بعد أن أعلنت فرق الإنقاذ التايلاندية نجاح المهمة في إنقاذ جميع أطفال فريق كرة القدم المدرسي ومدربهم، العالقين في كهف بشمال تايلاند والمعروفين إعلاميا بـ “أطفال الكهف”، انتهت اليوم الثلاثاء رحلة استخراج الـ 13 شخصًا والتي دامت على مدار 3 أيام منذ الأحد الماضي، حيث خرج الطفل الأخير برفقة المدرب منذ عدة ساعات قليلة ليتم إسدال الستار على الحدث الأبرز الذي تابعه العالم أجمع على مدار الثلاثة أيام الماضية.
ورغم انتهاء الحدث إلا أن أسبابه ونتائجه ستظل حديث مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية لفترة ليست بالقصيرة، حيث تتبع العيون الحدث باهتمام كبير للوقوف على كافة التفاصيل ومعرفة أبرز الأحداث بالإضافة لمعرفة ما سيرويه الأطفال ومدربهم عن الفترة التي تم قضاؤها داخل الكهف والتي تتراوح من 9 – 10 أيام.
نرشح لك: إنقاذ جميع أطفال الكهف ومدربهم بتايلاند
ومن المعروف أن عملية إنقاذ الأطفال ومدربهم قد استغرقت 3 أيام حيث كان من الصعب على الغواصين الخروج بالأطفال ومدربهم جميعا في آن واحد لعدة أسباب منها أن الممرات بها الكثير من الأجزاء شديدة الضيق والخطورة خاصة في الكيلومتر الأول، بالإضافة إلى أن الغواص يحتاج في المتوسط لـ10 ساعات ذهابًا وإيابًا لقطع المسافة، مما يحتاج إلى قدر كبير من الأكسجين، ومعظم الأطفال لا يجيدون السباحة.
ومن هنا ظهرت خطة تقسيم الأطفال للخروج بهم على مراحل ضمانًا لسلامتهم جميعا، لكن يظل السؤال الأهم هو كيف سيتم ترتيب خروج الأطفال؟ وعلى أي أساس سيتم اختيار هذا الطفل لينجو أولا ويظل ذاك الطفل للنهاية؟ ومن بيده قرار الاختيار؟
بالتأكيد أن أهالي هؤلاء الأطفال لم يهنأ لهم بال إلا بعد الاطمئنان على سلامة أطفالهم، ومن المؤكد أن الجميع كان يتصارع من أجل خروج وسلامة طفله أولا، إنها الطبيعة البشرية لكن الحقيقة هي أن آلية الاختيار لم تخضع للأهواء البشرية لكن خضعت لخطة تم الاتفاق عليها من قبل الجميع وهي استخراج الأولاد الأقوى أولاً؛ قد يبدو أن ذلك عكس المنطق الذي ينادي بضرورة سرعة استخراج الأضعف أولا، لكن الخطة في البداية كانت استخراج الأقوى من الأطفال وذلك لأنَّ لديهم فرصاً أكبر في العبور إلى بر الأمان، بينما يمكن للآخرين البقاء واستجماع قوتهم، وذلك وفقًا لما تم نشره في تقرير صحيفة “The Daily Mail”.
لكن يبدو أن المنطق ينتصر في النهاية، وذلك حينما خرج الطبيب الأسترالي الجنسية د. ريتشارد هاريس وتمكن من إقناع المسؤولين في تايلاند بتغيير خطط إنقاذ الأطفال المحتجزين ونصحهم بالبدء بإخراج الأولاد الأكثر ضعفاً أولاً من الكهف العالقين داخله.
استقرت الخطة على إخراج الأكثر ضعفًا بعدما انتهى التقييم الصحي الذي أجراه د. هاريس والذي أفاد أن بعض الأطفال الأضعف قد لا يصمدون إذا بقوا داخل الكهف المزيد من الوقت.
وحول كيفية العبور بالأطفال، رافق كل طفل غواصان خلال عملية الإنقاذ الواحدة، وتم تقسيم الأولاد إلى 4 مجموعات ضمت المجموعة الأولى 4 أولاد ثم ضمت الثلاثة مجموعات الأخرى 3 أولاد، وبدأت خطة الإنقاذ في تقليل منسوب المياه داخل الكهف؛ كي يتسنَّى لفرق الإنقاذ إخراج الأطفال.
وبعد مرور 3 أيام يمكن القول أن نصيحة الطبيب البالغ من العمر 53 عامًا والذي يمتلك 30 عاما من الخبرة في الغوص حيث سبق له العمل على إخراج الجثث من الكهوف، قد أثبتت صحتها حيث تمكن فريق الإنقاذ في نهاية الأمر من العبور بـ 13 فردًا بسلام حتى مدخل الكهف، فنجحوا بالعبور إلى بر الأمان بـ 4 أطفال مساء يوم الأحد، ثم ألحقوا بهم 4 آخرين مساء يوم الإثنين وقبل عصر اليوم الثالث كان قد تمكن فريق الإنقاذ من العبور بـ آخر 4 أطفال ومدربهم.
وبحسب الفريق الطبي المتابع لحالة الأطفال فإن صحة جميع الأولاد الذين خرجوا جيدة ويتلقى الجميع العلاج والرعاية الصحية في قسم خاص تم عزله خصيصًا لهم داخل أحد المستشفيات القريبة.
يُذكر أن فريق كرة القدم التايلاندي كان قد فُقد منذ حوالي أسبوعين، وتم العثور على الفريق المكون من 12 طفلًا ومدربهم، داخل أحد الكهوف في شمال تايلاند، بعد 9 أيام من الاختفاء وعمليات البحث المكثفة على صخرة مرتفعة داخل الكهف، حيث حوصر الأطفال داخل كهف”ثام لوانج” بعدما غمرت مياه الأمطار مدخل الكهف.