محمد حسن الصيفي
فازت الديوك الفرنسيّة بالأمس على منتخب الأوروجواي بهدفين مقابل لاشئ، بعد مباراة قوية، نجحت فيها فرنسا في فرض كلمتها وإيقاعها من خلال تشكيل ثابت ومتجانس، وقوة ضاربة في كل الخطوط لتصعد إلى مباراة قبل النهائي في موقعة نارية تحدد طرفها الآخر بعد فوز منتخب بلجيكا على البرازيل.
وبعيدًا عن لعبة التوقعات والتكهنات عن هوية صاحب اللقب هذه البطولة، فإن المنتخب الفرنسي من أكثر الفرق المرشحة “من حيث المنطق” للتتويج مع الاعتبار أن لكل مباراة ظروفها الخاصة، وهو ما نوضحه في النقاط التالية:
نرشح لك : شاهد: أهداف تأهل فرنسا لنصف نهائي #كأس_العالم
1- النقطة الأبرز للمنتخب الفرنسي تأتي من خلال عناصره، فهو الفريق الأكثر توازنًا في نقاط القوة في كل الخطوط، فحارس مرماه هوجو لوريس؛ قائد توتنهام الإنجليزي واحد من أفضل حراس العالم حاليًا، ومن أكثرهم هدوءًا وثباتًا تحت تحت الثلاث خشبات.
أما خط الدفاع فقلبيه رفائيل فاران وصامويل أومتيتي قلبي دفاع ريال مدريد وبرشلونة بالترتيب وفي خط الوسط ستجد كانتي “مسمار” خط الوسط لتشيلسي الإنجليزي، يدور في فلكه توليسو لاعب بايرن ميونخ أو ماتويدي لاعب يوفينتوس الإيطالي، بينما يستقر دائمًا معه الفهد “بول بوجبا” لاعب مانشيستر يونايتد، أما البقعة الأخيرة من أرض الملعب فيسيطر عليها النجم اللامع والهداف جريزمان لاعب أتليتكو مدريد، والصاعد بقوة وأحد نجوم البطولة كليان مبابي وأخيرًا المهاجم الفارع أوليفيه جيرو مهاجم تشيلسي.
2- تشكيل فرنسا متوازن إلى حدٍ كبير، بل قل مدجج بالنجوم في كل الصفوف، شيئًا ما يُشعرك بالثقة وأنت تشاهد هؤلاء النجوم، وهو الشئ نفسه الذي يجعلك لا تتعجب إن خطر ببالك أن فرنسا ربما تحمل الكأس في النهاية.
3- ساعدت المجموعة السهلة نسبيًا “الدنمارك/بيرو/استراليا” لفرنسا على التدرج في المباريات، بفوزين وتعادل مريح، مجموعة سلسة لم تجهد اللاعبين من أجل حسم بطاقة الصعود مثل بعض المجموعات الأخرى.
4- أصحاب البشرة السمراء مع باقي أعضاء الفريق كفلوا القوة التي تمكن الفريق من إنهاء كل المبارايات بثبات وبمعدلات بدنية مميزة مع ممارسة تكتيك الضغط العالي في كثير من الأحيان دون السقوط في فخ الهبوط الحاد للمعدل البدني، ومباراة اليوم خير مثال لذلك.
5- وهؤلاء أصحاب سمار الجلد والبشرة والأصول الإفريقية نقاط القوة في ملعب الكرة للأزرق، هم كذلك أسباب النقد العنيف من جانب العرب والأفارقة للفرنسيين، على اعتبار أن هؤلاء تم تجنيسهم بعد خروجهم من الوطن الأم في إفريقيا ليدافعوا عن ألوان بلد غير بلادهم الأصلية.
وتلك قضية معقدة، ولا تخص فرنسا بمفردها فالبرتغال وبلجيكا وألمانيا وغيرها من المنتخبات تفعل الشئ نفسه، وهي قضية سياسية في ظاهرها، لكن الواقع يقول أنها بلا ضابط واضح نخضعه لها سواء سياسيًا أو غير ذلك فليس هناك قانونًا يمنع ذلك، فالمنتخب التونسي قام بالأمر بنفسه 2004، حين قام بمنح الجنسية للاعب سيلفا دوسانتوس البرازيلي الأصل، بينما قامت مصر بمحاولتين فاشلتين باستدعاء لاعبين إنجليزيين من أصول مصرية.
وهما اللاعبان “آدم العبد” لاعب برايتون الإنجليزي الذي جاء أثناء تولى برادلي قيادة المنتخب، والآخر سام مرسي لاعب ويجان وهو الذي استدعاه هيكتور كوبر طوال الفترات السابقة حتى كأس العالم الحالي، وكلاهما فشل مع المنتخب وذهب مع الريح دون ترك بصمة واضحة.
والمقصد أن الكل يستفيد بما هو متاح له من أوراق، في النهاية هي كرة القدم التي يستمتع بها الجميع دون أي حسابات أثناء مشاهدة اللاعبين على العشب الأخضر.