عام مر على استشهاد “أيقونة الشهداء” عقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، دفعة 92 حربية قائد الكتيبة 103 صاعقة، استشهد مع عدد من أفراد كتيبته فى معركة “البرث” فى رفح بشمال سيناء، بعد أن كتبت بطولاته اسمه بأحرف من نور فى سجل أساطير الصاعقة فبات اسمه “الأسطورة “.
خلال مهمتي كمراسل عسكري على أرض سيناء، وفي ضيافة القوات المسلحة المصرية، كان اسم الشهيد المنسي هو القاسم المشترك في أحاديث الضباط والجنود حاضرا، وكأن روحه لم تفارق المكان، كيف ؟! وقد سكنت قلب ووجدان كل من عمل معه ضباطا وجنودا.
نرشح لك: أحمد عبد الصمد يكتب: “30 يونيو”.. الوطن فوق كل اعتبار
الشهيد المنسي كما حدثونى عنه، مقاتل من طراز فريد لديه من العزم والبسالة والشجاعة ما يرهب به أعداء الوطن صلب ضد الإرهاب والتطرف رافض للتشدد” كان راعب التكفيريين “قالها لي أحد الجنود فقد كان اسمه كابوسا يفزع العناصر الإرهابية والتكفيريين، فهو من قال لهم فى قصائده “أقسم بالله ملكش عيش فيها طول ما أحنا فيها”.
وكما كان رمزا للبطولة، كان أيضا رمزا للإنسانية محبا للجميع، أب وأخ للجنود كما وصفوه، خوفه عليهم فى أي مهمة قتالية يفوق خوف على نفسه وهو ما أعطاهم دوما شعورا بالثقة والأمان والقوة بجواره.
“اللي في جيبه مش ليه” كلمات سبقت العديد من المواقف التي رواها زملاءه من الجنود و الضباط مواقف تعكس رجولة وأخلاق فرسان “رغم استشهاده،عايش فينا “.
“في ذمة الله أستاذي ومعلمي، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب”. تلك كانت كلمات المنسي ناعيا قائده العقيد رامي حسنين القائد السابق للكتيبة 103 صاعقة يوم استشهاده، أكان مدركا لقرب اللقاء، أم واثقا من منزلة الشهداء، فكان لقاء ربه وصحبه من سبقوه من الشهداء حقا قريب ولما لا فالشهادة فى سبيل تراب الوطن كانت غايته منذ التحاقه بالكلية الحربية.
المنسي، هو من بكي متألما فى كل هجوم غادر استهدف أقباط مصر فكانت الصلاة عليه يوم استشهاده فى الكنائس جنبا الى جنب مع المساجد.
كيف يُنسى من أقبل على الشهادة فداء الوطن بروح واثقة وخطى ثابتة. كيف ينسى من حمى الوطن وصان الأرض والعرض، كيف ينسى من روت دمائه رمال سيناء أرض الأنبياء، كيف ينسي من التف جثمانه بعلم مصر كي تبقى مصر، فالمنسي .. لا يُنسى ..