طارق الشناوي .. نقلًا عن المصري اليوم
أعود إلى باريس ومهرجانها العائد بعد غياب 12 عاما، وفى تلك الأجواء يصعد اسم مهرجان آخر (براغ) عاصمة التشيك، ليصبح عنوانا عربيا جديدا، تم تحديد انطلاق دورته الأولى نهاية أكتوبر، بينما يعقد (مالمو) فى السويد دورته الثامنة المتخصصة أيضا فى السينما العربية مطلع أكتوبر، ونشهد بداية انطلاق مهرجان الكويت السينمائى منتصف أكتوبر بتوجه وطنى وعربى.
نرشح لك : غدا.. توقيع ومناقشة “موسم صيد الغزلان” بمكتبة ألف
فما هو الهدف من توالد العديد من المهرجانات التى تحتفى بالسينما العربية؟ من خلال عيون ترصد السينما وأيضا تتابع الحراك الاجتماعى، مع ملاحظة أن الإنتاج السينمائى الجيد فى السينما العربية لايزال محدودا وعادة تنتقل أفلامنا (كعب داير) فى كل المهرجانات دوليا وعربيا ومحليا، لا نملك ترف الانفراد بفيلم محدد إلا بجهد كبير.
مهرجان (معهد العالم العربى) بعد عودته تمكنت رئيسته الجديدة، ليان شواف، من الاتفاق مع نادين لبكى على عرض فيلمها (كفر ناحوم) فى الافتتاح، بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم من (كان) وتردد بقوة أنه كاد يقتنص أيضا السعفة الذهبية، الفيلم سيعرضه مهرجان الجونة ليتسابق على جائزة الأفضل، وسيعرضه مهرجان القاهرة خارج التسابق ولا بأس من أن تجده أيضا فى (مالمو) و(قرطاج) و(تطوان) و(براغ) و(مراكش).
ويبقى السؤال عن مركز السينما العربية الذى يديره من القاهرة المحلل السينمائى الموهوب والدؤوب السورى، علاء كركوتى، الذى يملك دائما طموحا يتجاوز الأرض التى يقف عليها، يرنو بخياله بعيدا، وهكذا قدم من قبل جائزة أفضل فيلم عربى يعلنها من مهرجان (كان) ونجح فى إصدار مجلة شهرية بالإنجليزية للتعريف بفنانينا العرب.
بإمكانيات مادية محدودة جدا وبقدرة استثنائية على قراءة الواقع وتقديم حلول غير تقليدية، نجح فى إقناع أكثر من شركة ومسؤول لإقامة أول مهرجان عربى فى (براغ).
قضايانا العربية صارت بالضرورة معضلة عالمية، لديكم مثلا الهجرة غير الشرعية فى العقود الثلاثة الأخيرة وزادت طبعا معدلاتها، بعد تفشى الإرهاب المسلح فى أكثر من دولة عربية، ولا تكف السينما العالمية عن تداولها.
القضايا الملحة أنجبت سينما وهى التى أنجبت مهرجانات متخصصة عربيا، بل كانت حافزا قويا لعودة مهرجان (باريس) للساحة بعد غياب 12 عاما.. ونكمل غداً.