربما يكون الظرف الخانق الذى لا تسمح ثقوبه سوى بتمرير صغائر الأمور.
فى غفلة من الزمن ظهر المنولوجست عادل الفار، ومن بين فيض إنتاجه الهزلى ألقى على مسامع المصريين الحكمة الشهيرة القائلة: «أنا بتشغل نفسى كتيير.. أنا بشتغل نفسى كتيير.. أنا بشتغل نفسى محدش بيشتغلنى»، قالها عادل الفار وهو يظنها أغنية ضاحكة، بينما فى الواقع كان يضع حجر أساس تعريف الشخصية المصرية، المغرمة بمعارك لا طائل من ورائها سوى وجع القلب وإهدار الوقت.
بعضهم يهوى اشتغال نفسه، والبعض الآخر يهوى ترك نفسه كى تكون اشتغالة للغير، والنتيجة دوما شعب يلعب فى وقت ضائع من عمر الوطن، وخزائن مجتمع تمتلئ بالكثير من الغضب والشتات والتقسيم فى حائط اجتماعى يشكو من الشروخ، والشروخ تصنعها معارك تافهة، والمعارك التافهة يصنعها راغبون فى الشهرة، أو شاشات تبحث عن مادة ساخنة تجذب المشاهد، والمشاهد يبحث عن التسالى، والتسالى فى بطن القضايا الجدلية، والجدل يحتاج إلى مجتمع يهوى مناقشة الأفكار، والأفكار فى مصر لا تجد من يناقشها بجدية والدليل فى القائمة التالية.
1 – لماذا تلاشت معركة عذاب القبر والثعبان الأقرع دون مناظرة فكرية واحدة بين الرافضين والمؤيدين، ثم ظهر بعدها إسلام البحيرى ليأخذ كل هذا الزخم وكل هذه المناظرات دون نتيجة واحدة واضحة؟
2 – من صعد بأزمة خلع الحجاب إلى صدارة المشهد، فى هذا التوقيت؟
3 – كيف تتضامن القوى المدنية التى طالما طالبت بتجديد الخطاب الدينى مع دعوة الإخوان التى تعتبر الخطاب الدينى حربا على الدين وإلهاء للناس؟
4 – أين اختفى الشيخ ميزو ومعارك كتاب البخارى التى ملأت الصحافة والشاشات لمدة أسبوعين؟
5 – لماذا كف مبارك عن الموت فجأة بعد أن كنا نقرأ خبر وفاته فى الليلة عشرات المرات؟
6 – لماذا توقف الكلام عن عودة عمر سليمان ولغز وفاته؟
7 – أين بديل السيسى الذى اجتهدت «الجزيرة» لإيهام الناس بوجوده بعد اغتيال السيسى الحقيقى؟
8 – أين اختفى حديث الإخوان عن عودة مرسى، وأين وعودهم بكشف أسرار تهز أركان دولة السيسى؟
9 – أين اختفت سيارات داعش التى نشرت الصحف أخبارا عن وجودها فوق الدائرى، وكيف حلت الصور المزيفة لجنود مصر فى اليمن بديلا لها؟
10 – أين اختفت تقارير أقباط المهجر عن مصر، ولماذا يسعى الإخوان للبحث عنهم فى الخارج بعد أن كانوا يرونهم خونة؟
حاول أن تبحث عن أى إجابة يصلح وضعها بعد علامات الاستفهام السابقة، وقتها فقط ستفهم عمر المواطن المصرى فيما أفناه، وأحلامه فيما أهدرها، وثورتيه لماذا دخلتا إلى أرض التيه؟
نقلاً عن “اليوم السابع”
اقرأ أيضًا:
ويكيليكس : كيف إستردت سوني 4 ملايين جنيه من الحياة
كارول سماحة في انتظار مولودها الأول
يحدث في مصر.. سيلفي مع حرامي في قنا
نجمات البيانات الصحفية : أخبار كتير إنجاز مفيش
أحدث فتوى: مشاهدة برنامج إسلام بحيري لا تجوز