نحن بالتأكيد نستحق أكبر وأضخم وأهم وأشهر جائزة عالمية فى ابتكار الحلول غير التقليدية أو المتوقعة لمواجهة أزماتنا والبحث عن حلول لها أو الخلاص منها، وكانت أحدث أزماتنا الكروية المثارة هى البحث عن مدير فنى جديد للمنتخب القومى بعد كارثة المونديال، وبدلا من أن ننشغل بتقديم أفكار واقتراحات وآراء قد تكون مهمة ومفيدة أو لا قيمة لها ونتيجة، قررنا بسرعة تحويل الأمر كله إلى مجرد خناقة بين حسام حسن وحازم إمام، فحسام حين استضافه تليفونيا الزميل أبو المعاطى زكى فى برنامجه الجديد.. هاجم حازم وسخر منه بعد تفويض اتحاد الكرة له باختيار المدير الفنى الجديد للمنتخب.
وبالطبع لم يسكت أنصار حازم أو أعداء حسام.. فبدأ الهجوم على حسام.. وأنصار حسام بدأوا الدفاع عنه.. وتحولت الخناقة إلى معركة إعلامية وعبر التواصل الاجتماعى انشغل بها الكثيرون حتى كادوا ينسون أن الأمر كله كان بقصد البحث عن مدرب جديد!!.
نرشح لك: ياسر أيوب يكتب: أيهما أفضل الآن المدرب المصري أم الخواجة؟
ومع كل الاحترام للتاريخ الكروى الحافل لحسام حسن وطموحه المشروع فى قيادة المنتخب.. وكل الاحترام أيضا لحازم إمام شديد التميز والرقى وأحد أصحاب المواهب الكروية المصرية.. إلا أن ما يشغلنى هو القضية الأساسية وليست الخناقة الفرعية.. ولا أزال مقتنعا بأن هناك خطوة مهمة للغاية لا بد أن يقوم بها اتحاد الكرة قبل اختيار المدرب الجديد.. وهى تحديد ما الذى يراد من هذا المنتخب فى الأربع سنوات المقبلة.. فلو كان الهدف هو ضمان التأهل لنهائيات أمم أفريقيا ومحاولة التأهل لنهائيات كأس العالم.. فالمدرب المصرى قادر على ذلك دون هموم البحث عن أى خواجة واستنزاف مالى جديد لشراء أى اسم يليق بوجاهة منتخب مصر.
أما إذا كانت هناك نية حقيقية لتغيير فكرنا الكروى التقليدى فلابد من تحديد الأهداف أولا ثم البحث عن مدرب يلتزم بها.. فاتحاد الكرة هو الذى لابد أن يضع الاستراتيجية الكروية التى لا تتغير وفقا لاسم أى مدرب أو جنسيته ورؤيته الشخصية.. وأنا لا أزال مقتنعا بأن المدرب المصرى هو الأصلح حاليا ولا أقصد أن يكون حسام أو غيره.. ولكننى أتمنى مدربا يلتزم برؤية الاتحاد أولا ثم يبنى من جديد منتخبا لا يكون طموحه هو مجرد التأهل، سواء لأمم أفريقيا أو المونديال، لكنه يقود منتخبا جديدا بروح جديدة وفكر جديد أيضا.